رئيس وزراء مصر.. يرتدي «عباءة» الأستاذ ويخلع رداء «دولة الرئيس»

زملاؤه في جامعة الملك سعود استقبلوه بهتاف «تحيا مصر».. وكشفوا عن ولعه بالرياضة وحبه لـ«الفول والتميس»

مدير جامعة الملك سعود يقلد رئيس وزراء مصر الدكتور عصام شرف وشاح الجامعة («الشرق الأوسط»)
TT

خلال زيارة قصيرة، خلع فيها عنه رداء «دولة الرئيس»، وارتدى «عباءة الأستاذ»، عاد الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء المصري الحالي، بذاكرته لتسعينات القرن الماضي، حينما كان أستاذا في جامعة الملك سعود، عندما زار أمس كلية الهندسة التي كان أستاذا فيها حتى العام 1996، في إطار أول زيارة رسمية للسعودية له بعد توليه رئاسة وزراء مصر في مرحلة ما بعد الرئيس حسني مبارك.

كانت السعادة بادية على وجه الأستاذ الجامعي السابق، ورجل الدولة الحالي، وهو يتجول بين المختبرات التي كان جزءا منها في الماضي. غير أنه كان في الوقت نفسه مذهولا جراء التطور التقني الحاصل في كلية الهندسة والذي يعد جزءا لا يتجزأ من التطوير الذي طال جميع مرافق أقدم جامعة سعودية خلال السنوات القليلة الماضية.

وكان لافتا ومفاجئا لدولة الرئيس المصري، أن يستقبله زملاؤه السابقين الذين زاملهم لمدة 6 سنوات، بهتافات قالوا فيها «تحيا مصر.. تحيا مصر».

عندما دلف عصام شرف باب كلية الهندسة، استقبله مجموعة من زملائه المصريين السابقين، وشرعوا بتذكير زميلهم السابق، الذي فيما يبدو أرهقته «هموم السياسة»، بأنفسهم، حتى إن أحدهم أخذ يقول له «تفتكرني ولا لا».

وأعرب شرف عن سعادته البالغة بهذه الزيارة قائلا «اليوم أنا أشعر بالسعادة لاسترجاعي الماضي.. فأنا قضيت في جامعة الملك سعود نحو 6 سنوات كانت من أخصب سنوات حياتي على المستوى التعليمي، قمت بأبحاث كثيرة، ذلك فضلا عن المستوى الاجتماعي والإنساني والرياضي».

وكانت تفاصيل المرحلة التي قضاها رئيس وزراء مصر أستاذا جامعيا في جامعة الملك سعود، حاضرة خلال لقائه بخادم الحرمين الشريفين، كما يقول شرف، حيث أطلع الملك على حجم العلاقات التي يملكها مع الأساتذة السعوديين والطلاب على حد سواء.

وقال «لقد قدمت للجامعة وأنا أعرف 5 أو 6 أصدقاء سعوديين فقط، وخرجت منها بمئات العلاقات مع الزملاء الأساتذة، والذين أعز منهم الطلاب الذين درّستهم، وعلاقتي معهم كما قلت للملك أمس، بأنني لا أزال أتلقى مكالمات من الطلاب السعوديين في المناسبات والأعياد».

وأشاد عصام شرف، بالطفرة التعليمية التي تشهدها جامعة الملك سعود، على كافة الصعد. وقال «لقد لاحظت فرقا كبيرا جدا ومذهلا في جامعة الملك سعود، وهذا ليس بمستغرب عليها».

الجانب الآخر من حياة رئيس الوزراء المصري، رواها لـ«الشرق الأوسط» زميلاه الدكتور أحمد عبد التواب، والدكتور علي عوض، حيث قال عبد التواب «لقد عاشرنا الدكتور عصام في كلية الهندسة لمدة 6 سنوات، كأخ وزميل، يزور ويحب كل الناس، وله علاقات طيبة مع الجميع، وكان له نشاط رياضي مميز، فكنا نلتقي كل يوم اثنين في ملاعب الجامعة، ونلعب سوية الكرة الطائرة وكرة القدم، وكان مميزا في اللعبتين».

وأضاف عبد التواب «الدكتور عصام يحكم مصر اليوم في فترة عصيبة، فنسأل الله أن يوفقه وييسر له الأمر، لأننا نعتز به جدا».

ولم يكن رأي الدكتور علي عوض بعيدا عن رأي سابقه حيث قال «الدكتور عصام شرف رجل ذو طبيعة اجتماعية ممتازة، متواضع وشديد الحساسية في العمل وحريص عليه، وهو رياضي بامتياز أيضا».

ويضيف عوض أن «شرف كان بارعا جدا في لعبتي كرة الطائرة وكرة القدم»، وقبل أن يكمل أطلق ضحكة بسيطة وذكر «كنا بعد فراغنا من اللعب نجلس سوية لتناول الفول والتميس (الخبز الأفغاني) سوية»، حيث يقول إنها الوجبة المفضلة للمحافظة على عدم زيادة الوزن.

وعند سؤال عوض عن كيف ينظر إلى عصام شرف الزميل وعصام شرف رئيس الوزراء، قال «عصام شرف الزميل كان متواضعا وحريصا على العمل، وأعتقد أن شخصيته كرئيس وزراء ستكون مقرونة بهاتين الصفتين، فأنا متفائل في فترة رئاسته للوزراء، ولكن نتمنى من الناس أن تقف معه وتساعده».

وقالت جامعة الملك سعود في بيان لها، إن رئيس الوزراء المصري الدكتور عصام شرف قام صباح أمس بزيارة للجامعة، حيث كان في استقباله مدير الجامعة الدكتور عبد الله العثمان ووكلاء الجامعة ومجلس الجامعة ومجلس كلية الهندسة التي بدأ منها زيارته عقب توليه المسؤولية حيث كان الدكتور شرف أحد أعضاء هيئة التدريس بالكلية في الفترة من 1990 وحتى 1996م.

وتضمنت الزيارة مركز التصنيع المتقدم، ومختبر الهندسة العكسية وتصميم السيارات وتجهيزاتها، وبعدها زار معهد الملك عبد الله لتقنية النانو واطلع على معمل النانو المتقدم، ومقر وادي الرياض للتقنية، حيث اطلع على المشاريع البحثية القائمة، وفي ختام الزيارة تم تقليده وشاح الجامعة من قبل مدير الجامعة.

وأشار البيان الرسمي الذي صدر في ختام الزيارة إلى أن رئيس الوزراء المصري الدكتور عصام شرف أعرب عن سعادته بزيارة الجامعة التي كان أحد أعضاء هيئة التدريس بها وتحديدا في كلية الهندسة في الفترة من 1990 وحتى 1996م وأضاف الدكتور شرف «دخلت الجامعة وعندي 42 بحثا وخرجت منها وعندي 84 بحثا ولكن بخلاف البحث العلمي هناك أنشطة كثيرة منها الأنشطة الرياضية والطلابية والاجتماعية وعلاقتي ما زالت وثيقة بالجامعة وأساتذتها زملائي وحتى الآن علاقتنا قوية ومستمرة»، مشيرا إلى أن «الأهم من ذلك هو علاقتي بطلابي فما زلت أتلقى مكالمتهم ورسائلهم وخصوصا في المناسبات والأعياد، وقد أبلغت ذلك لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز خلال لقائي به أمس لأنه شيء مؤثر جدا خاصة من جانب طلابي».

وعن الفرق بين جامعة الملك سعود في التسعينات والآن، قال شرف «لاحظت تقدما كبيرا مما شاهدته اليوم وهذا غير مستغرب على جامعة الملك سعود، فهو تقدم مذهل وليس جديدا عليها وأنا متابع لما وصلت إليه من مستوى عالمي، وقد عهدنا جامعة الملك سعود كمؤسسة تعليمية وبحثية مرموقة وما شاهدته اليوم فاق تخيلي ولهذا كان من الضروري عند زيارتي للمملكة أن أزور الجامعة التي قضيت بها فترة مهمة من حياتي العملية وأتمنى لها كل التوفيق».

من جهته، قال مدير جامعة الملك سعود «يسعدني ويشرفني أن أرفع لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الشكر والتقدير لموافقته على زيارة رئيس وزراء مصر الدكتور عصام شرف للجامعة، ولا شك أن زيارة شخصية بوزن الدكتور عصام شرف تعد محل فخر واعتزاز للجامعة، وما يشرفنا أيضا ما تحدث به عن جامعة الملك سعود، وكذلك عندما تحدث حول كيف كانت الجامعة وكيف أصبحت، ولعل من الأشياء التي ذكرها أنه عندما جاء للجامعة كان لديه نحو 42 بحثا منشورا في مجلات علمية مرموقة ولم تنته خدمته بالجامعة إلا وقد تجاوزت بحوثه أكثر من الضعف، وهذا يدل على مكانة الجامعة البحثية، واليوم عبر عن التطور والتقدم في الجامعة وإن كان قد اطلع على جزء بسيط جدا من الكلية التي كان يقوم بالتدريس فيها، فنحن فخورون بالدكتور عصام شرف وبزيارته، وفخورون كذلك بتقديره للجامعة، وبأنه أحد الباحثين المتميزين المبدعين في هذه الجامعة، وفخورون أكثر على تأكيده لنا أنه سوف يخصص وقتا أكبر للجامعة خلال زيارته المستقبلية للمملكة العربية السعودية».

وأضاف العثمان «من حسن حظ جامعة الملك سعود ليس فقط أنها الجامعة الأولى أو الجامعة التي يأتيها دعم كبير جدا، لكن من حسن حظ هذه الجامعة أنه تخرج فيها عمالقة من الرجال والنساء، فالجامعة تقدم سواء على المستوى المحلي أو المستوى العالمي شخصيات مرموقة، ولعل الذي أثلج صدورنا صدور القرار السامي بتكليف إحدى أخواتنا الدكتورة هدى بنت محمد العميل مديرة لجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن. اليوم 70 في المائة من أعضاء مجلس الوزراء في المملكة هم من خريجي جامعة الملك سعود، وأكثر من 200 ألف خريج يكونون اللبنة الأساسية لكبار مسؤولي الدولة والقطاع الخاص هم من خريجي الجامعة، ولكن هذه الجامعة يجب أن تتجدد في كل فترة زمنية من عمرها، وقد آن الأوان أن تقدم الجامعة علماء يساهمون مساهمة فاعلة في إنتاج المعرفة لأن أي دولة تستطيع أن تنتج المعرفة تعتبر من دول العالم المتقدم».