العودة إلى اللعب الجماعي طريق استعادة الريادة الإيطالية

أريغو ساكي

TT

إن الميلان هو بطل إيطاليا القادم، إلا إذا تعرض لانهيار مفاجئ. ويستحق الفريق هذا الإنجاز بعد أن ظل طوال الوقت تقريبا متربعا على قمة الدوري الإيطالي، رغم أن الفوز بالبطولة جاء بفضل الأداء الفردي وليس الأداء الجماعي للفريق. لكن هذا الأمر لا يقلل من كفاءة وفضل المدرب أليغري الذي تمكن من منح فريق معقد الاستمرارية المطلوبة. ومن ناحية أخرى فإن الفوز يتم في إيطاليا دائما من خلال المهارات الفردية للاعبين أكثر من اللعب الجماعي، على عكس ما يحدث في البطولات الأوروبية المختلفة. لقد أظهر أليغري كفاءة ورؤية واضحة في اختياراته التي تأثرت في بعض الأحيان بشعبية اللاعبين وجماهيريتهم (رونالدينهو... إلخ). وبالإضافة إلى ذلك يمتلك فريق الميلان بعض اللاعبين المتقدمين في السن في خط الهجوم، والبعض الآخر الذين جاءوا من موسم مضطرب. لكن قيمة الفوز بالدوري الإيطالي هذا الموسم قد انخفضت كثيرا بعد الخروج المهين والمدوي لجميع الفرق الإيطالية من البطولات الأوروبية هذا الموسم. وما يزيد من ثقل الهزائم الأوروبية هو أنها جاءت على أيدي فرق تمتلك تاريخا وميزانيات أقل من تاريخ الفرق الإيطالية ولاعبيها. إن فريق الميلان، الذي يحتل قمة الدوري الإيطالي لكنه خرج من دور الثمانية بدوري أبطال أوروبا بعد أن حقق 9 نقاط فقط في 8 مباريات، يعتبر تجسيدا للفارق الكبير بين الفرق الإيطالية والفرق الأوروبية. لكننا بعد كل هزيمة وإخفاق أوروبي ننسى ما حدث ولا نفعل شيئا على الإطلاق. ونحن نتخبط منذ سنوات. لقد عاشت كرة القدم الإيطالية عصورها الذهبية عندما تخلت عن الأداء الفردي والدفاعي مثلما تؤكد الأرقام التالية: في الفترة ما بين عامي 1989 و1999، وفي 11 نسخة من كأس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، لم تغِب الفرق الإيطالية عن النهائي سوى مرة واحدة، وجاءت في المركز الأول 8 مرات ومرتين في المركز الثاني. وفي دوري أبطال أوروبا لم تغِب الفرق الإيطالية عن النهائي سوى مرتين، وحققت لقب البطولة 4 مرات والمركز الثاني 5 مرات. وإذا نظرنا إلى نفس المدة، 11 عاما، بين عامي 2000 و2011، نجد أن الفرق الإيطالية لم تتأهل إلى النهائي على الإطلاق في بطولة كأس الاتحاد الأوروبي ومسماها الجديد «الدوري الأوروبي». وفي ما يتعلق بدوري أبطال أوروبا غابت الفرق الإيطالية عن النهائي 7 مرات وحققت البطولة 3 مرات والمركز الثاني. وهناك أسباب متعددة لهذا التراجع الإيطالي على الصعيد الأوروبي. فلم تعد قطاعات الناشئين مثمرة وأصبحت الفرق تعتمد على اللاعبين كبار السن وغاب التطور الفني والخططي عن الفرق الإيطالية. لقد أصبحت الفرق الإيطالية حبيسة كرة قدم عتيقة وفردية (وعلى سبيل المثال إذا عانى فريق من قلة تسجيل الأهداف فإنه يبحث عن مهاجم ولا يفكر أبدا في تحسين الأداء لزيادة التهديف). إننا منذ بدايتنا نلعب كرة قدم تميل إلى الدفاع أكثر من الهجوم، لكن البناء بالطبع أكثر فائدة وتطويرا من الهدم. إن الربط بين مختلف خطوط الفرق الإيطالية ليس جيدا. وفي الخارج، حيث تسود أجواء أكثر ثقافة وهدوءا، يتم تكوين فرق بينما نحن في إيطاليا نمتلك مجموعات من اللاعبين تجمعها في أفضل الحالات الروح وليس الأداء والفكر الجماعي. يجب أن نتذكر أن كرة القدم رياضة جماعية، وأن نبدأ في العمل في هذا الاتجاه. وبهذه الطريقة فقط سنتمكن من العودة للتفوق واحتلال المراكز الأولى على الصعيد الأوروبي.