إجماع أكاديمي على التعامل مع البحث العلمي كـ«صناعة» تجارية للمجتمعات العلمية العالمية

تدشين المنتدى الثاني للشراكة المجتمعية الذي يرعاه النائب الثاني بجامعة الإمام

وزير التعليم العالي يتوسط د. أبا الخيل ود. يماني خلال افتتاح المنتدى أمس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في العاصمة الرياض (تصوير: خالد الخميس)
TT

أجمع أكاديميون سعوديون، على أن صناعة البحث العلمي والأكاديمي، تأتي ضمن الإسهامات التي تعمل لإرساء الطريق الصحيح لمسايرة المجتمعات العلمية العالمية، لتتماشى مع الخطط والنهج العلمي العالمي، ودعوا إلى الاستثمار في الصناعة البحثية والاستفادة من ذلك في الجامعات السعودية.

وأكد الدكتور سليمان أبا الخيل مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أن التكامل في المنظومة العلمية التي تعيشها المملكة، بات أمرا يستحق الثناء، وهو الأمر الذي يستدعي ضرورة الاهتمام بالعناصر البحثية في مؤسسات التعليم، في ظل الدعم غير المحدود من الحكومة السعودية، حتى أصبح البحث العلمي مجالا خصبا للدراسات والاستشارات واستقطاب العديد من الجامعات.

وقال الدكتور أبا الخيل الذي كان يتحدث في المنتدى الثاني للشراكة المجتمعية في البحث العلمي «صناعة البحث العلمي المملكة» والذي تحتضنه جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، برعاية من الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية «إننا في جامعة الإمام نرى أننا قد قفزنا قفزات هائلة، ونعيش في تطوير البحث العلمي، وأن هذا المنتدى يأتي كشاهد عيان على أن البحث العلمي يرتكز على عنصري تطوير الأساليب والمناهج، بما يحقق الأمن الفكري، والعمل الواضح بما يتعلق باقتصاديات البحث العلمي وأشكاله واستقطاب الخبرات العلمية».

وكان الدكتور خالد العنقري وزير التعليم العالي، قد رفع أمس نيابة عن الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ستار فعاليات المنتدى الثاني للشراكة المجتمعية في البحث العلمي «صناعة البحث العلمي في المملكة» والذي يقام بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

وفي ذات الصدد، قدم الدكتور هاشم عبد الله يماني رئيس مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية المتجددة، خلال ورقة قدمها عن «أولويات البحث العلمي في المجالات التقنية والدور المنتظر من مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة في هذا المجال»، أكد خلالها على ضرورة تحليل مقومات تأسيس المنظومة الوطنية المستهدفة للطاقة، من خلال بيان وإيضاح متطلبات وعناصر مترابطة بذات المجال.

وأكد يماني أن إنشاء المدينة، يأتي تجسيدا للرؤية التي تتطلع لها الحكومة السعودية، لإحداث تحول جذري في قطاع الطاقة الوطنية، نحو التحول إلى منظومة للطاقة المستدامة، بما يسهم بدور تنموي في استخدام البحوث والعلوم والصناعات ذات العلاقة بالطاقة.

واستند رئيس مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية المتجددة على دراسات عدة، أبرزت زيادة متوقعة على طلب الطاقة الكهربائية 3 مرات، بحلول 2030، بالإضافة إلى ارتفاع تزايد الطلب على النفط، وارتفاع الطلب خلال 4 أعوام ماضية إلى 27 في المائة، مبينا أن الطاقة المستجدة إن تأسست، فستحقق تكوين قطاع اقتصادي جديد ومنافس عالمي، سيدعم محافظة المملكة على مكانتها في قطاع الطاقة المياه، حتى عند تغيير معالم المنظومة في الطاقة العالمية، وأكد على أن الرقي بالمجتمع، يكمن في القدرات الإبداعية والإنسانية، بالإضافة إلى الثروة التقنية والعلمية.

وأشار إلى أهمية إيجاد متطلبات مفهوم الاستدامة من خلال العمل الدؤوب على الاستفادة من المشروع الوطني الطموح، لإقامة قطاع اقتصادي وطني قوي ومنافس عالميا يتمحور حول هذه المحطات، ويتكون من سلسلة مترابطة تضيف كل حلقة منها قيمة محسوسة لهذا القطاع الاقتصادي.

وأضاف أن «هذه السلسلة هي في الحقيقية الصورة الحسية لشراكة مجتمعية ركائزها، الاهتمام بالمواطن الإنسان وتأهيله وتدريبه ليكون أداة تنمية في القطاع الجديد كما هو هدف هذه التنمية، إضافة إلى تأسيس ودعم ثقافة الابتكار في المجتمع بصفة عامة ومؤسسات التعليم بصفة خاصة، إضافة إلى تأسيس شركات حقيقية بين القطاع الخاص ومؤسسات البحث والتطوير».

كما تابع يماني في تحديد السلسلة المترابطة لركائز المحطات لشراكة مجتمعية، المتمثلة أيضا في الاستثمار في التقنيات الواعدة محليات وعالميا في الوقت المناسب ودون تأخير، والتميز في تطوير تقنيات مستهدفة لتصبح المملكة إحدى المرجعيات العالمية فيها، وتأسيس منظومة بحث وتطوير وابتكار متكاملة بالاستفادة من العناصر الموجودة في الجامعات ومراكز الدراسات والقطاع الخاص والدخول في شراكات مع مراكز بحوث عالمية متميزة، وأخيرا تأسيس قدرات صناعية وخدمية منافسة في مجال الطاقة الذرية والمتجددة مبينة على مخرجات نشاطات البحث والتطوير والابتكار.

وشدد رئيس مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية المتجددة على أنه عند تأسيس جميع ركائز هذه الشراكة يمكن أن يضفي على منظومة الطاقة صفة الاستدامة.

وفي ذات السياق، أكد الدكتور عبد الله الخلف وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية للدراسات العليا والبحث العلمي رئيس اللجنة التحضيرية للمنتدى، أن موضوع المنتدى لهذا العام بدورته الثانية، خصص في صناعة البحث والإسهام في إرساء دعامات البحث العلمي، الذي يعد الطريق الصحيح لمسايرة المجتمعات العلمية العالمية.

وأفصح الدكتور الخلف أن الجامعة قامت ببناء خطة تهدف إلى تحفيز أفضل الكفاءات في البحث العلمي، وتلبية احتياجات المجتمع في شتى المجالات، موضحا أن المؤتمر جاء كتأكيد على الشراكة الفعالة والتحقيق الدقيق لتنمية الإبداعات التطبيقية، ويسعى لتكوين جيل من العلماء، حيث تجرى حوارات بين طلاب البحث للارتقاء بقدرات الباحثين العلمية.

ونوه الدكتور الخلف بالدور الذي توليه الحكومة السعودية في دعم البحوث العلمية، ودعا إلى الاستثمار في الصناعة البحثية والاستفادة من ذلك، وأشاد بالقرار الصادر من مجلس الوزراء مؤخرا، القاضي بإحداث تأشيرة باسم «تأشيرة عالم أو خبير» دون مقابل مالي للعلماء والخبراء الذين ثبت تميزهم في مجال تخصصهم، وهو الأمر الذي يأتي ضمن مقومات دعم البحث العلمي.