إعادة رماد جثة العالم النفسي أدلر إلى فيينا بعد 75 سنة

مكتشف عقدة الدونية ومؤسس علم النفس الفردي

TT

ما كان الإحساس بالدونية والإحباط سيفارقه لو علم مصير رماده الذي ظل مجهولا لمدة 74 عاما بعد وفاته.. ذلك هو العالم النفساني الطبيب النمساوي الفريد أدلر مكتشف مركب أو عقدة الدونية المعروف في طب النفس العلاجي.

بعد 74 عاما بالتمام سيعود رماد جثة الفريد أدلر إلى مدينته فيينا التي سبق أن اختير مواطنها الفخري عام 1930 وكان أدلر الذي ولد عام 1870 بالعاصمة النمساوية وفيها تلقى تعليمه وواصل أبحاثه ودراساته واكتشافاته هو وزميله وصديقه سيغموند فرويد أشهر الأطباء النفسانيين قاطبة.

سويا أسس الطبيبان جمعية «المجتمع النفسي» إلى أن انفصلا بعد أن اتهم فرويد أدلر بالانشطاح والتحرر غير الملتزم في اكتشافاته فعمد أدلر إلى تأسيس حركة سماها «علم النفس الحر» ثم عاد عام 1913 وأطلق عليها حركة «علم النفس الفردي».

في رحلة من رحلاته العديدة إلى اسكوتلندا توفي أدلر فجأة عام 1937 ومما يزيد الأمر حيرة ويطرح عددا من الأسئلة أن أسرته كانت قد حضرت من فيينا خصيصا للوقوف على مراسم حرق جثته كما طالب في وصيته لكن ولأسباب ما تزال مجهولة لم يكشف عنها بعد عادت الأسرة دون أن تحمل معها ما تبقى من رماد لتحتفظ به كما هي العادة.

من جانبه وبعد محاولات بحث جاد توصل جون كليفورد القنصل الفخري للشؤون النمساوية باسكوتلندا أخيرا على موقع رماد أدلر الذي وجده بين سجلات محرقة واريستون بسافيلد باسكوتلاندا ليبادر بالقول إن الرماد لم يكن ضائعا بل كان منسيا.

من جانبها بادرت السلطات الاسكوتلاندية بالترحيب بالإعلان عن العثور على الرماد مقدمة دعوة رسمية لعمدة مدينة فيينا وعدد من المهتمين بالطب النفسي وأساتذة الجامعات للمشاركة في حفل تأبين حددت له تاريخ 19 من هذا الشهر يعود بعده الرماد إلى فيينا ليدفن في مقبرتها للشرف القائمة وسط المدينة.