الأميركي كرونكي يسيطر على ملكية آرسنال الإنجليزي

نصف أندية الدوري الممتاز تؤول ملكيتها إلى أجانب 5 منهم أميركيون

TT

سيطر الملياردير الأميركي ستان كرونكي على الحصة الأكبر في نادي آرسنال، مما يعني أن 10 أندية من الأندية العشرين المتنافسة في مسابقة الدوري الإنجليزي الممتاز، أصبحت ملكيتها تؤول إلى أجانب خمسة منها لأميركان.

وقدرت الصفقة بمبلغ 731 مليون جنيه إسترليني (مليار و195 مليون دولار أميركي) وفقا لبيان بورصة لندن، كما وافق كرونكي على شروط شراء الأسهم المتبقية لوصيف الدوري الإنجليزي لكرة القدم حاليا.

وكان كرونكي بالفعل صاحب أكبر حصة في أسهم النادي بنسبة 2.9%، ولكنه نجح في الاتفاق رسميا على شراء حصص المالكين داني فيزمان والسيدة بريسويل سميث، اللذين يمتلكان في ما بينهما 32% من أسهم الشركة الأم للنادي، (آرسنال القابضة).

كما توصلت شركة «كرونكي سبورتس إنتربرايزيس» التي بدأت بشراء 9.9% من أسهم آرسنال عام 2007، لاتفاق حول شراء أسهم رأس المال المتبقية مقابل 11.750 جنيها إسترلينيا (19.180 دولارا) مقابل السهم الواحد. وقال كرونكي: «إننا سعداء بإتاحة الفرصة لنا لزيادة تعاملنا والتزامنا تجاه آرسنال، إنه ناد رائع يتمتع بتاريخ مميز وأعراف خاصة، كما أن لديه مدربا مذهلا يتمثل في آرسن فينغر».

وأوضح كرونكي في بيان له: «نعتزم مواصلة البناء مستغلين هذا الإرث الغني لقيادة النادي إلى المزيد من النجاح. إنني سعيد لأن بيتر هيل - وود وافق على مساندتنا باستمراره في منصبه كرئيس لمجلس الإدارة».

وأضاف: «نريد بشكل خاص توجيه الشكر والعرفان لمجلس الإدارة وداني فيزمان وعائلة فيزمان إلى جانب السيدة نينا بريسويل - سميث وعائلتها، على الثقة التي وضعوها في شخصي خلال السنوات الماضية، وعلى السماح لنا بالمضي قدما في القيام بهذا الدور البارز». ويعاني فيزمان، (66 عاما)، المرض منذ بعض الوقت، ويبدو أنه اتخذ قراره ببيع حصته في آرسنال لكي يضمن انتقالا سلسا لإدارة النادي بعد تدهور حالته الصحية. أما بريسويل - سميث، فهي تعمل على بيع حصتها بالنادي بالفعل منذ عدة أشهر.

ولم يتأكد بعد ما إذا كان كرونكي سيشتري باقي أسهم آرسنال، حيث يمتلك رجل الأعمال الأوزبكي عليشار عثمانوف حصة تصل إلى 27% من أسهم النادي، ولكن مع تضاؤل سلطاته بالنادي فقد يضطر إلى بيع حصته مقابل الحصول على بعض الربح.

وبذلك، ستصل حصة كرونكي، الذي يمتلك أيضا نادي كولورادو رابيدز في دوري كرة القدم الأميركية، وفريق دنفر ناغتس في دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين، وفريق كولورداو أفالانش في الدوري الأميركي للهوكي على الجليد، إلى 89%.وبما أن كرونكي كان المحرك الرئيسي لتطبيق فكرة مساهمي آرسنال من الجماهير، وهي فكرة تروج للملكية المتساوية للجماهير بالنادي، فربما لا يسعى المستثمر الأميركي لامتلاك النادي بنسبة 100% وشطب النادي من سوق الأوراق المالية.

وبذلك، ينضم آرسنال إلى مواطنيه مانشستر يونايتد وليفربول وأستون فيلا وسندرلاند كأندية إنجليزية مملوكة لأميركيين.

ورحب المدير الفني آرسن فينغر بالصفقة قائلا: «عملت مع ستان كرونكي في اجتماعات مجلس الإدارة في العامين الأخيرين، وأعتقد أنه سيعمل لخير آرسنال... يفهم تاريخ النادي وتقاليده جيدا، وطموحنا في إدارة النادي بطريقة تحفظ مستقبله الطويل الأمد».

وعلى الرغم من خشية الجماهير الإنجليزية من ملاك الأندية الأميركان، وخاصة الذين عملوا على استغلال أرباحهم من الدوري الممتاز، لتوجهيها إلى سداد ديونهم وأعمالهم في الولايات المتحدة، وعدم دعمهم لفرقهم بلاعبين جدد، إلا أن النظرة لكرونكي تبدو مختلفة لأنه من عينة راندي ليرنر مالك نادي أستون فيلا وجون هنري مالك ليفربول. وكان كرونكي قد تعرض منذ أربع سنوات للفصل بشكل شهير من قبل رئيس نادي آرسنال، بيتر هيل - وود، بحجة أنه «ليس من نوعية المديرين البريطانيين»، ولكن يبدو بالفعل أنه كان يتفق مع روح النادي التي تعتمد على التطور والإيمان بوجود ملاك يتصرفون بلمسة رفيعة المستوى. ومن المؤكد أن «كرونكي الصامت» سوف يتفاخر بنادي الآرسنال الذي ضمن استقراره إداريا. وبسبب كل الرغبة في تحقيق أكبر قدر من النجاح وتعظيم الإمكانات التجارية للآرسنال عالميا، يجب ألا يغفل النادي المبادئ طويلة الأجل التي واجهته بشكل كبير. وعلى سبيل المثال، فقد ارتفعت أسعار التذاكر بشكل مرتفع جدا فعليا، ويجب أن يتم الاستماع لأوجه القلق الخاصة بالمشجعين. والأمر الذي يستحق التشجيع هو أن كرونكي كان على اتصال مع روابط المشجعين، وهو ما يشير إلى أنه من نوعية نادي «آرسنال». ويتميز نادي الآرسنال بامتلاكه ملعبا ممتازا وجمهورا استثنائيا، كما تخرج أكاديمية الناشئين في النادي مواهب مثل الجواهر أحيانا. ويمكن أن يأخذ كرونكي نادي الآرسنال إلى مكان متقدم عبر العمل مع آرسن فينغر من أجل تسريع السعي لتحقيق البطولات. ويتميز كرونكي بأنه لا يقبل بموقع الرجل الثاني. وبدوره، لا يقبل فينغر أي نوع من التدخل في شؤونه، ولكن آرسنال كان قد حقق أكبر قدر من الازدهار عندما كان ينسق فينغر العمل مع ديفيد دين. وسوف يستمتع دين، نائب الرئيس السابق، بالعودة إلى النادي الذي يحبه، ولكن البعض داخل المبنى قد لا يمتلكون نفس مستوى الحرص على عودته. لكن، بالطبع يجب أن يتحدث كرونكي مع دين للحصول على نصيحته حول أفضل طريقة لصياغة علاقة عمل قوية مع فينغر. وإذا بدت عملية الاستحواذ واعدة بالنسبة لفريق آرسنال، يجب أن تكون هناك تحفظات معينة تجاه المنافسة بالدوري الإنجليزي، حيث باتت الفرق الأربعة الكبرى بين أياد أجنبية.