هل ليوناردو المدرب المناسب للإنتر؟

أندريا مونتي

TT

لقد حان الوقت، بعد أن تعثر الإنتر بشدة أمام الجميع، وخسر بنتيجة ثقيلة أمام شالكه الذي يحتل المركز العاشر في الدوري الألماني، للحديث عن بعض الحقائق التي توارت واختفت خلف سياسة ليوناردو مدرب الإنتر «الوردية»، مثلما تفعل الأوراق البلاستيكية الملونة في مهرجان ريو دي جانيرو عندما تخفي الكثير من المساوئ لفترة وجيزة. لقد انتهت حقبة الإنتر الرائعة، ولم يحدث هذا منذ مباراة شالكه الأخيرة، بل حدث قبل عام تقريبا منذ تلك الليلة التي فاز فيها الإنتر في مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا، ليحقق ثلاثية تاريخية وغير قابلة للتكرار في الوقت الحالي.

ولعل البعض سيتساءلون: هل نتحدث حقا عن تلك القوة الكروية التي كانت حتى الأسبوع الماضي تنافس في جميع البطولات؟ نعم، إننا نتحدث عن ذلك الفريق الذي ما زال يمتلك نظريا فرصة التأهل لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا والفوز بلقب الدوري والكأس في إيطاليا. وحتى لو حدث هذا فإن ذلك لن يغير من حقيقة أن فريق الإنتر يحتاج إلى إعادة بناء. فأداء الفريق الفني والخططي قد أصبح قديما ومعتادا وفقيرا، ومتوسط أعمار أفضل لاعبيه يزيد على 30 عاما، والأهم هو أن موسما بأكمله لم يكن كافيا لتوضيح ماذا سيحدث في الإنتر بعد مورينهو.

إن انخفاض مستوى اللاعبين المتميزين أمر يحدث في جميع الفرق ولا يعتبر مأساة. فهذه هي طبيعة الرياضة التي تستوجب التبديل والتطوير المستمر في الفرق. إن إنجازات الإنتر الماضية لا يمكن أن تمحى، ويوضح تصفيق الجماهير للفريق بعد الهزيمتين الأخيرتين أن الإنتر يستطيع التغيير والانطلاق من جديد. ورغم أن إدخال تغيير شامل وعميق على الفريق يحتاج إلى الصبر، فإنه عمل مؤثر وممتع أيضا.. فيكفي تحديد المشكلات ونقطة البدء.

لقد كان موراتي، بفضل خبرته الإدارية والتنظيمية التي اكتسبها عبر السنوات الماضية، يدرك من داخله أن الموسم الحالي سيكون موسما انتقاليا، لا سيما في ضوء سياسة اللعب المالي النظيف. لكنه لم يفقد عرفانه بالجميل لنجوم الفريق، فأبقى عليهم جميعا وتعاقد مع المدرب الإسباني بينيتيز الذي يعتبر أستاذا في كرة القدم وفاشلا في علم النفس. وكان بينيتيز يستطيع النجاح مع الإنتر، لكن الأمور لم تسر على ما يرام. فاضطر موراتي بعد ذلك للجوء إلى ليوناردو وشراء 5 لاعبين في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي. ولم تكن هذه الصفقات سيئة، لكننا نذكر أن الإنتر دفع لضم باتزيني مبلغا يفوق المبلغ الذي كان سيدفعه لضم كافاني خلال الصيف الماضي بمليوني يورو.

وبحاسة التحليل والتوقع الذي يتميز به الصحافيون نقول إن موراتي أضاع من يديه فرصة جيدة. فلو أنه قام ببيع بعض اللاعبين المؤثرين في فريقه (مثل جوليو سيزار ومايكون وميليتو) وبعض اللاعبين الذين بدأ مستواهم في الانخفاض لكنهم يحتفظون برضا الجماهير، فلربما عانى فريق الإنتر مثلما يعاني الآن لكنه كان سيتطلع إلى وجود بدلاء.