هنية: الفلسطينيون غير معنيين بالتصعيد

ليبرمان يعتبر التهدئة خطأ استراتيجيا.. والمطلوب إسقاط حماس

دبابات الجيش الإسرائيلي على مقربة من وسط قطاع غزة أمس (رويترز)
TT

قال رئيس حكومة غزة إسماعيل هنية إن الفلسطينيين «غير معنيين بالتصعيد»، مشيرا إلى أن أطرافا عربية ودولية تدخلت لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي لوقف هجماتها على قطاع غزة.

وفي تصريح صحافي صادر عنه، أوضح هنية أن حكومته أجرت اتصالات مكثفة مع جهات عربية وإقليمية ودولية لوقف العدوان على غزة، وكبح جماح إسرائيل. وشدد هنية على أن العدوان الإسرائيلي: «هدف إلى ابتزاز المقاومة وإجبارها على تقديم تنازلات سياسية، بعد أن فشلت تل أبيب في تحقيق هذه الأهداف على مدى 5 سنوات». ونوه إلى أن حكومته جمعت دلائل على ارتكاب جيش الاحتلال جرائم حرب خلال العدوان الأخير، مشددا على «وجوب محاكمة قادة إسرائيل حسب لوائح القانون الدولي وعدم تمكينهم من الإفلات من العقاب».

من ناحية ثانية قال صلاح البردويل القيادي في حركة حماس إن الفصائل الفلسطينية ستلتزم بالتهدئة بشرط التزام إسرائيل بها. وفي تصريح صحافي صادر عنه قال البردويل: «الفصائل الفلسطينية لا تريد أن تجر الشعب الفلسطيني إلى ويلات حرب في ظل المتغيرات التي تجري في الدول العربية وعدم التركيز على قطاع غزة من قبل وسائل الإعلام لذلك قبلت التهدئة».

من ناحيتها قالت النائبة العربية في الكنيست الإسرائيلي حنين زعبي إن من حق حماس وباقي الفصائل الفلسطينية إطلاق الصواريخ من أجل الحرية. ونقلت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية عن زعبي قولها: «من يعيش تحت الحصار وضيق العيش يفعل كل شيء من أجل حريته وعلى إسرائيل فهم ذلك». ويذكر أن الكنيست قرر سحب جواز سفر الزعبي الدبلوماسي، واتهامها بخيانة دولة إسرائيل وتقييد سفرها إلى الخارج وسحب امتيازات منها عقب مشاركتها في أسطول الحرية العام الماضي.

أما وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان فقد اعتبر أن التهدئة المعلنة حاليا بين إسرائيل وحماس «خطأ استراتيجيا»، مشيرا إلى أن على حكومة نتنياهو تطبيق الاتفاق الائتلافي مع حزبه والقاضي بإسقاط حركة حماس من حكم غزة. وفي تصريحات للإذاعة العبرية صباح أمس، قال ليبرمان إن حماس وفصائل غزة ستستغل فرصة التهدئة حاليا لزيادة تسليحها وتدريبها مما يشكل تهديدا حقيقيا لأمن إسرائيل. وقال إنه لن يهدد بحل الائتلاف الحكومي بين الحزبين بل سيعمل على إقناع نتنياهو بوجهة نظر حزبه.

من ناحيته قال وزير البنى التحتية الإسرائيلي وعضو المجلس الأمني المصغر «عوزي لنداو» إن استمرار فصائل غزة في إطلاق الصواريخ على بلدات الجنوب يعني انطلاق عملية عسكرية كبرى لإسقاط حكم حماس بغزة. وقال لنداو في مقابلة إذاعة راديو جيش الاحتلال صباح أمس إن «هناك شيئا واحدا أسوأ من دخول الجيش لغزة وهو استمرار إطلاق الصواريخ على الجنوب» موضحا أن على إسرائيل إنجاز المهمة التي لم تقم بها أثناء الرصاص المصبوب وهي إسقاط حماس «يجب أن تكون أهدافنا هي قياداتهم» حسب زعمه. وشدد لنداو على أن التهدئة ستكون «مؤقتة ولا يمكن لها أن تصمد من خلال التجربة خلال السنتين الماضيتين ورغم الحديث المتواصل عن الردع الذي حققته عملية الرصاص المصبوب فإن الواقع يتحدث عن واقع مغاير حيث تسقط عشرات الصواريخ بصورة متواصلة على جنوب إسرائيل»، على حد تعبيره. وحذر الرئيس الأسبق لجهاز «الموساد» الإسرائيلي إفرايم هليفي من أن المظاهرات التي نظمت في القاهرة أمام السفارة الإسرائيلية احتجاجا على الغارات على غزة تدلل بشكل لا يقبل التأويل على تغير البيئة الاستراتيجية لإسرائيل. وفي مقال نشره في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، قال هليفي إنه يتوجب على إسرائيل تغيير سياساتها تجاه قطاع غزة وعدم الاكتفاء بالحلول الأمنية في المواجهات التي التي تفرضها المقاومة الفلسطينية. وأوضح هليفي أن أهم استخلاص يجب أن تتوصل إليه إسرائيل في أعقاب الثورات العربية أنه يحظر عليها التعامل مع الضفة الغربية وقطاع غزة كوحدتين جغرافيتين وسياسيتين منفصلتين، مشيرا إلى أن إسرائيل مطالبة بابتداع خطة سياسية تضمن لها إقناع حماس بوقف إطلاق الصواريخ. وأوضح هليفي أن التجربة العملية قد أثبتت فشل الرهان على القوة العسكرية في مواجهة المقاومة الفلسطينية، على اعتبار أنه ثبت أن أي عملية عسكرية قامت بها ضد المقاومة في قطاع غزة لم تنجح في ردعها عن مواصلة عملياتها في الوقت الذي تراه مناسبا. وأشار هليفي إلى أن معضلة إسرائيل تجاه قطاع غزة تكمن في حقيقة أنها غير قادرة على بلورة سياسة واضحة تجاهها، مشيرا إلى تسريبات «ويكيليكس» التي أظهرت أن الجنرال يوآف غالانت الذي قاد حملة «الرصاص المصبوب» على قطاع غزة لم يكن يعي طابع الأهداف السياسية التي تنوي إسرائيل تحقيقها من خلال القيام بالحملة.