متمردو دارفور يعلنون عن إسقاط طائرة حربية.. ويدعون لحظر جوي في الإقليم

روسيا تحذر من ميلاد دولة مأزومة بالجنوب مع استمرار المعارك بين الجيش الشعبي والمتمردين

TT

أعلن متمردو دارفور عن إسقاط طائرة حربية من طراز «ميغ» بعد أن شنت طلعات جوية في شمال الإقليم المضطرب، في وقت نفى فيه الجيش السوداني إسقاط الطائرة، وأكد انحراف طائرة «سوخوي» في مطار الفاشر دون وقوع خسائر ونجاة قائد الطائرة. إلى ذلك دعا المتمردون إلى حظر جوي فوق سماء الإقليم المضطرب. وقال الناطق العسكري باسم حركة تحرير السودان بزعامة مني أركو مناوي في بيان صحافي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إن «قوات من جيش تحرير السودان قامت بإطلاق النار على طائرتين قامتا بقصف قرية (تنقرارا) جنوب غربي الفاشر، فأشعلتا النيران في القرية ودمرت مسجدها». وأشار آدم صالح أبكر إلى أن قوات الحركة أصابت إحدى الطائرتين في خزان الوقود فصدر منها دخان أسود كثيف، فتوجهت الطائرة المحترقة صوب مدينة الفاشر، حيث احترقت في مدرج المطار عند محاولة الهبوط، فهرعت قوات الدفاع المدني لإطفائها دون جدوى، وقد شاركت عربة مطافئ تابعة للبعثة المشتركة (يوناميد) في محاولات إطفاء طائرة «ميغ» المحترقة. وناشد المتمردون المجتمع الدولي وقف قتل المواطنين الأبرياء، وذلك بإصدار قرار من مجلس الأمن بالأمم المتحدة بإعلان إقليم دارفور منطقة حظر للطيران الحربي (No fly zone). وشددوا أن ذلك «واجب إنساني وأخلاقي يقع علي عاتق الضمير الإنساني الدولي لوقف جريمة التطهير العرقي والإبادة الجماعية المستمرة في إقليم دارفور منذ عقد من الزمان». ومن جهته نفى الجيش السوداني سقوط طائرته. وقال الناطق باسم الجيش الصوارمي خالد سعد، إن «طائرة عسكرية من طراز (سوخوي) انحرفت عن المدرج بمطار الفاشر أثناء هبوطها بعد عودتها من مهمة استطلاعية». وأشار إلى أن «كابتن الطائرة خرج سليما ولم يصب بأي أذى، كما نشب حريق محدود في أحد إطارات الطائرة وتمت السيطرة عليه»، مؤكدا أن «الطائرة ستباشر مهامها بصورة طبيعية في القريب العاجل».

إلى ذلك، أعلن الجيش الشعبي لتحرير السودان أنه استعاد السيطرة على منطقة مانيكن بولاية الوحدة بعد أن أدت المعارك إلى وفاة 12 جنديا من قواته، في وقت تسببت المعارك المستمرة منذ 4 أيام بمنطقة فشلا بولاية جونقلي إلى نزوح أكثر من ألف شخص إلى منطقة البيبور. وأعلنت حكومة أعالي النيل مقتل 55 في الاشتباكات بين قبريال تانق جنوب ملكال من الجهة المقابلة من ولاية جونقلي.

وقال المتحدث باسم الجيش الشعبي العقيد فيليب أقوير لـ«راديو مرايا» أمس، إن المعارك لا تزال مستمرة في تلك المناطق. وأشار إلى أن الاشتباكات التي تمت الأيام الماضية بين الجيش الشعبي وميليشيات الجنرال المنشق بولاية الوحدة بيتر قديت أدت إلى فرار ما يقارب 4 آلاف مدني. من جانب آخر قال مبعوث الرئيس الروسي الخاص للتعاون مع البلدان الأفريقية ميخائيل مارغيلوف، إن «تأزم الوضع في جنوب السودان من الممكن أن يؤدي إلى ولادة دولة أزمات أفريقية جديدة».

وقال مارغيلوف للصحافيين إنه «قبل الإعلان عن قيام دولة جديدة بجنوب السودان، فإن الوضع في هذا الجزء من البلاد قد تأزم اليوم». وأضاف: «لقد قام عدد من السياسيين المحليين ممن اعتبر أنه تم تجاهلهم عند توزيع المناصب بعد الانتخابات العامة بفتح ساحة للعمليات القتالية»، مشيرا إلى أن الجنرال جورج أتور بدأ الحرب ضد القوات الحكومية. واعتبر مارغيلوف أنه «إذا لم يتم حتى تاريخ 9 يوليو (تموز) المقبل وقف إسالة الدماء والتوصل إلى اتفاق في موضوع النفط فإنه من المحتمل أن تشهد أفريقيا ولادة دولة متأزمة جديدة».