توقف القتال في ساحل العاج

واشنطن: ما حدث يظهر عواقب التشبث بالسلطة

TT

توقفت المعارك التي دارت صباح أمس بالأسلحة الثقيلة والرشاشة حول مقر الرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو في أبيدجان بين قواته وبين قوات خصمه الرئيس المعترف به دوليا الحسن وتارا، وذلك بعد ساعات من قصف قوات الأمم المتحدة وفرنسا لهذا المبنى، كما أفاد شهود. وأكد شهود عيان لوكالة الصحافة الفرنسية في اتصال هاتفي أن «المعارك توقفت مع الساعات الأولى من ظهر أمس». وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس إن القبض على رئيس ساحل العاج المنتهية ولايته لوران غباغبو يبعث بإشارة إلى الطغاة في كل مكان بأنهم لا يستطيعون تجاهل نتائج انتخابات حرة ونزيهة وأنه ستكون هناك عواقب إذا تمسكوا بالسلطة. وألقي القبض على غباغبو بعد أن حاصرت مدرعات فرنسية المجمع الذي كان يتحصن فيه داخل قبو في أبيدجان.

ورفض غباغبو التخلي عن السلطة عندما فاز الحسن وتارا بالانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي وفق النتائج التي صدقت عليها الأمم المتحدة، مما أشعل حربا أهلية حصدت أرواح أكثر من ألف شخص وشردت مليونا آخرين. من جهتها قالت أفوسي بامبا المتحدثة باسم قوات الحسن وتارا الفائز في انتخابات الرئاسة في ساحل العاج أمس إن لوران غباغبو الرئيس المنتهية ولايته اعتقل. وتابعت لـ«رويترز»: «نعم ألقي القبض عليه». وقال متحدث باسم الحسن وتارا إن القوات الموالية لوتارا نقلت رئيس ساحل العاج المنتهية ولايته لوران غباغبو إلى فندق غولف في أبيدجان بعد اعتقاله في مقره. وكان مستشار غباغبو في باريس ذكر في وقت سابق لـ«رويترز» أن القوات الفرنسية اعتقلت غباغبو. من جهته أكد مندوب ساحل العاج لدى الأمم المتحدة يوسف بامبا نبأ اعتقال غباغبو، مشيرا إلى أنه بخير وصحة جيدة. وجاء ذلك بعد ساعات من قيام القوات الفرنسية في ساحل العاج بشن هجوم على مقر إقامة غباغبو في أبيدجان، العاصمة الاقتصادية للبلاد. وكانت القوات الدولية في ساحل العاج قد نفت في وقت سابق أمس عزمها شن هجوم على قوات غباغبو، رغم أنها أشارت إلى استعدادها لشن هجوم ضد قواته عند الضرورة، وفقا لما ذكره الناطق باسم القوات الدولية حمدون توري.

وأشار توري إلى أن القوات الدولية ليست متورطة في القتال بين قوات الجانبين. وكان وزير الخارجية الفرنسي، آلان جوبيه، قد أعلن الأربعاء الماضي أن المفاوضات مع لوران غباغبو لتسليم السلطة والاعتراف بالرئيس المنتخب، الحسن وتارا، انتهت بالفشل. وفي الأثناء، شنت القوات الموالية لوتارا هجوما على معقل غباغبو الأخير في مدينة أبيدجان، وفقا لما أكدته مصادر لـ«سي إن إن» وكان الناطق باسم الرئيس المعترف به شرعيا والفائز بانتخابات الرئاسة إن لوران غباغبو، الرئيس المنتهية ولايته الذي يرفض تسليم السلطة بعد خسارته الانتخابات في ساحل العاج، سيقدم للمحاكمة. وفي وقت سابق، استولت القوات الفرنسية على المطار، كما استولت على الميناء الرئيسي بهدف تأمين حركة النقل الجوي، وخصوصا عمليات إجلاء الرعايا الأجانب من ساحل العاج، وكذلك لتأمين استئناف عمليات تصدير الكاكاو، الذي يعد بمثابة النفط في الدول النفطية، باعتباره أهم المنتجات والصادرات في البلاد.

وقال أحد السكان لوكالة الصحافة الفرنسية في اتصال هاتفي إن «المعارك توقفت قرابة الساعة 08.00 (بالتوقيتين المحلي والعالمي)». وأضاف الشاهد أن المعارك لم تطاول المحيط المباشر لمقر غباغبو بل دارت في منطقة تقع بين التلفزيون الحكومي وكلية الدرك، وهما معقلان آخران للرئيس المنتهية ولايته في حي كوكودي (شمال أبيدجان) حيث مقره. كما سمع دوي انفجارات قوية في حي بلاتو (وسط) حي القصر الرئاسي كما أفاد سكان.

وكانت قوات الأمم المتحدة في ساحل العاج وقوة ليكورن الفرنسية قصفت ليل الأحد الاثنين محيط مقر غباغبو الذي تمكنت قواته في الأيام الأخيرة من تحقيق تقدم في أبيدجان في مواجهة مقاتلي وتارا.