ميقاتي يقرر إعطاء مهلة إضافية لحكومته العتيدة لتأتي تحت سقف الدستور

مصادره لـ«الشرق الأوسط»: شهية البعض للحصص والحقائب تؤخر ولادتها

TT

يبدو أن حكومة الرئيس نجيب ميقاتي العتيدة، ستبقى عالقة في عنق زجاجة التقاتل على الحصص والحقائب في الداخل، إلى حين انقشاع الرؤية الإقليمية وترقب ما ستؤول إليه الأوضاع في البلدان العربية وتحديدا في سورية، ومع إعلان ميقاتي أمس أنه قرر «إعطاء مهلة إضافية للحكومة لتأتي تحت سقف الدستور وكما يشتهيها اللبنانيون»، أكدت مصادره لـ«الشرق الأوسط»، أن «ما يعرقل تشكيل الحكومة هي شهية البعض المفتوحة على المزيد من الحصص والحقائب الوزارية».

فقد أعلن الرئيس المكلف نجيب ميقاتي أنه قرر مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان «إعطاء مهلة إضافية لكي تكون الحكومة (الجديدة) حقيقية، وكما يشتهيها كل لبنان، وأن تكون عنوانا للاستقرار، وتبعد الفتنة عن اللبنانيين، وتعمل تحت سقف الدستور». ورأى إثر لقائه سليمان أنه «إذا ألفنا حكومة على القواعد السياسية، فهذه القواعد متحركة، أما إذا شكلناها وفقا لقواعد دستورية، فهي ثابتة». وقال: «نحن لن نيأس، لأن المهم هو لبنان، من حق رؤساء الكتل أو الكتل المطالبة بأحجام معينة، ولكن أيضا من حق فخامة الرئيس (الجمهورية) ومن حقي أن نستعمل حقنا الدستوري، لكي تكون هذه الحكومة، حكومة جامعة تمثل مختلف أطياف الشعب اللبناني»، مؤكدا أن «الحكومة تتألف في لبنان ونحن من يؤلفها وفق التركيبة اللبنانية».

وأضاف ميقاتي: «أنا لا أريد أن أرفع من مستوى التوقعات عند الشعب اللبناني، ولكن مقاربتي لهذا الموضوع هي أن تكون الحكومة نخبوية بغض النظر عن الانتماءات السياسية، والأمر الثاني أن تكون هذه الحكومة تحت سقف الدستور، إذ ليس من المستحب أن تستمر في خرق الدستور وإيجاد أعراف جديدة، فهذا ليس هو الواقع الثابت، إنما الثابت هو اتباع الدستور وأن تكون هذه الحكومة وفق نص الدستور». وإذ عبر عن تمنياته أن تتشكل الحكومة اليوم قبل الغد، قال: «قررنا فخامة الرئيس وأنا، أن نعطي مهلة إضافية، لقد اقتربنا من الثلاثة أشهر، والحقيقة أن الوقت يمر بثقل علي وعلى اللبنانيين، ونحن لا نستخف بهذا الموضوع، ولكن نفضل أن تكون الحكومة الأفضل وتضم من سماني ومتكاملة، فالهدف من الحكومة هو أن تكون لحل المشكلات وليس أن تكون مشكلا إضافيا في البلد».

وردا على سؤال حول ما إذا كان لديه فيتو على إسناد حقائب أمنية إلى «تكتل التغيير والإصلاح» أو لديه موقف سلبي من المعارضة السابقة ولا سيما المعارضة السنية؟ أجاب ميقاتي: «أؤكد أنه وخلال الأشهر الثلاثة الماضية، لم أدخل في أي سجال ولم أكن أسيرا لأي موقف، ولا أضع فيتو على أحد، وهدفي الوحيد هو المصلحة الوطنية، وجميعنا نتزاحم لخدمة هذه المصلحة، ولا أضع فيتو على أحد، ولكن دائما أريد المناسب».

في هذا الوقت، أكدت مصادر الرئيس المكلف لـ«الشرق الأوسط»، أن «إعلان ميقاتي إعطاء مهلة إضافية للحكومة بالاتفاق مع رئيس الجمهورية، مردّه إلى وجود مشكلات ومطالب يحتاج حلها إلى وقت»، وأشارت المصادر إلى أن «البعض في لبنان يعتبر أن البلد يمر بظروف عادية ويمكنه التشبث برأيه ورفع سقف مطالبه، في حين أن التطورات الإقليمية التي تحيط بلبنان يفترض أن تدفع نحو الإسراع في تشكيل الحكومة لتحصين البلد أمام الرياح التي تعصف بالمنطقة». ولفتت إلى أن «الموقف المعلن لحزب الله داعم للرئيس المكلّف باتجاه تأليف الحكومة بأسرع وقت ممكن، لكن البعض لا يزال يبحث عن حصص وحقائب إضافية». وردا على سؤال عمّا إذا كانت دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى إقامة صلاة الاستسقاء لتبصر الحكومة النور، هي بمثابة نعي لهذه الحكومة، قالت مصادر ميقاتي «إن الرئيس بري مدرك لحجم الصعوبات التي يواجهها الرئيس المكلّف، وهو يرى أنه كلّما اقتربنا من موعد إعلان الحكومة، يفاجأ بلائحة شروط ومطالب جديدة للبعض الذي كلما تحقق له مطلب جاء بآخر، على قاعدة خذ وطالب».

أما مصادر فريق الثامن من آذار، فأوضحت لـ«الشرق الأوسط» أن «دعوة الرئيس بري إلى صلاة استسقاء مردها إلى أنه بدأ يرى تلاشيا للغيوم التي كانت تحمل تباشير غيث الحكومة»، وأكدت هذه المصادر أن «كلام الرئيس بري هو تعبير عن شعور بالمرارة مما يجري وليس مزاحا أو تهكما».