الجيش الإسرائيلي ينهي عملياته في عورتا

بعد أن «نبش» مقابر الموتى وأخضع أهلها لفحص «دي إن إيه»

TT

أنهت قوات الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية كبيرة في قرية عورتا شرق نابلس، استمرت نحو شهر، اعتقلت خلالها فلسطينيين، بينهم أطفال ونساء، وحققت مع آخرين، وفتشت منازل ومقبرة القرية، في إطار حملة كانت تبحث فيها عن منفذ «مجهول» لعملية قتل 5 مستوطنين، بينهم طفل رضيع، في مستوطنة «إيتمار» القريبة، في يوم 11 من الشهر الماضي.

وقال فيس عواد، رئيس مجلس قروي عورتا لـ«الشرق الأوسط»: «انسحبوا اليوم (أمس)، بعد 31 يوما من العملية التي خربوا فيها حياتنا».

واعتقل الإسرائيليون خلال العملية مئات الفلسطينيين، غير أنهم عادوا وأفرجوا عنهم، واستمروا باعتقال 55 فلسطينيا، بينهم فتاة تدعى جوليا عواد (15 عاما).

كان الجيش الإسرائيلي كثف هذا الأسبوع من هجمته على عورتا، التي أعلنها منطقة عسكرية مغلقة، وتخضع لنظام حظر التجول، مصرا على أن قاتل المستوطنين من هذه القرية، على الرغم من نفي الفلسطينيين علاقتهم بالعملية. وقالت صحيفة «معاريف»، أمس، إن تطورا دراماتيكيا حصل في التحقيق الذي تجريه أجهزة الأمن بهدف إلقاء القبض على «قتلة» أبناء عائلة فوغل الخمسة في مستوطنة إيتمار قبل نحو شهر.

وأشارت الصحيفة في هذا السياق إلى أنه لوحظت في بعض القرى الفلسطينية في الضفة، خلال الأيام القليلة الماضية، حركة نشطة لقوات الجيش، دون الإدلاء بالمزيد من التفاصيل.

واكتشف الفلسطينيون، أمس، أن الجيش الإسرائيلي، خلال عمليته، كان قد نبش قبور الموتى أيضا، وقال عواد: «نبشوا قبرا يحوي على قدم أحد المصابين بمرضى السكري، وقبرا لطفل يبلغ من العمر 7 أشهر».

والأسبوع الماضي، أخضع الجيش المئات من أهل القرية لفحص «DNA» أيضا. واشتكت السلطة الفلسطينية، أمس، للصليب الأحمر الهجمة على عورتا. وقالت نائب محافظ نابلس، عنان الأتيرة، لرئيس بعثة الصليب الأحمر في شمال الضفة الغربية، غوتيه لوفيفر، في جولة في عورتا، أمس، إن الحملة الإسرائيلية طالت المقابر، إذ نبش الجنود بعض القبور، وأخرجوا جثثا منها.

وطالبت الأتيرة بـ«إنهاء سياسة الانتقام والعقاب الجماعي غير الإنساني، الذي تمارسه قوات الاحتلال»، كما ناشدت المجتمع الدولي والأمم المتحدة بتوفير الحماية الدولية الفورية للشعب الفلسطيني الأعزل، ووقف كافة الانتهاكات التي تمارسها إسرائيل كدولة احتلال، والتي تنتهك فيها القانون الدولي الإنساني، وكل المقررات الدولية.

وتعهد رئيس بعثة الصليب الأحمر بأنه سيقوم بتوثيق ورفع ما سمعه حول الانتهاكات الإسرائيلية وما شاهده في قرية عورتا إلى رؤسائه في الصليب الأحمر، لمناقشتها مع الجانب الإسرائيلي.