استئناف الدوري المصري يوم 13 أبريل بحضور الجماهير.. والمنتخب يعتذر عن «كوبا أميركا»

رئيس الأفريقي التونسي يدعو لنسيان أحداث استاد القاهرة والمحافظة على الأخوة بين البلدين

TT

أعلن الاتحاد المصري لكرة القدم أمس استئناف مسابقة الدوري المحلي يوم 13 أبريل (نيسان) الحالي وبحضور الجماهير، بعد توقف دام أكثر من شهرين بسبب ثورة شعبية أطاحت بالرئيس حسني مبارك. وقال الاتحاد المصري بموقعه على الإنترنت «وافق مجلس الوزراء برئاسة الدكتور عصام شرف على استئناف مسابقة الدوري العام في موعدها المقرر من قبل، الذي أعلنه اتحاد الكرة المصري برئاسة سمير زاهر يوم 13 أبريل الحالي».

وأضاف الاتحاد أن منصور العيسوي، وزير الداخلية، سيعقد مؤتمرا صحافيا في وقت لاحق بحضور زاهر لشرح تفاصيل بشأن تأمين استئناف اللعب. وتوقفت المسابقات المحلية في مصر منذ اندلاع ثورة شعبية يوم 25 يناير الماضي. وكانت آخر مباراة أقيمت في الدوري الممتاز يوم 22 يناير. وقال عامر حسين، رئيس لجنة المسابقات بالاتحاد المصري، لـ«رويترز» عبر الهاتف «هناك اتفاق على عودة الدوري وبحضور الجماهير، لكن التفاصيل لم تتضح بعد.. سنعقد مؤتمرا صحافيا غدا بمقر الاتحاد لإعلان التفاصيل».

وأضاف أنه لم تتحدد مسألة الهبوط في آخر الموسم، كما لم تتضح الرؤية بشأن نظام دوري الدرجة الثانية. ويتكون الدوري المصري من 16 فريقا يهبط منها ثلاثة في نهاية الموسم. وذكرت تقارير أن الدوري قد يقام في الموسم المقبل بمشاركة 20 فريقا وبنظام المجموعتين. وأشار حسين إلى أنه لن يتم التراجع عن قرار سابق بإلغاء كأس مصر هذا الموسم.

وتحدد الشهر الماضي يوم 13 أبريل لاستئناف الدوري، لكن وقوع أعمال شغب يوم السبت الماضي في مباراة الزمالك أمام الأفريقي التونسي في إياب دور 32 لدوري أبطال أفريقيا، أثار شكوكا كبيرة حول تنفيذ هذا القرار وتقرر تأجيل موعد العودة بشكل مؤقت. وتوقفت هذه المباراة عندما كانت النتيجة تشير لتقدم الزمالك (2/1) على الأفريقي في الوقت المحتسب بدل الضائع للشوط الثاني، عندما اجتاح المشجعون الملعب واعتدوا على لاعبين. وجاء نزول المشجعين لأرض الملعب ومطاردتهم للاعبين بعد لحظات من إلغاء الحكم لهدف أحرزه أحمد جعفر مهاجم الزمالك بداعي التسلل. وكان الزمالك بحاجة لتسجيل الهدف الثالث ليتأهل لدور الـ16بعد انتهاء لقاء الذهاب في تونس بفوز الأفريقي (4/2).

وقبل قرار الاستئناف، طالبت عدة أندية مصرية منها الزمالك المتصدر والأهلي حامل اللقب بسرعة استئناف المسابقة، وألقى الإسماعيلي باللوم على توقف المسابقة في خروجه من مسابقة كأس الاتحاد الأفريقي، وجمد فريقا الاتحاد السكندري والمصري البورسعيدي نشاطهما الكروي. وانتهى النصف الأول لمسابقة الدوري بتصدر الزمالك للبطولة برصيد 32 نقطة، متقدما بست نقاط على غريمه الأهلي الفائز باللقب في آخر ستة مواسم.

وأبدى عدد من المدربين والرياضيين المصريين رضاهم عن القرار، حيث قال فاروق جعفر، المدير الفني لفريق طلائع الجيش، لـ«الشرق الأوسط»، إن عودة مسابقة الدوري من جديد ستعيد الروح للكرة المصرية وسترتقي بمستوى كافة الأندية، خاصة الأندية التي ترتبط بالتزامات أفريقية مثل فريق الأهلي وفريق حرس الحدود، بالإضافة إلى الارتقاء بمستوى كافة المنتخبات الوطنية المصرية، خاصة أن منتخبات الشباب والأوليمبي لديها العديد من الارتباطات الدولية المهمة، كما أن المنتخب الوطني يحتاج وبشدة لعودة الدوري من أجل أن يستعيد المنتخب أداءه ومستواه من جديد.

وأكد جعفر أن سوء أداء الفرق المصرية في الفترة الأخيرة، خاصة الأداء الهزيل الذي ظهرت عليه الفرق المصرية المشاركة في البطولات الأفريقية، حيث خرج فريقا الزمالك والإسماعيلي من بطولتي أبطال الدوري والكونفدرالية على الترتيب، ولاقى الأهلي هزيمة من منافس متواضع في جنوب أفريقيا.

وقال إكرامي الشحات، مدرب حراس المرمي بقطاع الناشئين بالنادي الأهلي: «القرار صائب جدا وكان متوقعا، فلا توجد مخاطر من استئناف النشاط الكروي، ولا توجد أي ضمانات لاستمرار المسابقة، فأجهزة الأمن قادرة من جانبها على الحفاظ على سير المباريات، كما أن جمهور الكرة واع وما رأيناه في مباراة الزمالك والأفريقي حدث نتيجة انفعالات أفراد الجهاز الفني للزمالك».

من جهة أخرى، أكد عامر حسين، رئيس لجنة المسابقات بالاتحاد المصري لكرة القدم، أنه من الصعب على المنتخب المصري الأول المشاركة في بطولة أمم أميركا الجنوبية «كوبا أمريكا» التي ستقام خلال الفترة من أول إلى يوليو (تموز) المقبل بالأرجنتين، وذلك بعد قرار استئناف منافسات الدوري المصري من جديد.

وأضاف حسين في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية أن ضغط فعاليات الدوري المصري وكذلك ارتباط المنتخب الوطني الأول بمباراة مهمة أمام جنوب أفريقيا في الجولة الرابعة من التصفيات المؤهلة لبطولة الأمم الأفريقية لعام 2012 بغينيا الاستوائية والغابون، سيحرمان المنتخب المصري من فرصة المشاركة في «كوبا أميركا».

وكانت أنباء عديدة ترددت حول مشاركة المنتخب المصري في بطولة «كوبا أميركا» بناء على دعوة من اتحاد الكرة الأرجنتيني بعد اعتذار المنتخب الياباني عن عدم المشاركة في البطولة بسبب الأحداث المضطربة التي تعيشها البلاد حاليا عقب تعرضها لكارثة الزلزال المدمر وما أعقبه من أمواج المد العاتية (تسونامي).

يذكر أن بطولة «كوبا أميركا» يشارك فيها 12 منتخبا من بينهم منتخبات أميركا الجنوبية العشرة إلى جانب منتخبين مدعوين من أميركا الشمالية وآسيا. ولا تمنع قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) مصر من المشاركة في البطولة التي يسعي مسؤولو اتحاد الكرة الأميركي الجنوبي إلي زيادة عدد الفرق المشاركة فيها إلي 14 منتخبا، وكانت فرصة المنتخب المصري بطل أفريقيا قوية للمشاركة في النسخة المقبلة من البطولة هذا الصيف بدلا من اليابان.

على صعيد آخر دعا جمال العتروس، رئيس نادي الأفريقي التونسي لكرة القدم، جماهير النادي إلى «نسيان» حادثة اجتياح أعداد كبيرة من الجماهير المصرية لاستاد القاهرة في اللحظات الأخيرة من المباراة التي جمعت يوم السبت الماضي الأفريقي بالزمالك المصري بدوري أبطال أفريقيا لكرة القدم.

وقال العتروس خلال مؤتمر صحافي عقده بمقر النادي الأفريقي أمس، وحضره سفير مصر لدى تونس أحمد إسماعيل: «من دخلوا الميدان ليسوا محسوبين على الزمالك... ولن نحاسب 85 مليون مصري على فئة قليلة». وأضاف أن ما وقع خلال المباراة «شيء ممكن حدوثه، على الرغم من أننا لم نكن نتوقعه وصدمنا للتجاوزات التي حصلت»، لكنه أشار في المقابل إلى أن «كل الناس (في مصر) أبدوا أسفا كبيرا» لما حدث. وتابع: «ما حدث في مصر موضوع يجب نسيانه.. وهذه صفحة وطويت... ولنحافظ على الأخوة التونسية - المصرية». وذكر بأن لاعبين من الزمالك دافعوا عن لاعبي الأفريقي عندما اجتاحت الجماهير أرض اللعب، إذ «نزعوا قمصانهم وألبسوهم قمصان الزمالك حتى لا يقع الاعتداء عليهم». وأشار العتروس إلى أن الأفريقي «يمكن أن يعود إلى مصر» دون أن يوضح ضمن أي إطار، وأكد أن أحداث استاد القاهرة لن تؤثر على اتفاقية التوأمة التي وقعها الزمالك والأفريقي يوم الجمعة الماضي.

وقال موفد عن وزارة الخارجية التونسية إلى المؤتمر الصحافي إن العلاقات التونسية - المصرية «عريقة»، وإنه «لا يمكن أن تؤثر فيها فئة قليلة»، مضيفا أن العلاقات بين البلدين «مرشحة لمزيد من التوطد» في المستقبل خاصة بعد ثورتي تونس ومصر. من جانبه، قال أحمد إسماعيل، السفير المصري لدى تونس، إن «ما حدث (خلال المباراة) كان محل شعور مصري فياض بالحزن والأسى وقابلته مشاعر فياضة أخرى بالعواطف والاعتذار لكل تونس»، مشيرا إلى أن 32 ألفا و500 مصري أطلقوا صفحة خاصة على شبكة التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، عبروا فيها «عن مشاعر الحب والاعتذار لتونس».

ووصف السفير عملية اجتياح أرض الملعب من قبل الجماهير بأنها «تصرف أهوج» وأن «هناك من يتحمل مسؤولية هذا التصرف»، دون أن يوضح الجهة المسؤولة عنه، داعيا إلى الأخذ بعين الاعتبار «الظروف الاستثنائية التي تعيشها مصر» بعد الثورة والتي قال إنها ظروف «لا يمكن التغافل عنها».