توقعات بارتفاع أسعار الذهب إلى ألفي دولار للأونصة

على خلفية الاضطرابات السياسية في الدول العربية

TT

توقع خبير جيولوجي سعودي وصول أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة إلى نحو 7.5 ألف ريال (ألفي دولار) للأونصة بعد أن قارب 5.5 ألف ريال (1475 دولارا) للأونصة مؤخرا، وذلك على خلفية الاضطرابات السياسية التي يشهدها عدد من الدول العربية. لافتا في الوقت ذاته إلى صعوبة تحديد حجم خسائر الاقتصاد العالمي جراء تلك الاضطرابات، باعتبارها ما زالت مفتوحة على مصراعيها ولم تنته بعد.

وأوضح المهندس مصباح أرناؤوط الخبير الجيولوجي السعودي، أن عام 2011 شهد كوارث سياسية كبيرة ذات تأثير مباشر على أسعار النفط والعملات والمعادن، خصوصا أن منطقة الشرق الأوسط تعد منبع البترول في العالم. مبينا أن أي كارثة سياسية في المنطقة تدفع بدول العالم إلى شراء كميات أكبر من البترول، الأمر الذي يسهم في ارتفاع أسعاره وانخفاض قيمة الدولار، ومن ثم ارتفاع سعر الذهب.

وخلال اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»، قال المهندس أرناؤوط: «يشهد العالم حاليا انخفاضا في إنتاج الذهب على خلفية محدودية مصادره الطبيعية، فضلا عن ارتفاع كمية استهلاكه في ظل توجه دول العالم لإيجاد مخزون من الذهب، نتيجة عدم استقرار الدولار واليورو جراء الاضطرابات السياسية الحالية».

وبين المهندس مصباح، أن سعر أونصة الذهب في منتصف شهر مارس (آذار) الماضي، بلغ ما يقارب 1430 دولارا، وانخفض في غضون ثلاث ساعات بمعدل 50 دولارا، وذلك نتيجة إعلان اليابان عن بيعها لاحتياطي مخزون الذهب لديها عقب الكارثة التي تعرضت لها، وهو ما جعلها تبيع نحو 10 آلاف طن، مما أدى إلى زيادة العرض مقابل انخفاض الطلب، غير أن سعر الذهب عاود الارتفاع مرة أخرى في التالي مباشرة، وهو ما يؤكد احتياج السوق لكميات أكبر من الذهب.

واستطرد المهندس البيولوجي في القول: «لم يقتصر ارتفاع الأسعار على الذهب فقط، وإنما أدت الاضطرابات السياسية في منطقة الشرق الأوسط أيضا إلى ارتفاع سعر الألماس بنسبة 50 في المائة منذ بداية العام الحالي وحتى الآن، حيث إنه ارتفع في الفترة ما بين يناير (كانون الثاني)، ومارس الماضيين بمعدل 30 في المائة، في حين عاود الارتفاع مرة أخرى بما نسبته 20 في المائة».

يأتي ذلك في وقت أصدرت فيه شركة التأمين السويسرية «سويس ري» تقريرا حول بلوغ خسائر الاقتصاد العالمي، على خلفية الكوارث الطبيعية التي شهدها العالم خلال عام 2010، التي بلغت ما يقارب 832 مليار ريال (222 مليار دولار)، بزيادة بلغت ثلاثة أضعاف ما كانت عليه تلك الخسائر قبل نحو عام، خصوصا بعد زلزال هايتي وفيضانات باكستان.

وهنا، علق المهندس مصباح أرناؤوط، قائلا: «إن الخسائر المالية لعام 2009 لم تتجاوز 236 مليار ريال (63 مليار دولار)، غير أن حجم الزيادة التي شهدها العام الماضي كانت نتيجة تعرض معظم دول العالم لنحو 17 كارثة طبيعية، من بينها السيول التي اجتاحت مدينة جدة».