الدعوة السلفية: أول الشروط لمناصرة مرشحي البرلمان هو الإيمان بالشريعة الإسلامية

السلفيون و«الإخوان» قد يشكلون تحالفا قويا استعدادا للانتخابات القادمة في مصر

TT

حسم التيار السلفي في مصر موقفه من انتخابات البرلمان، مؤكدا أنه لن ينافس في الانتخابات المقرر لها سبتمبر (أيلول) بمرشحين من الدعوة السلفية، وأنه وضع ثلاثة شروط لدعم أي مرشح لانتخابات البرلمان، أولها الإيمان بالشريعة الإسلامية، لافتا إلى أن مرشحي جماعة الإخوان المسلمين هم «من ينطبق عليهم تلك الشروط»، وهو ما لاقى ترحيبا من جماعة «الإخوان» التي قالت إنها تمد يديها لمختلف التيارات الوسطية التي تتوافق مع أهدافها.

وشهدت مصر منذ نجاح ثورة 25 يناير (كانون الثاني) ظهورا مكثفا للسلفيين، وهو ما أثار قلق الليبراليين والمسيحيين في البلاد، خاصة مع تنامي دورهم السياسي خلال الاستفتاء على التعديلات الدستورية التي جرت مؤخرا، وما تردد عن نيتهم في المشاركة بمرشحين في الانتخابات البرلمانية المقبلة.

وأكد الشيخ عبد المنعم شحاتة، المتحدث الإعلامي للدعوة السلفية، أن الدعوة السلفية لن تنافس بمرشحين في انتخابات البرلمان المقبلة (بغرفتيه الأولى والثانية) وإنما سوف تدعم عددا من المرشحين الذين تتوافر فيهم ثلاثة شروط، هي: الإيمان بالمرجعية العليا للشريعة الإسلامية في الأمور والأحكام، والكفاءة، والنزاهة، لافتا إلى أن هذه الشروط سوف تنطبق على مرشحي جماعة الإخوان المسلمين في عدد من الدوائر الانتخابية، وإنه في حالة انطباقها على مرشحين مستقلين أو أي من التيارات الدينية الأخرى فسوف يتم دعمها.

وقال شحاتة لـ«الشرق الأوسط» إن «الانتخابات البرلمانية سوف تكون بداية تجربتنا السياسية من دون التورط في صراع سياسي، مع الاحتفاظ بقدرتنا على التأثير من خلال دعم عدد متنوع من التيارات الدينية التي تنادي بالحفاظ على الشريعة الإسلامية وفي مقدمتها جماعة الإخوان»، موضحا أن دعم التيارات الدينية سوف يعطي الفرصة للتعبير عن الهوية الإسلامية وعدم الرجوع إلى الأفكار التي سادت الأنظمة المصرية السابقة.

ومن جانبه، أشار الداعية الإسلامي الشيخ محمد حسان إلى أن «السلفيين و(الإخوان) قد يشكلون تحالفا قويا في الانتخابات البرلمانية القادمة»، موضحا أن التيارات الإسلامية إذا اتفقت ولم تختلف فسوف تشكل جبهة قوية تستعيد بها أمجاد الدولة الإسلامية وبناء وطن جديد يقوم على الحوار البناء. وعلل حسان خلال حديثه للتلفزيون المصري مساء أول من أمس أن أسباب تحول السلفية نحو العمل السياسي ترجع إلى إيمانهم بتغيير الحياة السياسية في مصر، وثقتهم في تأثير صوت الفرد، مؤكدا على أن رموز التيار السلفي لن يخلطوا بين العمل الدعوي والحياة السياسية نهائيا، لأن العمل السياسي «له مآخذه» على حد قوله.

في المقابل، أكد الدكتور محمد مرسي، المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين، على أن الجماعة حريصة على التواصل مع جميع أفراد وتيارات المجتمع المصري والتنسيق مع كل القوى السياسية والدينية، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «نمد أيدينا للجميع»، لافتا إلى أن التعاون أمر محبب ومطلوب لدى الجماعة. وأضاف مرسي أن «الجماعة تبذل قصارى جهدها في التوافق مع الدعاة المعتدلين، خاصة من لهم أهداف مشتركة توافق معها».

وأوضح مرسي أن القول بأن الدعوة السلفية سوف تدعم الإخوان شيء طيب، لكن لا بد أن يكون هذا الدعم وفق آليات معينة، لافتا إلى أن الجماعة تؤكد دائما على منهج الإسلام الوسطي، وتدين كل أوجه العنف. ويرى الدكتور عبد الرحمن البر، عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين، الأستاذ بالأزهر الشريف، أن القلق من الخطاب والممارسات المتشددة لمجموعات من السلفيين مبالغ فيه، مشيرا إلى أن «بعض تلك الممارسات المنسوبة لبعض السلفيين مختلق ولا أصل له، ويسعى بعض الرافضين أو المتخوفين من القبول العام بالمشروع الإسلامي إلى تضخيم تلك الممارسات وتصيد تلك الأخطاء التي نرى أن من المهم للغاية أن يبادر علماء الاتجاه السلفي ورموزه البارزون إلى مراجعتها وتصحيحها، وتوجيه من صدرت عنه تلك الأقوال أو الأفعال إلى الصواب». وأضاف البر أنه «من جهتنا نحن في (الإخوان) وفي الأزهر الشريف لا نتردد في إعلان الحق الذي نراه ونؤمن به، وفي تصحيح الخطأ الذي يصدر عن أي شخص ينتسب إلى المشروع الإسلامي، ولن نمل من الدعوة المستمرة لعموم الأمة خصوصا المتدينين إلى الوسطية والاعتدال والتوازن، التي هي من خصائص هذا الدين العظيم».