لأول مرة منذ 4 عقود.. مظاهرات في جامعة دمشق للمطالبة بالحرية

الشرطة السرية اعتقلت طلبة.. وتقارير عن مقتل أحدهم.. وقوات الأمن تحاصر الحرم الجامعي واعتقال اثنين من أبرز مساعدي خدام

TT

لأول مرة منذ 4 عقود تشهد جامعة دمشق مظاهرة احتجاجية طلابية تطالب بفك الحصار عن مدينتي درعا وبانياس، حيث انضم أمس عشرات الطلاب في الجامعة إلى جماهير المحتجين في سورية على النظام منذ 18 مارس (آذار) الماضي، وفور تجمع الطلبة داخل حرم الجامعة أمام كلية العلوم فرض طوق أمني في محيط الجامعة الواقع في منطقة البرامكة المكتظة، لوجود عدة كليات تابعة لجامعة دمشق فيها الهندسة والفنون الجميلة والاقتصاد والتجارة والتربية وعلم النفس والحقوق والشريعة، والقريبة من المقرات الإدارية المركزية للجامعة بينها البناء التاريخي للجامعة.

وقامت قوات الأمن السورية ظهر أمس بتفريق الطلاب الذين تجمعوا أمام كلية العلوم تضامنا مع المحتجين في مختلف أنحاء البلاد من درعا إلى بانياس واللاذقية وعدة مدن في ريف دمشق، وتحدثت مصادر حقوقية في دمشق عن حملة اعتقالات واسعة.

وجاءت المظاهرة «النادرة» في تحد لقوات الأمن الذين كان بعضهم من الشرطة السرية ويرتدون الملابس المدنية، وسرعان ما تسارعت وتيرة الأحداث وتطورت إلى أعمال عنف حيث تعرض عناصر الأمن للطلبة بالضرب كما تحدثت تقارير، نفتها السلطات لاحقا، عن مقتل طالب وإصابة آخرين.

وأكد ناشطون في موقع «فيس بوك» مقتل الطالب فادي الصعيدي أثناء تفريق الاحتجاجات في الجامعة، وقال إن عناصر الأمن قاموا بسحبه إلى غرفة حرس الجامعة وقاموا بالتناوب على ضربه حتى الموت. إلا أن مصدرا موثوقا لم يؤكد هذا الخبر، علما أنه لم تطلق أي رصاصة في تفريق المحتجين كما جرى في الاحتجاجات الأخرى في مختلف أنحاء البلاد.

وأظهر شريط فيديو بث على شبكة الإنترنت لما يبدو أنه أفراد من الشرطة السرية وهم يضربون متظاهرين ويجرون آخرين بعنف إلى خارج الحرم الجامعي. وأغلب المظاهرات التي نظمت خلال الأسابيع الماضية كانت خارج دمشق، ويشير تظاهر الطلبة إلى أن المحتجين أصبحوا أكثر جرأة بعد 4 أسابيع من الاحتجاجات.

ونقلت وكالة الأسوشييتد برس عن ناشط أن معظم الطلبة الذين شاركوا في المظاهرة هم أصلا من مدينتي درعا وبانياس، اللتين شهدتا أكثر أعمال العنف دموية خلال تلك المظاهرات.

وقالت طالبة في كلية العلوم إنه تم إيقاف التدريس في الجامعة، وتم إخراج الطالبات منها، فيما قالت مصادر أخرى إن الطلاب المحتجين الذين هتفوا «بالروح بالدم نفديك يا شهيد» خرجت مجموعة أخرى من الطلاب لتواجههم بهتاف «بالروح بالدم نفديك يا بشار». وبث موقع الفيديو «يوتيوب» شريطا يظهر تجمعا لعشرات الطلاب في ساحة الجامعة أمام مبنى كلية العلوم في دمشق وهم يهتفون بشعارات تنادي بالحرية والوحدة الوطنية وفداء للشهيد منها «الله، سورية، وحرية وبس» و«واحد واحد واحد، الشعب السوري واحد» و«بالروح بالدم، نفديك يا درعا».

وبخلاف كل روايات شهود العيان، ذكرت قناة «الإخبارية» السورية شبه الرسمية بأن «مجموعة دخلت إلى الجامعة وقام طلاب في الجامعة بمحاصرتهم وعزلهم»، نافية تدخل رجال أمن بلباس مدني.

وفي المدينة الجامعية الواقعة في منطقة المزة قبالة كلية الآداب تم إغلاق الأبواب، وقام اتحاد الطلبة بعد ظهر أمس بتنظيم مسيرة تأييد للرئيس خرج فيها طلبة من سكان المدينة. بعد تردد أنباء عن انطلاق مظاهرة احتجاجية من كلية الآداب في المزة لمناصرة زملائهم في كلية العلوم، إلا أنها أنباء لم تتأكد.

إلى ذلك، وجهت مجموعة عبر الـ«فيس بوك» تقول إنها من طلاب كلية العلوم نداء استغاثة للشيخ محمد سعيد رمضان البوطي ومفتي الجمهوري محمد بدر حسون للتدخل وحقن الدماء وقالوا إن «الشبيحة يحاصرون أكثر من 1500 طالب في كلية العلوم بدمشق يهتفون بالحرية»، كما ذكرت مصادر طلابية أن حالة حصار تام فرضت على كلية العلوم.

ومن ناحيته، أعلن رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم ريحاوي «أن قوات الأمن تدخلت وفرقت مجموعة من الطلاب تجمعت للتضامن مع (شهداء) بانياس ودرعا في كلية العلوم» مشيرا إلى «ورود أنباء عن اعتقالات قامت بها أجهزة الأمن إلا أنه لم يتسن التأكد من العدد».

وأضاف ريحاوي أن الطلاب كانوا يهتفون «بالروح بالدم نفديك يا شهيد» لافتا إلى وجود «تجمع آخر هتف بالروح بالدم نفديك يا بشار».

وبث موقع الفيديو «يوتيوب» شريطا يظهر تجمعا لعشرات الطلاب في ساحة الجامعة أمام مبنى كلية العلوم في دمشق وهم يهتفون بشعارات تنادي بالحرية والوحدة الوطنية والفداء للشهيد بينها «الله! سورية! وحرية وبس» و«واحد واحد واحد! الشعب السوري واحد» و«بالروح بالدم! نفديك يا درعا».

كما بدا في الشريط بعض الطلاب الذين كانوا يراقبون المشهد عن بعد دون التدخل أو المشاركة.

وأشار صاحب الشريط إلى أن الشريط يصور «مظاهرة طلاب جامعة دمشق من كل الطوائف، كردا وعربا، والجميع في كلية العلوم بالبرامكة».

وأكد ريحاوي توقيف اثنين من أبرز مساعدي عبد الحليم خدام، النائب السابق للرئيس السوري الذي انشق عن النظام سنة 2005، هما محمد علاء بياسي وأحمد موسى، مرجحا أن «يكون التوقيف تم على خلفية اتهامهما بإدارة الاحتجاجات في بانياس» التي يتحدر منها خدام.

وكان خدام قد أعلن الخميس «أنه واثق من أن الرئيس السوري بشار الأسد سيتنحى» عن الحكم! معتبرا أن هناك «احتقانا طائفيا في سورية».