عندما يكون اللاعب هو صاحب القرار في بقاء المدرب

لويجي جارلاندو

TT

يردد ديليو روسي مدرب فريق باليرمو كلمات الأغنية الشهيرة للمطرب فاسكو روسي «أنا ما زلت هنا..». لقد عاد ديليو روسي إلى باليرمو لأن جماهير النادي تحبه ولأن اللاعبين يعرفون ذلك جيدا. ولم يطل بقاء سيرسي كوزمي على مقعد تدريب فريق باليرمو سوى فترة وجيزة للغاية وأدار حتى صديقه ميكولي ظهره لكوزمي. وصرح خافيير باستوري، مهاجم فريق باليرمو الذي عاد للتألق قائلا يوم السبت الماضي بشأن مدرب الفريق: «إذا رحل ديليو روسي عن تدريب الفريق سأفكر في إعادة ترتيب مستقبلي». وقبل ساعات من هذا التصريح كان توتي ودي روسي، لاعبا فريق روما، قد صرحا: «إذا بقى مونتيلا مدربا للفريق فسنشعر جميعا بالسعادة». وأعلن لاعبو فريق الإنتر، الذين «لم يقدموا كل ما لديهم للمدير الفني السابق بينيتيز» مثلما أقر الكاميروني إيتو، عن استعدادهم للاستمرار مع البرازيلي ليوناردو الموسم المقبل. لقد أصبح اللاعبون هم الذين يبقون على مدربي فرقهم في مناصبهم، وكان العكس هو الذي يحدث في الماضي.

لقد حاول ديل نيري في البداية أن يدافع بكل قوة عن ستوراري حارس مرمى اليوفي، وكان يترك ديل بييرو على مقعد البدلاء عندما يرى ذلك ضروريا. وبعد ذلك أدرك المدرب أن بوفون هو الحارس الأول للفريق ووجد نفسه مضطرا للتشبث بقائد الفريق. ومنذ ذلك الحين أصبح بوفون وديل بييرو من أكبر المؤيدين لبقاء ديل نيري كمدرب للفريق رغم نتائج الفريق السيئة هذا الموسم. وكان لاعبو فريق بريشيا يعرفون جيدا مدى حب الجماهير للمحارب بيبي إياكيني، ولهذا السبب لم تدم فترة قيادة المدرب ماريو بيريتا للفريق سوى فترة وجيزة. وكلها حالات أخرى للاعبين الذين يؤكدون بقاء المدرب في منصبه أو يقومون بتغييره.

إن من حق اللاعبين التعبير عما يفضلونه والدفاع عن شعورهم إزاء المدربين، ولكني لست أدري لماذا أتذكر ذلك الحذاء الذي ألقاه سير أليكس فيرغسون في وجه ديفيد بيكام (عام 2003). إن فيرغسون لم يحتج أبدا لدعم لاعبي فريقه من أجل الحفاظ على منصبه، وينطبق هذا أيضا على كابيللو وليبي وأنشيلوتي. ولعل ذلك يحدث الآن لأنه لم يعد لدينا مدربون من هذه العينة. وكان اللاعبون يتذمرون من مثل هؤلاء المدربين لصرامتهم وكثرة مطالبهم. إن الطلبة الذين هم على شاكلة هؤلاء اللاعبين يشهّرون بالمدرسين ويطالبون بمدرسين آخرين ممن يقرأون الصحف داخل الفصل. وربما لا يحدث هذا الأمر أيضا في الخارج لأن الجماهير لا تتمتع بالسطوة القوية ورؤساء الأندية ليسوا بمثل هذا الضعف الموجود في إيطاليا. إن الأمر يشبه ما يحدث في الشركات. فمن هو الموظف الذي لا يرغب في اختيار مديره؟ ولا شك أن الجميع في هذه الحالة سيختارون صديقهم الطيب الذي يغلق عينيه عندما يحصل الموظف على 3 فترات راحة لاحتساء القهوة. لكن هذا لا يحدث أبدا خارج عالم كرة القدم.