كأس ولي العهد بين ماضي الوحدة الجميل.. وحاضر الهلال العتيد

الخبير التونسي فتحي الجبال أكد أن الفروقات الفنية الكبيرة بين الفريقين ستتلاشى * مدرب الفتح يقدم لـ«الشرق الأوسط» قراءة مفصلة عن القمة التاريخية الليلة

TT

تتجه أنظار الجماهير الرياضية السعودية مساء اليوم صوب العاصمة المقدسة مكة المكرمة لمشاهدة مباراة القمة المرتقبة بين فريقي الهلال والوحدة على نهائي كأس ولي العهد السعودي تحت رعاية أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، نيابة عن ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز - حفظه الله -، ويتلهف الهلال لتحقيق اللقب العاشر له في هذه البطولة ليسجل رقما قياسيا في حال فوزه بالبطولة ليصبح أول فريق يحققها 10 مرات 4 منها متتالية، فيما يعود فريق الوحدة للنهائيات بعد غياب دام طويلا، بهدف تحقيق اللقب لإسعاد جماهير وعشاق النادي المكي.

مدرب الفريق الكروي الأول بنادي الفتح التونسي فتحي الجبال أشار في رؤيته الفنية لـ«الشرق الأوسط» الخاصة بالمباراة النهائية إلى أن مباريات الكؤوس لا تخضع للمقاييس الفنية، ولا ينظر فيها بمقياس أن هذا فريق بطل ومتصدر للدوري والآخر ترتيبه متأخر، فلقاءات الكؤوس لها مقاييس مختلفة، مستدركا بأن وضع الوحدة في الدوري سيشكل ضغطا نفسيا على لاعبيه، فيما يعد الطرف الآخر الهلال الأفضل فنيا ولديه الخبرة العريضة في المباريات النهائية.

وقال الجبال: المباراة ستكون صعبة على الطرفين، إلا أن الفريق الأكثر تركيزا وانضباطا داخل الملعب إضافة للتهيئة النفسية الجيدة سيكون اللقب حليفه، وفي مثل هذه المباريات لا يوجد مكان للفروق الفنية، فاللقاء يمثل للوحدة عرسا كبيرا طال انتظاره من محبيه، لا سيما أنه سيقام على أرضه وبين جماهيره.

وعن نقاط القوة والضعف لكل فريق، أضاف: الهلال حامل اللقب في النسخ الثلاث الماضية، وحاليا هو الأقرب لتحقيق كأس دوري زين كونه المتصدر وبفارق كبير عن أقرب منافسيه، وهذا يعطي دلالة بأن الهلال مختلف عن جميع الفرق عناصريا وفنيا، ويتميز لاعبوه باللعب الجماعي وتبادل المراكز وسط المباراة، أما بالنسبة للوحدة فهو فريق يملك بعض العناصر التي تعمل الفارق الفني، لكنه يقدم مستويات متذبذبة فنجده تارة في القمة وتارة أخرى في القاع، فالوحدة ليس الفريق الذي اعتدنا على رؤيته في المواسم الماضية، إلا أن مدربه المصري مختار المختار أحدث نقلة فنية في أداء اللاعبين منذ قدومه.

وعند النظر لمراكز اللاعبين في الفريقين، نجد أن حراسة المرمى في الهلال ستكون لحسن العتيبي والوحدة لفيصل المرقب، والاثنان متميزان، إلا أن عامل الخبرة يصب في صالح العتيبي، وبالحديث عن دفاع فريق الهلال نجد أنه متجانس ويتحرك داخل الملعب بشكل جماعي بين رباعي الدفاع أسامة هوساوي وماجد المرشدي وعبد الله الزوري والكوري الجنوبي لي يونغ بيو، إضافة لوجود المحاور الروماني رادوي وخالد عزيز كخط ساتر للدفاع بحيث يصعب على أي فريق اختراق الهلال من العمق، والحل الوحيد للوحدة إذا أراد أن يهدد مرمى الهلال هو الهجوم عن طريق الأطراف، وبالاتجاه لخط الدفاع الوحداوي نجد أنه نقطة ضعف الفريق تكمن في غياب التجانس بين عناصره، حيث نشاهد في كل مباراة تشكيلا مختلفا عن المباراة التي تسبقها، ودائما ما يخسر الفريق بسبب الأخطاء الدفاعية بسبب سوء التمركز السليم وخاصة بين متوسطي الدفاع.

وبالنظر لخط الوسط الهلالي نجد أنه من أقوى خطوط الفريق بنقل الكرة بطريقة سريعة بالاعتماد على المهارة والتحرك الجماعي والتفاهم الكبير بين اللاعبين، بينما خط وسط الوحدة يعتمد على الضغط على حامل الكرة مع تضييق المساحات، ويعتبر يوسف القديوي وعصام الراقي لاعب المحور الأبرز بين لاعبي خط الوسط، كما تشكل عودة أحمد الموسى إضافة لخط الوسط فهو صانع ألعاب متميز ويمتلك حلولا فردية، ويعاب على الوحدة البطء في نقل الكرة بعكس وسط فريق الهلال الذي يعتمد على السرعة والمهارة، أما في خط الهجوم فنجد أن الهلال يتميز بأكثر من لاعب يتقدمهم الخبير ياسر القحطاني والمصري أحمد علي مع وجود البديل الجاهز مثل عيسى المحياني، أما في الوحدة فيوجد مهند عسيري الخطير في الضربات الرأسية.

وتطرق الجبال للحديث عن مفاتيح الفوز لكل فريق، قائلا: مفاتيح الفوز عند الهلال كثيرة كالتكتيك المميز من قبل المدرب كالديرون واللعب الجماعي حيث يتحرك لاعبو الفريق بشكل جماعي ومنظم، أيضا توجد الحلول الفردية عبر الثلاثي السويدي فيلهامسون ومحمد الشلهوب وأحمد الفريدي، إضافة للتسديد من خارج منطقة الجزاء عبر الروماني رادوي، أيضا لا ننسى تفوق الهلال من ناحية الخبرة وكيفية تعامله مع المباريات الحاسمة، وبالنسبة لفريق الوحدة نجد أن قوته تكمن في مختار فلاته من الأطراف ولعب الكرات العرضية إلى مهند عسيري المتميز في ضربات الرأس والكرات العرضية، إضافة ليوسف القديوي في صناعة اللعب، وإذا أراد الوحدة تحقيق نتيجة إيجابية فعليه التركيز من خلال الأطراف كون دفاع الهلال متماسكا وصعب الاختراق من العمق.

وأبان الجبال أن الروح والحماس والجماهير جميعها عوامل مهمة ومؤثرة ربما تجعل الوحدة ندا ومنافسا قويا للهلال، حيث من المتوقع أن يدخل الوحدة هذا اللقاء بحماس كبير وإصرار على تحقيق اللقب عقب غياب طويل عن النهائيات وتحقيق الألقاب، لا سيما وصوله إلى النهائي فرصة لا يمكن أن تتكرر ربما في المدى القريب، إلا أن أكثر ما يرهق الوحدة هو التشتت الذهني لمركز الفريق في الدوري والمنافسة على الهبوط، فهذا من شأنه الضغط على لاعبي الفريق في المباراة.

واختتم فتحي حديثه بالقول إن إقامة المباراة في مكة المكرمة معقل الوحدة بكل تأكيد من صالحهم كونهم سيستفيدون من الدعم الجماهيري المناصر لهم، إلا أن الهلال أيضا يملك قاعدة جماهيرية كبيرة في جميع أنحاء السعودية، وجميعنا يعرف جمهور مكة المكرمة بأنه ذواق وعاشق لكرة القدم ومتعطش لمثل هذه المباريات الكبيرة، والجماهير سيكون لها تأثير كبير في المباراة، مبينا أن غياب الوحدة عن البطولات جعل الجميع يتحدث بأن المباراة سهلة على الهلال وهذا غير صحيح، لو كانت مباراة دورية من الممكن أن نطلق مثل هذه العبارات، لكنها مباراة كؤوس، تختلف عن باقي المباريات والفوارق الفنية تكون فيها عادة معدومة.