الاتحاد الآسيوي يتحدى نفسه!!

هيا الغامدي

TT

هل سمعتم عن اتحاد قاري يتحدى نفسه، سواء بالصيغة الذهنية لمن يقوم على قراراته أو بالصيغة التفاعلية لمنسوبيه؟! نتساءل ونحن ندرك أن اتحادنا الآسيوي يضع نفسه في كل مرة ضمن إطار ضيق من الحلول الإدراكية تجاه بعض الإشكاليات الدائرة في منافساته، عندها تبدأ الاجتهادات وتتعاظم الأسئلة: كيف، ولماذا، وإلى متى؟! فإذا كان السبب والمسبب سيان، فالخلل المنتج من الإشكالية الدائرة سيصبح بلا حل!!

نتساءل ونحن نرى حقيقة «الصبغة العدائية» لفرقنا المشاركة من بعض الشعوب ولعل أقربها «الفارسية»، مع أن صيغ التنافس فنيا كان قد انطفأ ضوؤها في السنوات الأخيرة. والسؤال: ما الذي يجعل الوضع أكثر حساسية للحد الذي أصبحت فيه السياسة متغلغلة في التركيبة الكيميائية الرياضية ومؤثرة في جزئياتها؟! هنا نعيد التفكير مرة أخرى بمتلازمة تسييس الرياضة في مقابل ترويض السياسة، فعدم نجاح أحدهما يؤثر على الآخر، هذا إذا ما استثنينا الأحداث الدائرة بالمنطقة والتي باتت تؤثر في الرياضة بشكل أو بآخر.

في المقابل قد نتساءل عن السبب الحقيقي لمناصبة بعض الفرق شراك المضايقة والعداء لفرقنا السعودية في المباريات المقامة على أراضيها كنوع من تعطيل المشاركة، مع أنها تلقى كل الأريحية والكرم والتسهيلات على أراضينا!! وهل للعداء الكروي جذور تاريخية إذا ما انعدمت صيغ التنافس الفنية الحالية؟! ربما، وقد يظن ظان (والظن بالله خير) أننا كفرق سعودية نمتلك من الرفاهية (والخصوصية) ما يجعلنا نتطلب من الجو الرياضي المستقبل لنا بيئة صحية خالية من الملوثات الطبيعية المألوفة للغير!! وبالمقابل، هل سمعتم بشيء مشابه لباقي الفرق بالشرق أو الغرب، من شأنه تهديد استمرارية مشاركتها أو انسحابها؟!!

من واجب الاتحاد الآسيوي الذي يقوده رجل محنك وخبير كابن همام أن يسعى لتطوير قوة القرار الصادر المسبوق بعمل رادع وحاسم في الأمور التي تتطلب شدة وردعا في اتحاده، ومنها ما يتعلق بالسلامة وتوفير الأمن اللازم، وإلا لكان ذلك جرس إنذار خطير سيدلل بما لا يدع مجالا للشك على ضعف وهشاشة الحلول الإدراكية للاتحاد الذي لا يزال يواجه مع رئيسه تحديات كثيرة وعلى جهات عدة!! أيضا اتحادنا السعودي مطالب بالإبقاء على موقفه الثابت والواضح تجاه تلك المسألة، وهو الذي تهمه سلامة وكرامة كرة بلاده ومن ينتسب إليها عموما!!

كلامي لا يعني «الانسحاب»، بل يتطلب الردع و«الإبعاد» كحل منطقي لمن يحاول العبث بأريحية المشهد الرياضي القاري. عجب، عجاب.. انظروا لقوة القرار الأوروبي وآليته بإيجاد صيغة تناسبية تجمع ما بين التمكن والحلول الإدراكية وبالتالي الحيلولة دون حدوث منغصات لصفوة المنافسات وسمعة وسلامة دوري المحترفين الأوروبي الأقوى والأشهر على الإطلاق، و«حتى» الأفريقي فمع «مساوئه» ولعل أبرزها الانفلاتات الجماهيرية فإنه أفضل من الآسيوي.. وازنوا الحالتين وأدركوا الفرق، عندها ستصلون لحقيقة السقف الأدنى الذي تتعامل معه حلول اتحادنا القاري – الموقر - لفك الإشكاليات الدائرة مع الفرق والمنتخبات المنظمة تحت لوائه، ستدركون أكثر لماذا تتخلف تراجيديا الهدف الآسيوي عن البقية فنيا ومهاريا واحترافيا وهو الأهم.. وسلامتكم!