تزايد خطابات أئمة المساجد المناهضين للغرب في أفغانستان

كرزاي يكشف عن إصلاحات جديدة لحماية أكبر بنك أفغاني

الرئيس الأفغاني حميد كرزاي
TT

طرح الرئيس الأفغاني حميد كرزاي مجموعة جديدة من الإصلاحات المالية، أمس، بهدف إنقاذ بنك كابل، من بينها إجراءات لإبعاد المساهمين «المحتالين». كان بنك كابل، أكبر مصرف خاص للإقراض في البلاد، قد انهار تقريبا العام الماضي بعد أن تعرض لسحب ودائع عقب الكشف عن عملية احتيال ضخمة في البنك.

واتهم حملة أسهم من بينهم شقيق كرزاي باستخدام قروض من البنك لشراء عقارات في دبي انهارت أسعارها بعد ذلك. وقال كرزاي إن أي مخطئ سوف يتم التعامل معه بالوسائل القانونية. وقال الرئيس إن الحكومة وجهت إنذارا للمساهمين الذين تورطوا في سوء استخدام قروض لإعادة سداد قيمتها في غضون شهر أو التعرض لإجراء قانوني، مضيفا أن الحكومة سوف تقوم بتجميد أصولهم داخل البلاد وخارجها. وقال الرئيس إن المساهمين «المحتالين» تم طردهم من البنك وأصبحت أسهمهم في حوزة الحكومة التي سيطرت على البنك في الخريف الماضي. وقال كرزاي: إن «القطاع الجيد» من البنك الذي يتعامل مع الأجور لنحو 80% من موظفي الحكومة في أفغانستان والحسابات الخاصة سوف تتم حمايته. وسيتم منح المودعين الكبار فرصا جديدة للاستثمار في البنك.

كانت حكومة كرزاي قد تعرضت لانتقاد شديد من قبل المجتمع الدولي بعد الكشف عن عملية الاحتيال. وأوقف صندوق النقد الدولي مساعدته المالية إلى الحكومة، ويرجع ذلك جزئيا إلى رفض إدارة كرزاي وضع بنك كابل تحت الحراسة القضائية.

إلى ذلك، تزايد خطاب أئمة المساجد المناهضين للغرب في أفغانستان، منهم عناية الله بليغ، أستاذ بجامعة كابل ويلقي خطبة الجمعة في أكبر مسجد بوسط العاصمة الأفغانية؛ حيث يدعو إلى الجهاد ضد الأجانب الذين ينتهكون قدسية الإسلام.

وبعد أن أشرف قس أميركي متشدد على إحراق نسخة من المصحف الشهر الماضي تنامى الاعتقاد بين المواطنين بأن الكثير من الأجانب في أفغانستان ينتمون إلى فئة واحدة وحسب، هي فئة الكفار.

وقال بليغ لـ«رويترز» في مسجد «حضرة علي»: المجتمع الدولي والحكومة الأميركية مسؤولان عن هذه الإهانة البشعة للمسلمين. وأضاف: أقول لتلاميذي: جاهدوا ضد كل الأجانب الذين ينتهكون قدسية قيمنا الدينية.. فاض بنا الكيل.. ولم تتحول الاحتجاجات في كابل على إحراق نسخة من المصحف إلى أعمال عنف لكن هناك الكثير من الأئمة الآخرين في العاصمة المزدحمة الذين تزخر خطبهم بالانتقادات للأجانب الذين يعملون ويقاتلون في أفغانستان.

في شمال غربي كابل يحذر حبيب الله عصام مستمعيه من أن أي اتصال مع غير المسلمين خطر. وقال خلال خطبة الجمعة: «اليهود والصليبيون لا يمكن أن يكونوا أصدقاء المسلمين؛ فهم من ينهبون مجتمعنا وثقافتنا». ويرد المصلون بالتكبير. وقال: من يريدون وجودهم هنا مسلمون جبناء. النساء يتجنبن ارتداء الحجاب والرجال يتابعون أحدث الصيحات ويستعرضون، وهذا كله بسبب الأجانب. وبما أن أغلب الأجانب لا يتحدثون لهجة الداري أو الباشتو في البلاد فإن الرسائل التي تنبعث من مكبرات الصوت بالمساجد تمر في الغالب من دون أن يلحظها من تندد بهم. لكن أثر المشاعر المناهضة للغرب تجلى الأسبوع الماضي حين انتهى احتجاج في مدينة مزار الشريف بالشمال بقتل 7 موظفين أجانب بالأمم المتحدة.

وقضى المتظاهرون ساعات يستمعون إلى خطب مثيرة من رجال دين مفوهين مثل عبد الرؤوف طوانة الذي قال للمصلين يجب أن ننتقم لحرق المصحف. وبعد الهجوم حث حاكم الإقليم الأئمة على تجنب الحديث عن السياسة وأمر الشرطة بجمع الشرائط الصوتية التي تحمل خطبا تنطوي على الكراهية. وفي دولة ينتشر فيها التدين ويؤدي معظم الرجال صلاة الجمعة كل أسبوع تمثل الخطب جزءا مهما من جهود مكافحة المتشددين الذين أفرزتهم المدارس الدينية والمساجد.