ما الدافع وراء تزايد المؤيدين لبيع حقوق نقل الدوري بأبخس الأثمان؟

بعض القنوات التلفزيونية لا تفرق بين «الهبات» والاتفاقيات «المشروطة»

TT

أسابيع قليلة ويتم الإعلان عن مصير حقوق النقل التلفزيوني للمنافسات الكروية السعودية إما بطرح الحقوق للمزايدة العامة وإما بالتمديد للناقل الحالي قناة «الجزيرة الرياضية»، لكن السؤال الذي يفرض نفسه حاليا هو لماذا تتزايد الأصوات في الفترة الأخيرة حول ضرورة بيع الحقوق بأبخس الأثمان؟! أو حتى التمهيد للبيع بنفس السعر الذي كانت عليه تلك المنافسات سواء قبل عامين أو حتى القيمة التي بيعت على أثرها المباريات في صيف عام 2006.

من المستفيد من بيع الحقوق بأسعار 100 مليون للعام الواحد أو 150 مليونا كما هو السعر الحالي؟!.. ومن الخاسر في هذه الصفقة لو تمت؟! واضح جدا أن الأندية السعودية باتت تعتمد وبشكل كبير على إيرادات النقل التلفزيوني كما هو حال كل الأندية الأوروبية وغيرها في العالم، لكن الملاحظ هنا أن الضغوطات أصبحت كبيرة جدا لفرض السعر المطلوب الذي سيحدده المستفيدون على رعاية الشباب، بينما الأخيرة لا حول لها ولا قوة في القضية بأكملها.

صحيح أنها تطالب منذ عقدين من الزمان بتحرير عقد النقل التلفزيوني من وزارة المالية ومن ليس له علاقة بهذا العقد، لكنها طوال تلك الفترة لم تنجح في مساعيها، بدليل أنها لا تزال تتمنى أن تضع الرقم الذي تريده حتى تتضاعف الحقوق لمسابقاتها المحلية، بيد أن الآخرين يرفضون! وكيل الرئيس العام للشؤون المالية في الرئاسة العامة لرعاية الشباب عبد الله العذل صرح أكثر من مرة لوسائل الإعلام قائلا إن رعاية الشباب لن تبيع الحقوق بأقل من 300 مليون ريال للعام الواحد، وهذه التصريحات لم تقتصر على العذل بل أيضا قالها وكيل الرئيس العام لرعاية الشباب فهد الباني والدكتور حافظ المدلج رئيس لجنة التسويق في اتحاد الكرة وهيئة دوري المحترفين! يدرك الجميع أن وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف شدد في اجتماعه مع الدكتور حافظ المدلج الأسبوع الماضي على ضرورة توفير أمرين لا ثالث لهما.. الأول حقوق الأندية التي يجب أن يحافظ عليها، والثاني حق المشاهد، وحينما نعرف حق الأندية من خلال رفع أكبر قدر من الإيرادات وصب ذلك في خزينتها، فإن الغالبية ربما لا يعرفون ما معنى حق المشاهد! بالنسبة إلى الجميع يجب أن يكون حق المشاهد في جودة الإنتاج والإخراج لتكون المنافسات السعودية الكروية ذات جودة عالية شأنها شأن الذي نشاهده في أوروبا، وكذلك دول الجوار الخليجية، قطر والإمارات. ولا نظن أن الأخيرتين أفضل حالا منا عندما تؤمنان أفضل جودة إنتاج وإخراج للمشاهدين، فكيف بالمشجع السعودي الذي يجب أن يحصل على مثل ذلك وأفضل؟! لن تجد أي سعودي أو غيره يمانع في بيع حقوق النقل التلفزيوني للمنافسات الكروية المحلية للقناة الرياضية السعودية، ولكن ذلك بشرط أن تباع الحقوق بأفضل الأسعار.. إما لـ300 مليون ريال للموسم الواحد وإما لمن يدفع أكثر حتى لو كانت القنوات أجنبية.. هذا هو الاحتراف الذي ننشده وإلا فلماذا تباع الحقوق التلفزيونية الإنجليزية لقنوات أوروبية وكذلك الحال للحقوق الإسبانية والإيطالية؟! يجب أن يعي مسؤولو القنوات الساعية للهيمنة على الحقوق التلفزيونية للمنافسات السعودية الكروية أن الفوز بالحقوق ليس «هبات» توزع وإنما هو تنافس يجب أن يحصلوا عليه بالمال كما هو حاصل في كل العالم لا لدينا فقط! وفروا المبالغ المطلوبة وانقلوا المنافسات الكروية بالطريقة الاحترافية التي ينشدها المشجع والمشاهد الرياضي السعودي، أما النقل التقليدي والإخراج العشوائي البسيط والتركيز على رؤساء الأندية والمسؤولين في منصات الملاعب فهذا لا يليق أبدا بكرة قدم يفترض أن تكون عالمية، ولا يريده المشجع السعودي! يجب أن يدرك الجميع أن عصر المجاملات والمحسوبيات ولى ولن يعود.. وأننا في عصر «ادفع» لتحصل على جودة عالية في كل شيء! في إنجلترا دفعت القنوات الناقلة الفائزة بالحقوق 1176 مليون يورو مقابل الفوز بالحقوق، وفي إيطاليا 863 مليون يورو، وفي فرنسا 696.5 مليون يورو، وفي إسبانيا 542 مليون يورو، وفي ألمانيا 412 مليون يورو. وهذه الأسعار هي التي وقعت في السنوات القليلة الماضية، وكانت هذه المبالغ أقل بكثير مما هو مذكور الآن، وستكون مختلفة نحو الأعلى حينما تنتهي هذه العقود، لأن الأسعار في تزايد ولا تتناقص كما يهرول الآخرون!