«إيساف» تعلن مقتل عضو بارز في «القاعدة» على قائمة الـ85 المطلوبة للسعودية

الداخلية لـ «الشرق الأوسط» نسعى للتحقق من هويته.. ومعلومات تؤكد انضمامه للتنظيم عن طريق إيران

صالح المخلفي (أبو حفص النجدي)
TT

أعلنت وزارة الداخلية السعودية أمس، أنها تسعى للحصول على أدلة تؤكد هوية عضو تنظيم القاعدة الذي أعلنت قوة «إيساف»، التابعة لحلف شمال الأطلسي، عن مقتله في أفغانستان، وقالت إنه ضمن قائمة تضم 85 مطاردا للأمن السعودي.

وأبلغ «الشرق الأوسط» اللواء منصور التركي، المتحدث الأمني بوزارة الداخلية السعودية، أنهم بصدد التثبت من هوية القتيل. وقال في رده على إعلان «إيساف»: «نسعى للحصول على أدلة تؤكد هويته».

وتؤكد المعلومات التي حصلت عليها «الشرق الأوسط»، أن القتيل الذي أشارت إليه «إيساف»، يدعى صالح نايف عيد المخلفي، وتتهمه السلطات السعودية بمغادرة أفغانستان عن طريق إيران للانضمام إلى تنظيم القاعدة.

وتشير المعلومات المتوافرة عن السعودي المخلفي، الذي يبلغ من العمر 29 عاما، إلى مغادرته إلى الإمارات العربية المتحدة قبل 7 سنوات، بطريقة رسمية، ولم تسجل له عودة حتى الآن.

ويعتقد أن آخر مكان تم رصد المخلفي فيه كان في المثلث الأفغاني – الباكستاني - الإيراني، معتمدا بذلك على 3 أسماء حركية، هي: أبو حفص، أبو حفص النجدي، عبد الغني.

وكانت قوة «إيساف»، التابعة لحلف شمال الأطلسي، قد أعلنت أمس أنها قتلت سعوديا كان عضوا بتنظيم القاعدة في أفغانستان، خلال قصف مدفعي منتصف الشهر الحالي، وقالت في بيان لها «إن الهدف الثاني الذي تطارده في أفغانستان قتل في 13 أبريل (نيسان) في قصف في ولاية كونار شرق أفغانستان»، معتبرة ذلك «حدثا مهما» في مكافحة تنظيم القاعدة.

وقالت «إيساف» إن الرجل المكنى بأبي حفص «قام بتنسيق عدد كبير من الهجمات في أفغانستان». وأبو حفص النجدي هو المطلوب رقم 35 على لائحة وزارة الداخلية السعودية الـ85 الذين تطاردهم الحكومة السعودية. وتعتقد «إيساف» أن عبد الغني أسس معسكرات لتدريب أعضاء «القاعدة» وأنه نظم هجمات على قادة قبليين أفغان من بينهم مالك زارين المقرب من الرئيس الأفغاني، حميد كرزاي وجنود أجانب.

وتابعت قوة «إيساف» قائلة إن عبد الغني قتل قبل أسبوعين في غارة جوية بولاية كونار القريبة من الحدود الباكستانية.

وتشير تقديرات حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى أن نحو 100 عضو في «القاعدة» لا يزالون ينشطون في أفغانستان.

وأضافت «إيساف» أنها قتلت أكثر من 25 قائدا ومقاتلا في «القاعدة»س خلال الشهر الماضي.

وإذا ما صدقت الأنباء عن مقتل صالح المخلفي، فتكون قائمة الـ85، التي تلاحقها السعودية، قد تقلصت إلى ما دون الـ70 اسما، وذلك بعد أن سجل التنظيم انشقاقات في صفوفه بعودة بدر الشهري وجابر الفيفي أواخر العام الماضي. ويشار إلى أن الأسماء التي تم رفعها من قائمة الـ85، بالإضافة إلى بدر الشهري، وجابر الفيفي اللذين أعلنت عودتهما في أقل من 4 أيام، هي: أحمد الهذلي، الذي تحوم حوله شكوك بتورطه في تسهيل مهمة منفذ محاولة الاغتيال الفاشلة التي استهدفت الأمير محمد بن نايف، وسلطان راضي سميليل الدلبحي العتيبي، وفهد صالح سليمان الجطيلي، ومحمد عبد الرحمن سليمان الراشد، وكذلك عبد الله عسيري، أحد المطلوبين على القائمة، الذي انتحر في هجوم إرهابي فاشل استهدف الأمير محمد بن نايف، مساعد وزير الداخلية، نفذه في أغسطس (آب)، بينما تسلم الأمن السعودي المطلوب عبد الله الحربي، في مارس (آذار)، بينما سلم 3 مطلوبين أنفسهم للأمن السعودي وهم محمد العوفي، الذي أعلن قائدا ميدانيا لـ«القاعدة» في فبراير (شباط) الماضي، وكذلك فهد رقاد سمير الرويلي، في مارس، كما سلم المطلوب فواز حميدي العتيبي نفسه للأمن السعودي في سبتمبر (أيلول)، ويوسف محمد مبارك الجبيري الشهري، ورائد عبد الله سالم الظاهري الحربي، منفذا هجوم نقطة أمن الحمراء بمحافظة الدرب التابعة لمنطقة جازان في أكتوبر (تشرين الأول)، وجميع هذه العمليات تمت في عام 2009، ما عدا عملية القبض على الهذلي وتسليم الفيفي نفسه وعودة الشهري، وهي العمليات التي جرت في فبراير وأكتوبر من عام 2010. وكانت السعودية، قد أعلنت بداية هذا العام عن قائمة جديدة للمطلوبين لها، تضم 47 من عناصر تنظيم القاعدة، تم وصفهم بأنهم من «الخطرين جدا»، في الوقت الذي أعلن فيه متحدث باسم الداخلية السعودية، أن الشرطة الدولية (الإنتربول) أصدرت بحق هؤلاء «نشرات حمراء»، وزودت الدول بالمستندات القانونية التي تجيز لها القبض عليهم. ويتوزع المطلوبون على القائمة الجديدة جغرافيا في 4 دول، هي: اليمن، العراق، أفغانستان، وباكستان. وتتهم السعودية المطلوبين الـ47 بالكثير من التهم، تتضمن تبني فكر تنظيم القاعدة الإرهابي والترويج له، والانضمام لتنظيمات الفئة الضالة، والتدرب على المهارات القتالية واستخدام الأسلحة المتنوعة والمتفجرات والسموم بهدف استخدامها في تنفيذ العمليات الإرهابية، وتحريض صغار السن بمخالفة ولاة الأمر وأئمة المسلمين والسفر إلى مناطق الصراع، وتسهيل سفر الشباب إلى مناطق تشهد صراعات، وتقديم دعم تقني وإعلامي لتنظيم القاعدة، وتقديم تسهيلات ودعم لوجيستي وجمع أموال لدعم التنظيم، والتسلل من السعودية للانضمام لـ«القاعدة». يشار إلى أن قائمة الـ47 التي كشفت السعودية عنها، هي خامس قائمة يتم إصدارها لمطلوبين أمنيا، منذ بدأ تنظيم القاعدة نشاطه في 12 مايو (أيار) 2003، وذلك بعد 4 قوائم ضمت 166 إرهابيا، بعضهم تمت تصفيته، والبعض الآخر قام بتسليم نفسه، بينما لا تزال هناك مجموعات طليقة. وتأتي قائمة المطلوبين الجديدة، بعد أقل من عأمين على قائمة ضمت 85 مطلوبا أمنيا، جميعهم خارج البلاد.