«أرامكو» توقع مذكرات تفاهم في كوريا لتمويل مشاريع إنتاج نفط وزيادة الطاقة التكريرية

رئيسها دعا الكوريين للاستثمار في السعودية خلال لقاءاته في سيول

جانب من منشآت أحد أكبر أبار النفط في السعودية (أ.ف.ب)
TT

دعت شركة «أرامكو» السعودية الشركات الكورية إلى زيادة الاستثمارات الكورية في مجال تنمية وتوطين القدرات التقنية في السوق السعودية من أجل خدمة وصيانة المواد والمعدات محليا، بما فيها المجالات المتعلقة بالطاقة.

وقال المهندس خالد الفالح، رئيس «أرامكو» السعودية وكبير الإداريين التنفيذيين، في كلمة ألقاها، أمس، في غرفة التجارة الكورية تحت عنوان «الفوائد والفرص المشتركة والعلاقات الدائمة»: إن إعجاب الجميع بتجربة الشعب الكوري لا تقتصر على النواحي الاقتصادية، بل يتعداها إلى مناحٍ إنسانية كثيرة. وأضاف: «لقد لمسنا بأنفسنا، على مدى جيل كامل أو يزيد، ما يتمتع به الكوريون من مهارة عالية في تنفيذ المشاريع وانضباط وأخلاق عالية في العمل، وكيف ينهض الكوريون بمسؤولياتهم ويفون بتعهداتهم». وتابع: «مثلما ساعدت الشركات الكورية في تنفيذ مشاريع كثيرة في السعودية، لعبت المملكة أيضا دورا محوريا في نمو كوريا سواء من خلال ما توفره من إمدادات بترولية موثوقة، أو من خلال حصة «أرامكو» السعودية في شركة (إس أويل كوربوريشن)، التي هي واحدة من أبرز شركات الطاقة الكورية، ونحن نشهد هذا العام الذكرى العشرين لهذا الاستثمار المهم، الذي يعتبر أول استثمار لـ(أرامكو) السعودية في آسيا، وها هي (إس أويل) اليوم تقوم بزيادة طاقة مصفاتها في أولسان إلى أكثر من 650 ألف برميل في اليوم، لتصبح بذلك واحدة من كبريات المصافي وأكثرها تطورا في العالم».

وأشار إلى أن «أرامكو» السعودية وقعت مذكرات تفاهم منفصلة مع بنك التصدير والاستيراد الكوري وشركة التأمين التجاري الكورية لتعزيز فرص هاتين المؤسستين العاملتين في مجال الائتمان التصديري في المشاركة مع جهات أخرى في تمويل ما ستنفذه «أرامكو» السعودية من مشاريع ضخمة في المستقبل.

وتشمل المشاريع مرافق جديدة لإنتاج النفط الخام، وزيادة طاقة التكرير المملوكة للشركة في مختلف أنحاء العالم بنسبة 50%، وزيادة الطاقة الاستيعابية لشبكة الغاز الرئيسية إلى أكثر من 15 مليار قدم مكعب قياسي في اليوم، ومشروع بتروكيماويات عالمي المستوى في الجبيل، وتوسعة مقررة لمشروع بترورابغ المشترك، وتجمعات صناعية جديدة تضم شركات أخرى تعمل في مجالات الصناعات التحويلية والتصنيعية والخدمية، إلى جانب عدد كبير من برامج المساندة ومشاريع البنية التحتية التي تشمل خطوط أنابيب ومستودعات منتجات بترول ومشاريع تطوير شبكات ومشاريع بيئية ومباني ضخمة.

وأعرب رئيس «أرامكو» السعودية عن تمنياته أن تتبنى الشركات الكورية استراتيجية ذات نظرة مستقبلية، تتضمن الاستثمار في تنمية القدرة المحلية على خدمة وصيانة المواد والمعدات في السوق السعودية، بدلا من الاكتفاء بتقديم المساندة الفنية إلى أسواق المملكة وإلى منطقة الشرق الأوسط عن بعد.

وقال الفالح: «كما وفرت كوريا لنا محطة انطلاق مثالية لتنمية وجودنا في مجال الطاقة في شمال آسيا، فإنني أعتقد أن بإمكان السوق السعودية أن تكون أيضا نقطة انطلاق ممتازة للشركات الكورية الراغبة في تعزيز وجودها واستثماراتها في منطقة الشرق الأوسط السريعة النمو وما يجاورها من مناطق».

وطالب رئيس شركة «أرامكو» بالارتقاء بهذه العلاقات إلى آفاق أعلى من خلال استثمارات كورية استراتيجية في مختلف جوانب الاقتصاد السعودي، بما في ذلك المجالات المتعلقة بالطاقة. وأضاف: «من وجهة نظري، فإن هذا التطور المنشود يمثل الامتداد الطبيعي والضروري لعلاقة ثنائية ناجحة أثمرت بالفعل فوائد هائلة استفاد منها الطرفان».