الأسد يحاول امتصاص غضب المتظاهرين.. ويلتقي عددا من ذوي الضحايا في دوما

منح 12 من القتلى «مرتبة الشهادة» وقرر الإفراج عن 191 موقوفا

لبنانيون يحملون صور أقاربهم من المفقودين إبان الحرب الأهلية.. مطالبين الأسد بالإفراج عنهم من السجون السورية في بيروت أمس (أ.ف.ب)
TT

في خطوة ترمي إلى تهدئة الأوضاع وامتصاص غضب المتظاهرين وذوي الضحايا الذين سقطوا خلال المواجهات بين رجال الأمن والمتظاهرين خلال الأسابيع الماضية، التقى الرئيس السوري بشار الأسد عددا من ذوي أولئك الضحايا من منطقة دوما بريف دمشق، ومنح 12 من القتلى «مرتبة الشهادة»، كما قرر الإفراج عن 191 موقوفا من أبناء دوما.

وقالت صحيفة «الوطن» السورية (شبه الرسمية)، التي أوردت النبأ أمس: إن قرارات الأسد جاءت خلال «استقباله 17 من ذوي الشهداء أمس (أول من أمس)».

وأضافت الصحيفة المحلية «بعض المدن السورية تشيع عددا من شهداء الشرطة والأمن الذين سقطوا بنيران مجموعات مسلحة خلال مظاهرات مدينتي درعا واللاذقية يوم الجمعة الماضي، وأن اللقاء بين الرئيس الأسد والأهالي جاء في إطار التعزية أولا، حيث اعتبر الرئيس الأسد كل من سقط من الشهداء، وقال إن دماء كل سوري غالية علينا، وكل السوريين متشابهون في هذا الإطار».

وأوضحت الصحيفة أن «الرئيس الأسد استمع لوجهة نظر الأهالي في الأحداث التي جرت في المدينة، وما يمكن فعله مستقبلا لتفادي النتائج التي حصلت»، وأشار إلى «أهمية تضافر الجهود بين الأهالي والسلطات المحلية لاتخاذ الإجراءات الكفيلة بضمان أمن المواطنين».

كما أشار الأسد إلى أن التحقيقات في ما جرى من أحداث، مستمرة. ومن جهتهم «أبدى الأهالي ارتياحهم للجنة التحقيق، ودعوا إلى ضرورة إعلان النتائج، وعرضوا مطالب مختلفة، منها ما هو معيشي». مؤكدين في السياق ذاته «رفضهم العنف والتخريب، وحرصهم على استقرار مدينتهم وسورية».

جدير بالذكر أن السلطات السورية ألقت باللائمة على جماعات مسلحة مجهولة في إطلاق النار على المدنيين وقوات الأمن على السواء، غير أن السوريين يرفضون تلك الرواية، ويؤكدون أن تلك الجماعات تعمل بإرادة السلطات وبعلمها، في ظل نظام يحكم قبضته على الأمن بيد من حديد.

ونقلت الصحيفة السورية عن عدنان الساعور، وهو أحد مسؤولي اللجان الشعبية في منطقة دوما قوله: «إنه، وبعد انتهاء اللقاء، أمر الرئيس الأسد بالإفراج عن 191 موقوفا من أبناء دوما، 18 منهم تم توقيفهم إثر مظاهرات الجمعة الماضي و180 أوقفوا منذ الجمعة قبل الماضي، إضافة إلى تقديم العلاج الطبي لجميع الجرحى والمصابين في المشافي العامة والخاصة وتأمين سيارات إسعاف خاصة لنقل الجرحى على نفقة الحكومة».

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن الصحيفة أن «الهدوء الحذر خيم على مدينة درعا أول من أمس (الأحد)، وسط شائعات بأن قوات الأمن ستعمد إلى تفتيش البلدة القديمة منزلا منزلا، وهو الأمر الذي لم يحدث لكنه ظل يشكل هاجسا لدى السكان، على الرغم من انسحاب الشرطة وعناصر الأمن والجيش إلى مناطق بعيدة عن أماكن الاعتصام، خصوصا المسجد العمري».

وكانت درعا قد شيعت ظهر السبت الماضي 10 من شهدائها الذين سقطوا الجمعة، ثم شيعت عصرا اثنين آخرين في جنازة شارك فيها أكثر من 50 ألف مشيع ودون أي مشكلات، بينما شيع عدد من مدن وبلدات المحافظة شهداءها وكانت هناك حالة في كل من الكرك ومزيريب وتسيل ونعيمة.

وتابعت الصحيفة أن «أهالي منطقة البرامكة في دمشق، تمكنوا أمس بمساعدة المارة أمام كلية الهندسة المدنية، من القبض على شخص حاول مهاجمة عدد من الطالبات المحجبات وينتزع حجابهن، في حين كان شخص آخر يصور هذه المشاهد لتسويقها في المواقع الإلكترونية ووسائل الإعلام، على أن رجال الأمن هم من يقومون بذلك، في إطار المحاولات المغرضة لتشويه صورة الأمن في سورية وافتعال الفتنة عبر حملات تزوير وتشويه إعلامية مبرمجة، وتم تسليم الشخص للجهات الأمنية المختصة للتحقيق معه وكشف ارتباطاته».

إلى ذلك، تسلم الأسد رسالة من الملك عبد الله الثاني تتعلق بمستجدات الأوضاع على الساحة العربية والعلاقات التي تربط سورية والأردن. مؤكدا «حرص المملكة على أفضل العلاقات بين البلدين وكل ما من شأنه تعزيز أمنهما واستقرارهما»، نقلها طاهر المصري رئيس مجلس الأعيان الأردني لدى استقبال الرئيس الأسد له صباح أمس.

وبحسب وكالة الأنباء السورية (سانا) فإنه «جرى خلال اللقاء استعراض الأحداث التي شهدتها سورية والأردن خلال الفترة الماضية والإصلاحات الجارية فيهما على الصعد كافة، حيث تم التأكيد على أهمية الاستفادة من تجارب وخبرات البلدين في هذا المجال».

وحضر اللقاء الدكتور محمود الأبرش رئيس مجلس الشعب، والدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية، والوفد المرافق لرئيس مجلس الأعيان الأردني والسفير الأردني في دمشق.

وفي تصريح للصحافيين وصف المصري اللقاء مع الرئيس الأسد بأنه «مثمر ومفيد تم خلاله تبادل الرأي حول العلاقات الثنائية وضرورة تنميتها بين البرلمانين وكافة المؤسسات الدستورية والقيادات، وقال نحن نشعر بأن سورية والأردن أكثر من شقيقين، وهناك مصالح مشتركة وتنمية مشتركة عبر الحدود.. وكل شيء سوف يسير في الاتجاه الصحيح». وأضاف المصري أن «الحديث تطرق أيضا إلى خطوات الإصلاح التي يسير بها الأردن نحو تغييرات مهمة، واستمعنا من سيادة الرئيس الأسد إلى تقييمه حول هذه الخطوات في سورية».

وقال المصري، بحسب (سانا): إن «الأمن مستقر إلى حد كبير بين الأردن وسورية، وعلى المناطق الحدودية، وهناك وعي كامل بأنه يجب أن تبقى العيون منفتحة حتى نقاوم ما يدور حولنا من مؤامرات وهذه الأمور موضوع بحث بين الجانبين».