«حادثة الرشوة» و«الخسارة التاريخية» تصيب حارس نجران العامري بأزمة نفسية حادة

اللاعب المتهم أبعد عن الفريق نهائيا

TT

جاءت مصادقة رئيس نادي نجران مصلح آل مسلم على صحة واقعة الرشوة المالية التي تلقاها حارس مرمى فريقه جابر العامري من أحد اللاعبين الذين أبعدوا عن نجران قبل فترة بسيطة «كما ذكر أمس في إحدى وسائل الإعلام الرياضية» فضلا عن تصريحه الخاص لـ«الشرق الأوسط» لتؤكد أن بيع المباريات والتلاعب بالنتائج لم تكن مقتصرة فقط على مباريات دوري الدرجة الأولى والثانية كما جاء في التحقيق الرسمي الذي نشرته «الشرق الأوسط» في 19 أبريل (نيسان) الماضي بل تشمل حتى مباريات دوري زين السعودي للمحترفين.

الحادثة الخطيرة التي ستكون حديث الشارع الرياضي السعودي في الأيام الحالية ستكون موضع نقاش حاد لأسباب كثيرة من أبرزها أن العقوبات الخاصة بها خاصة على مستوى اللاعبين والإداريين ليست واضحة بقدر وضوحها على مستوى الأندية إذ أن الباب الثالث الخاص بمخالفات وعقوبات «الأندية» وتحديدا المادة «21» التي تتحدث عن التأثير على نتيجة المباراة تنص على «أن الأندية التي تقوم بالتلاعب بقصد التأثير على نتيجة المباراة أو المسابقة تلغى نتائجها في بطولة الدرجة التي وقعت فيها المخالفة وتصدر لجنة الانضباط العقوبة بحق النادي والإداريين والفنيين واللاعبين وكل من شارك بشكل مباشر أو غير مباشر وكان له أثر في المخالفة والذين يثبت تورطهم في المخالفة ومنها الغرامة المالية وحسم النقاط أو الهبوط لدرجة أدنى».

والسؤال الذي يفرض نفسه ما العقوبة التي سينالها اللاعب الذي لعب دور الوسيط في القضية مع العلم أن التوقعات تتجه إلى قرار يصل إلى درجة الشطب لاعتبار ذلك نوعا من الخيانة للفريق.

ما حدث في قصة حارس مرمى نجران جابر العامري بعيد تقريبا عما يسمى بالتلاعب إذ أن الحارس كشف خيوط القصة التي كان مفترضا أن تحدث في المباراة بسبب محاولات من أحد المنتمين للوحدة وهو بالتأكيد لا ينتمي للفريق أو الإدارة لرشوة حارس مرمى نجران العامري الذي تلقى في البداية الاتصال من أحد زملائه (تحتفظ الصحيفة باسمه) والذي أبعد مؤخرا عن النادي بقرار إداري وفني ليقوم العامري بإبلاغ إدارته ثم تسجيل القصة بكاملها وتوثيقها وتقديمها لاتحاد الكرة السعودي الذي يقوم الآن بدراستها والتحقق منها ثم الإعلان عن قرارات سابقة من نوعها.

حارس مرمى نجران الذي أودع في حسابه «20 ألف ريال» لقاء تسهيل الفوز على فريقه نجران قام بسحب المبلغ وتقديمه لإدارة ناديه نجران ومن ثم تقديم هذا المبلغ كسند رسمي موثق ضد اللاعب الذي حاول لعب دور الوسيط بين المنتمي للوحدة وحارس نجران.

الطريف في الحادثة أن المباراة انتهت لمصلحة الوحدة بخمسة أهداف نظيفة وهي التي أقيمت على ملعب نجران وبين جماهيره والهدف الأول الذي سجل للوحدة أظهر للمتابعين أنه سجل بطريقة «بدائية» يفترض لحارس المرمى أن يتصدى له بسهولة وهو الأمر الذي جعل جابر العامري يؤكد لإدارة ناديه أن الخطأ عفوي وليس مقصودا مع العلم أن إدارة نجران أكدت ثقتها فيه طالما أنه أبلغ الإدارة قبل المباراة بقصة «الرشوة» مع العلم أيضا أن العامري دخل في نوبة بكاء حادة عقب المباراة بل أصيب بانهيار عصبي وساءت نفسيته لينقل إلى مستشفى الملك خالد بنجران عقب المباراة وقيام إدارة نجران بزيارته والتأكيد للمرة الثانية أنه لا علاقة له بما حدث وأن الهدف جاء بخطأ غير مقصود ليغادر الحارس المستشفى بعد ساعات من دخوله ثم يذهب عقب ذلك إلى جدة حيث يتواجد الآن.

اللاعب المبعد عن فريق نجران اضطرت إدارة النادي إلى استصدار قرار فني وطبي من المدرب والطبيب للتأكيد على أنه غير مرغوب فيه، علما أن المدرب أكد أن هذا اللاعب غير ملتزم فنيا وكذلك انضباطيا وسعت إدارة النادي إلى ذلك لأجل إلغاء عقده الذي ينتهي بعد شهرين من الآن، علما أن لهذا اللاعب حقوقا مالية تبلغ نحو ربع مليون ريال سعودي ورفعت إدارة نجران هذا الخطاب إلى اتحاد الكرة السعودي لأجل إلغاء عقد احترافه حتى لا تكون هناك أي مساءلة مالية ضد الإدارة.

الجدير بالذكر أنه تم بعد مباراة الوحدة الماضية إبعاد أحد اللاعبين الذي تم استدعاؤه من الفريق الأولمبي في المباريات الأخيرة من النادي، فما كان من اللاعب إلا أن حزم حقائبه وغادر مدينة نجران دون مناقشة أسباب إبعاده، مما يلفت النظر إلى أنه ربما يكون طرفا في القضية.