«القلعة»: موجات الاحتجاج الشعبي في المنطقة ستخفض الاستثمار الأجنبي المباشر

أرجأت طرح «طاقة عربية» للاكتتاب تخوفا من تراجع التقييم

TT

توقع مسؤول بشركة «القلعة للاستشارات المالية» أن يؤدي استمرار موجات الاحتجاج الشعبي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى بعض التحديات على المدى القريب؛ منها زيادة جديدة في أسعار الطاقة، وتراجع العملات المحلية، وانخفاض مستويات الاستثمار الأجنبي المباشر.. في حين رأى أن الأسس القوية التي جعلت المنطقة تزخر بالفرص الاستثمارية الواعدة ما زالت مستقرة، مما يبشر بظهور فرص جديدة وجاذبة مع استقرار الأوضاع.

وقال هشام الخازندار العضو المنتدب بشركة «القلعة» التي تبلغ استثماراتها 8.6 مليار دولار إن «القلعة» ستكون حذرة في استثمارات جديدة، مضيفا أن التركيز خلال الفترة المقبلة سيكون على الاستثمارات الحالية والاستفادة من التقلبات العالمية والأحداث التي شهدتها المنطقة. وأشار الخازندار إلى أن المجموعة تعتمد على ثلاث ركائز أساسية للاستثمار في القارة الأفريقية، حيث يتم التركيز على الدول التي تتمتع بمعدلات كبيرة من السكان أو «المتعطشة» لرأس المال مثل مصر والسودان أو الدول التي لديها ثروات طبيعية.

وبالنسبة لمصر، قال إنها قادرة على تعزيز مركزها التنافسي كأحد المراكز الصناعية والتصديرية على خريطة الاقتصاد العالمي فضلا عن زيادة قدرتها على استيعاب تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر، في حين رهن ذلك بقدرة الحكومة على خفض المخاطر السياسية طويلة الأجل والتحول نحو نظام ديمقراطي حقيقي يقوم على الشفافية والمصداقية والمسؤولية.

وأشار الخازندار في كلمته أمام فعاليات منتدى مؤسسة «برايفت اكويتي إنترناشيونال للشرق الأوسط» بدبي أمس وتلقت «الشرق الأوسط» نسخه من كلمته إلى أن مواصلة الحكومة المصرية برامج الإصلاح السياسي وترسيخ القيم الديمقراطية سيؤدي بالتأكيد إلى تعزيز ودعم قدرة الاقتصاد المصري نحو النمو.

وتابع أن «العوامل الاقتصادية الكلية التي يتسم بها الاقتصاد المصري حاليا مثل تراجع تقييم الجنيه المصري ستفيد بعض استثمارات شركة (القلعة) خاصة تلك التي تسجل الإيرادات بالدولار الأميركي وأنشطة التصدير والاستثمارات التي تحمل مصروفاتها وقروضها بالعملة المحلية». ونبه الخازندار إلى أن استمرار العجز في موازنة الدولة المصرية وميزان المدفوعات وارتفاع أسعار البترول والسلع الأساسية سيعجل من تحرير قطاع الطاقة المصري ورفع الدعم عن البترول، مشيرا إلى أن ذلك سيسهم في تعزيز الاستثمارات في بعض القطاعات التي تهيمن على محفظة شركة «القلعة».

وقال الخازندار إن استثمارات شركته تتركز في عدة قطاعات؛ منها التعدين، والنفط، والزراعة، والزجاج، والإسمنت، مشيرا إلى أن قطاع التعدين نجاح في تحقيق اكتشاف ذهب في إثيوبيا، أما قطاع النفط والتنقيب، فيعمل في استخراج النفط من مصر والسودان واستخراج الغاز في باكستان، أما القطاع الزراعي فيعمل في زراعة مساحات أراض شاسعة في شمال وجنوب السودان.

وكشف الخازندار عن تأجيل طرح «شركة طاقة عربية»، إحدى الشركات التابعة لـ«القلعة»، لمدة 12 شهرا، الذي كان مقررا في يونيو (حزيران) نتيجة الأحداث الأخيرة التي شهدتها مصر.

وأضاف ستيفين ميرفي العضو المنتدب بشركة «القلعة» أن قرار تأجيل الطرح جاء بسبب احتمالات انخفاض التقييم، مضيفا أن «القلعة» تقوم بتقييم كل الخيارات بشأن «طاقة عربية» بما فيها قيد أسهمها بنظام شهادات الإيداع الدولية.

وتوقعت «القلعة» في وقت سابق أن يجمع الطرح الأولى لشركة «طاقة» 175 مليون دولار وفقا لحجم الحصة المطروحة وسعرها.