الرسم على الأجساد.. صورة ثورية في ساحة التغيير بصنعاء

كلمة «ارحل» أكثر الكلمات رسما على الأجساد

TT

يلتف مجموعة من الشباب في ساحة التغيير بصنعاء حول الطفلة إيلاف، منتظرين دورهم لترسم بأناملها الصغير كلمة «ارحل» على أيديهم.

لقد تحولت أجساد العشرات من المعتصمين إلى لوحات تشكيلة يتفنن كثير من الرسامين والهواة في التعبير عن أهداف الساحة وتحويل الشعارات إلى رسوم ثورة تستقطب الكثير منهم ممن يتسابقون نحو كاميرات وسائل الإعلام لإظهار هذه الرسوم على وجوههم وأجسادهم.

العشرات من الشباب والأطفال الصغار يأتون إلى إيلاف التي تقف إلى جوار أسرتها التي حضرت بكامل أفرادها للاعتصام في الساحة، وتشتكي إيلاف (9 أعوام) من عدم قدرتها على تلبية طلبات الكثير من المعتصمين؛ حيث يتزاحمون حولها، لكنها تؤكد أنها ترسم في اليوم الواحد لأكثر من 50 شخصا أغلبهم من الأطفال. وتتمنى إيلاف أن تصبح مصممة أزياء.. وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «عندما أكبر وبعد أن يرحل النظام سأكون أكبر مصممة أزياء في اليمن». وتشير إلى أنها تمكث في الساحة في خيمة سمتها «عشاق الحرية» مع أسرتها المكونة من والديها وإخوتها الخمسة وقد ساعدها والدها الذي يعمل فنان ديكورات وأخوها الرسام ودعماها وشجعاها على الرسم، وقد رسمت الكثير من اللوحات التشكيلة، بينما تقضي معظم وقتها في الساحة بصحبة علبة ألوانها التي اشتراها والدها في رسم شعارات الثورة الشبابية كما تقول. أهم ما تشتكي منه هو تزاحم الأطفال الصغار حولها وبعضهم ترسم على وجهه ثم يمحو ما رسمته ليطلب منها رسمه مرة أخرى.

الكثير من هواة الرسم منتشرون على الساحة، فتيات وشباب يتنافسون في رسم لوحات ثورية تجذب إليها عدسات وأنظار المصورين والمعتصمين. فعمار عبد الكريم التعزي يتسابق وسط المعتصمين ليردد شعارات الثورة، بينما تنتشر الرسوم والشعارات على جسده شبه العاري، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أحاول أن أضع معظم الشعارات على جسمي، منها كلمة (ارحل) و(الشعب يريد إسقاط النظام)، وكثيرا ما ظهرت صورتي في القنوات التلفزيونية».

أغلب ما يستقطب الرسامين والمعتصمين هو رسم العلم اليمني بألوانه الثلاثة: الأحمر والأبيض والأسود كما يقول صخر الخطيب – رسام - ويؤكد لـ«الشرق الأوسط»: «أرسم في اليوم الواحد أكثر من 100 رسم وكلما أرسم لشخص يأتي مرة أخرى ومعهم 10 آخرون». ويوضح: «كل ما نقدمه في الساحة هو بجهود ذاتية ولم يدعمنا أحد، نقوم بشراء الألوان المختلفة من مالنا الخاص وما نقوم به هو خدمة بسيطة نحاول أن نساعد المعتصمين لتوصيل رسالة الفن إلى العالم عبر هذه الرسوم».

وعلى مقربة من صخر تقف الرسامة منار وهي فتاة موجودة في ساحة التغيير وعلى مقربة منها يقف العشرات من صغار السن ممن يطلبون منها رسم كلمة «ارحل» والعلم اليمني، تقول منار لـ«الشرق الأوسط»: «أقضي أكثر من 10 ساعات في رسم هذه الشعارات على وجوه الأطفال الصغار وأياديهم، ولا أستطيع أن أرسم للجميع، لكنني أحاول أن أقدم لوحة ثورية على وجوههم». وتشير إلى أن الكثير من الأمهات يأتين بأطفالهن لأرسم علم اليمن على وجوههم. وتؤكد: «أشعر بالسعادة الغامرة عندما أشاهد رسوماتي على الوجوه تظهر على شاشات التلفزيون أو على الصحف المحلية والعربية».