رياضتنا.. و«أبو طبع غلاب»!

هيا الغامدي

TT

حينما نتناول قضايا رياضية جارية محليا فإن التناول لا يأتي للدلالة على أن ما يحدث لدينا هو «الشواذ»، بل هو صيغة مكررة ومتشابهة بالعالم الكروي الآخر، ومشهد مألوف حتى في أكثر العائلات الدورية الكروية شهرة وصيتا!! في رياضتنا هناك من يتقمص أدوارا مركبة مختلفة ومعقدة لشخصية «أبو طبيع»، الذي نقف عن حد سلوكياته بالملعب ومن حوله بالشكل الذي نقيم فيه السلوك لا الشخصية خارج إطار الميدان!! ومن أواخر إصدارات الشخصية الاعتبارية «أبو طبع غلاب» الانفلات الأخلاقي بالأقوال والأفعال، والأكثر أن تلك الانفعالات تصدر من كابتن ولاعب دولي سابق، فكيف ستكون ترسباتها السلبية على نفسيات وسلوكيات البقية الذين ينظرون إلى قائدهم الفني الذهني والحركي والمبرمج السيكولوجي لانفعالاتهم في الغالب نظرة القدوة وعليهم اتباعه وتقليده؟!!

ولا أخص حالة بعينها وإن كانت تحضر وبكل محيطها في الجو الرياضي العام، حسين عبد الغني قائد النصر ليس الوحيد الخارج عن النص في هذا الإطار، فهناك حالات شبيهة بزيدان وماتيرازي وإن اختلفت، ولكنها حالة عالمية معهودة وليست بالظاهرة، ولله المنة، وإلا لأصبحت كرة القدم ساحات قتال، والقتال أنواع أسوأه قتال «الكلمة والمقصد»! الكل يعلم مدى القيمة الفنية والمعنوية التي أضافها عبد الغني للنصر منذ قدومه إليه، لكن انفعالات القائد المخضرم تخرجه في أحيان كثيرة عن شخصية القائد الذي يلتصق بالأذهان كأخلاق وتعامل وروح رياضية يسكبها على باقي نفسيات زملائه، فيلتصق بالذاكرة أكثر وأكثر والكل يتذكره بخير، ولعمري كيف ودعت المنظومة النصراوية الكروية في سنوات مضت أسماء الكل كان ينظر إليها بنظرة إعجاب وإكبار واحترام نظير الخلق الرياضي الرصين، الذي سارت عليه واختتمت به مشوارها الرياضي، هذا مع وجود المستويات القيادية الخرافية طوال تاريخ تمثيلها للعالمي.. الأمثلة كثيرة ولا مجال لذكرها جميعا!!

تداعيات ما حدث بين عبد الغني ورادوي الروماني في اللقاء قبل الأخير ألقت بظلالها على المباراة الدورية الأخيرة بين الفريقين، الأول يسلم والآخر «يرفض»، الأول «يطنش» والثاني «يسدد كرة مباشرة بصدر الأول»، وما بين الأول والثاني أمور عالقة صنعها الميدان سابقا ولكننا لم نصل لإفتاء قاطع وجازم عن المذنب والبريء في هذا الإطار، ولا نعلم أي نتائج نهائية توصلت إليها اللجنة المخولة بالبحث في القضية، وهنا نربط خيطا بخيط آخر تعرفونهما، فكلاهما أفرز ضبابية أعظم من الآخر، والناتج بقاء المشكلة على حالها على الأقل من جهة عبد الغني الذي ما زال يحمل في نفسيته وهو القائد - ويفترض بالباقين - الشيء الكثير تجاه زميله بالميدان! السؤال: لماذا استبدل البعض الروية والحكمة والانضباط بالرعونة والسلوك العدواني الذي ينتشر كما النار في الحطب؟!!

الإدارة الصفراء لديها مسؤولية تحجيم تصرفات قائدها ميدانيا لأنه بتصرفات كهذه سيؤثر على باقي زملائه اللاعبين سلبيا، ولا أعتقد أن هناك من يستحسن تصرفات «أبو طبع غلاب»! فمهما كان يفترض على أقل تقدير من عبد الغني، وهو اللاعب المسلم والقدوة، أن يرد السيئة بالحسنة إذا افترضنا أنه بريء من تهمة رادوي الماضية!! ففريقه بحاجة إلى تركيز عناصره جميعها بالبطولتين المتبقيتين هذا الموسم، الأبطال والآسيوية، ولا مجال لأي تفريط كان!!

في الهلال «أبو طبع غلاب» آخر سنتحدث عنه في المقال القادم بإذن الله.