إدانات دولية للعنف الدامي في سورية ودعوات لمحاسبة المسؤولين عنه

باريس: الإصلاح والقمع أمران متعارضان

TT

أدانت كل من فرنسا وألمانيا أعمال العنف الدامية في سورية، ودعت باريس النظام السوري إلى «الكف فورا عن استخدام القوة ضد المتظاهرين»، في حين وصفت برلين العنف بأنه «مثير للسخط».

وقالت كريستين فاج مساعدة المتحدث باسم الخارجية الفرنسية للصحافيين إن «فرنسا تدعو السلطات السورية إلى التخلي فورا عن استخدام القوة ضد المتظاهرين، وإلى البدء من دون تأخير في تنفيذ برنامج إصلاحات يستجيب لتطلعات الشعب»، وأضافت: «الإصلاح والقمع أمران متعارضان».

وأكدت مساعدة المتحدث باسم الخارجية أن «فرنسا تندد بقوة بأعمال العنف التي أدت أيضا مؤخرا إلى سقوط أكثر من عشرين قتيلا والعديد من الجرحى في مدن سورية عدة، خصوصا في درعا. أعمال العنف هذه غير مقبولة»، حسب ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية. وأعلنت المتحدثة أن «فرنسا تطالب بالإفراج عن جميع سجناء الرأي، خصوصا الأشخاص المسجونين بسبب مشاركتهم في المظاهرات»، منتقدة «استمرار الاعتقالات وترهيب الصحافيين، وهي أيضا (ممارسات) غير مقبولة».

وقالت المتحدثة إن فرنسا ترى أن «الإطلاق السريع لإصلاحات سياسية فعلية، خصوصا رفع حال الطوارئ، وحده كفيل بالاستجابة للتطلعات المشروعة للشعب السوري، وبالمساهمة بالتالي في استقرار البلاد! مما يصب في مصلحة الجميع».

في غضون ذلك، نددت الحكومة الألمانية أيضا بأعمال العنف التي ارتكبتها قوات الأمن ضد المتظاهرين، وقال المتحدث باسم الحكومة ستيفن شيبرت خلال مؤتمر صحافي إن «العنف الحالي ضد المتظاهرين مثير للسخط وللانشغال»، وأضاف أن المواجهات الدامية في العديد من مدن سورية «تشكل انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان اقترفتها الحكومة السورية وقوات الأمن».

وشدد على أن «الحكومة الألمانية تدين القمع العنيف للمتظاهرين المسالمين وكون المتظاهرين الذين قتلوا أو أصيبوا إصابات بالغة كانوا أساسا في درعا» المدينة الواقعة على بعد مائة كلم جنوبي دمشق.

وتابع المتحدث أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تدعو السلطات السورية «والرئيس الأسد شخصيا إلى الدفاع عن حق التعبير السلمي والتظاهر السلمي»، موضحا أن برلين تنتظر «تجسيم» الوعود بالإصلاحات السياسية في سورية. وأضاف: «نحن ندعو الحكومة السورية إلى إحالة المسؤولين في قوات الأمن عن إطلاق النار الذي أدى إلى قتل متظاهرين مسالمين، إلى المحاكم».

في وقت لاحق، أمس، دعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الحكومة السورية إلى احترام حق الشعب السوري في حرية التعبير والاحتجاج السلمي.

وأضاف للصحافيين، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني: «ندعو الحكومة السورية إلى احترام الحق في حرية التعبير والاحتجاج السلمي».

كما دعا هيغ سورية إلى تطبيق «إصلاحات مجدية.. وهي الاستجابة الشرعية الوحيدة لمطالب الشعب السوري»، وفقا لوكالة «رويترز».