الأميركيون يؤيدون الديمقراطية في الشرق الأوسط حتى إن كانت الأنظمة معارضة لواشنطن

«منتدى أميركا والعالم العربي» ينطلق في واشنطن

TT

في وقت تحاول فيه الإدارة الأميركية معرفة الطريقة الأفضل للتعامل مع الثورات والاضطرابات في الشرق الأوسط، أظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه أمس، أن أغلبية الأميركيين يعتبرون أن التطورات في المنطقة إيجابية. وأفاد استطلاع الرأي الذي تم الكشف عنه عشية إطلاق «منتدى أميركا والعالم العربي» في واشنطن بأن 65 في المائة من الأميركيين يعتبرون أن اتجاه دول الشرق الأوسط لأنظمة أكثر ديمقراطية سيكون أمرا إيجابيا للولايات المتحدة خلال السنوات القليلة المقبلة، بينما 76 في المائة اعتبروا أن هذا تطور إيجابي على المدى البعيد. ومن اللافت أن 57 في المائة من المشاركين في استطلاع الرأي الذي أجراه معهد «بروكينغز» أجابوا بشكل إيجابي على جملة «أريد أن أرى دولة ديمقراطية حتى إذا نتج عن ذلك جعل الدولة أكثر معارضة لسياسات الولايات المتحدة». وهذا تطور مهم، حيث إن في عام 2005، فقط 48 في المائة من الأميركيين أيدوا نظاما ديمقراطيا في دول الشرق الأوسط إذا كان معارضا للولايات المتحدة.

وقال شبلي تلحمي، وهو أستاذ في جامعة ميريلاند والمسؤول الأساسي عن استطلاع الرأي، إن «غالبية الأميركيين يعتبرون أن العلاقات مع العالم الإسلامي من القضايا الأهم التي تخص الولايات المتحدة».

وأضاف تلحمي في عرضه لنتائج الاستطلاع في واشنطن أمس أن «61 في المائة من الأميركيين يعتبرون أن العلاقات من القضايا الخمس الأهم التي تؤثر على مصالح الولايات المتحدة».

وفي حين أن هناك اهتماما شعبيا أميركيا بالعلاقات مع العالم الإسلامي، فإن هناك اهتماما بشكل أخص بالتطورات في الشرق الأوسط. وقال 39 في المائة من الأميركيين إنهم «أكثر تعاطفا» من العرب منذ بدء الثورة في تونس، بينما 33 في المائة منهم اعتبروا أن «طموحاتنا أقرب إلى العرب» من السابق.

ومن اللافت أن أكثر من ثلثي الأميركيين يعتبرون أنه على الإدارة الأميركية عدم التدخل بالثورات أو المظاهرات في المنطقة، حيث إن 66 في المائة من الأميركيين قالوا إن على الولايات المتحدة عدم اتخاذ موقف رسمي تجاه المظاهرات في السورية، و68 في المائة تجاه اليمن، و69 في المائة تجاه الأوضاع في البحرين، و68 في المائة في الأردن.

ومن اللافت أن نسبة الأميركيين المؤيدين للعمليات العسكرية ضد نظام الزعيم الليبي معمر القذافي انخفضت، من 68 في المائة في الشهر الماضي، إلى 54 في المائة هذا الشهر. ورفض 59 في المائة من المشاركين في استطلاع الرأي فكرة تسليح المعارضة.

وبحث استطلاع الرأي، الذي اشترك فيه 802 أميركي، العلاقات مع السعودية. واعتبر 65 في المائة من الأميركيين أنه على الحكومة الأميركية عدم اتخاذ موقف إلى جانب طرف دون الآخر في المظاهرات بالسعودية، بينما 10 في المائة أرادوا أن تتخذ الإدارة الأميركية موقفا مواليا للحكومة في السعودية، وهي النسبة الأعلى في استطلاع الرأي، حيث إن 4 في المائة فقط من الأميركيين أرادوا أن تتخذ الإدارة الأميركية موقفا مؤيدا للحكومة في سورية، و5 في المائة فقط أيدوا اتخاذ موقف مؤيد لحكومة اليمن.

وأظهر استطلاع الرأي الذي أجري بين يومي 1 و5 أبريل (نيسان) الحالي أن 70 في المائة من الأميركيين ينظرون بشكل إيجابي إلى الشعب المصري بعد ثورته. وهذه من بين أعلى النسب من حيث التأييد الأميركي لشعب معين، بينما لدى 56 في المائة من الأميركيين نظرة إيجابية للعرب بعد الثورات والمظاهرات في المنطقة.

وارتفعت نسبة التأييد لمصر كبلد من 40 في المائة في شهر فبراير (شباط) الماضي إلى 60 في المائة في الشهر الحالي. وقال الخبير في معهد بروكينغ ستيفن كال إن هناك «شعورا أكثر إيجابية بشكل عام تجاه العرب، خاصة مع تراجع المخاوف الأولية من التغييرات في المنطقة».

واستضاف معهد «بروكينغز» الندوة حول نتائج استطلاع الرأي، عشية بدء أعمال «منتدى أميركا والعالم الإسلامي» اليوم، الذي يحضره مسؤولون رفيعو المستوى في واشنطن، على رأسهم وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاي كلينتون، ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ حمد بن جاسم، بالإضافة إلى وزير الخارجية الأردني، ناصر جودة. وبينما عقد هذا المنتدى تقليديا في الدوحة، يعقد للمرة الأولى في واشنطن لجلب المزيد من الاهتمام الأميركي، ومشاركة أوسع من الساسة والإعلاميين ومنظمات المجتمع المدني الأميركي.

ووجه الرئيس الأميركي، باراك أوباما، رسالة إلى المنتدى، قال فيها إن الحوار بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي يجب أن يعالج «القضايا السياسية التي كانت مصدر توتر بين الولايات المتحدة والجاليات المسلمة»، مضيفا أن هذه القضايا بحاجة إلى «حوار مستمر».