الإنتر يسعى لإنهاء مسألة إيمليانو فيفيانو حارس بولونيا

النادي بدأ التفكير في الجانب المادي لصفقة كاكا مقابل مايكون

TT

الهدوء والتأمل بعد هبوب العاصفة، النتيجة الطبيعية؛ لأنه، بعيدا عن أي نهاية، تعتبر فكرة مبادلة كاكا، مهاجم ريال مدريد، بمايكون، لاعب الإنتر، محاولة صعبة، لكنها ليست مستحلية. فالبرتغالي جوسيه مورينهو، مدرب الريال، يرغب في ضم مايكون منذ عام مضى، والبرازيلي ليوناردو، مدرب الإنتر، في حال تخلي النادي عن خدمات الهولندي ويسلي شنايدر، ربما يرحب بضم موهبة كبيرة مثل كاكا، الذي يعتبر ليوناردو هو مكتشفه ومن أسهم بقوة في ضمه إلى صفوف الميلان من قبل. إن المكالمة الهاتفية التي جمعت بين ليوناردو ومورينهو وتم من خلالها عرض فكرة المبادلة الفنية بين اللاعبين خلفت وراءها ضجيجا كبيرا. كان ماسيمو موراتي، رئيس نادي الإنتر، قد عقب على ما تردد بشأن هذه الصفقة قائلا: «ليس بالأمر الحقيقي.. إنها مجرد أقوال». لكن الهزلية في تصريحات موراتي كانت، أحيانا، في الماضي غير صادقة. فالتأملات الخاصة بهذه الفكرة، على أي حال، موجودة من جانب لآخر.

في الدراسة: وليس من قبيل الصدفة أن يصرح السيد روبرتو كاليندا، وكيل أعمال مايكون، منذ عدة أيام مضت بشأن نادي ريال مدريد قائلا: «النادي الملكي يدرس تقديم عرض جديد لضم مايكون». ومن هنا جاء الانطلاق في فكرة المبادلة الفنية بين مايكون وكاكا، بل إن مورينهو وليوناردو استهلا حديثهما عبر الهاتف من هذه المقدمة: استطلاعات للرأي وافتراضات من الناحية الفنية دون الخوض، حتى الآن، في تعميق الجوانب الاقتصادية لهذه الفكرة.

القرارات في خط واحد: وهنا تأتي النقطة المهمة. فلاستكشاف مدى جدوى هذه الفكرة المطروحة يحتاج الأمر إلى الرجوع نحو النواحي المالية التي، في اللحظة الحالية، لا تعتبر مقنعة لنادي الإنتر. والسبب وراء ذلك بسيط؛ فالنادي الإيطالي فكر في التخلي عن خدمات لاعبه شريطة أن يحصل على مبلغ مالي كبير من هذه الصفقة. وهنا نحتاج إلى العودة عاما إلى الوراء لمزيد من الإيضاح؛ حيث تقدم حينها نادي ريال مدريد بعرض يقدر بنحو 20 مليون يورو بهدف الحصول على خدمات الظهير البرازيلي دوغلاس مايكون، بينما كان الإنتر يطالب بـ30 مليون يورو لإتمام هذه الصفقة. وعليه فبعد مرور عدة أسابيع أسدل الستار على هذا الفصل من محاولات النادي الإسباني للظفر بخدمات لاعب الإنتر. وليس من قبيل الصدفة أن يصرح وكيل أعمال مايكون أول من أمس (الاثنين)، مشيرا إلى ذلك الموضوع، قائلا: «اهتمام نادي ريال مدريد بدوغلاس مايكون لا يمكن أن يقابَل إلا بالترحيب من جانب اللاعب. لكن مايكون ينوي احترام عقده مع الإنتر على أفضل وجه. وعليه فسيتم اتخاذ جميع القرارات بشأن مستقبل اللاعب في خط يتفق مع سياسة نادي الإنتر». في غضون ذلك، صرح إنريكو بريتسيوزي، رئيس نادي جنوا، بشأن رغبة الإنتر في الحصول على خدمات لاعبه كريشيتو، قائلا: «الإنتر يود بشدة ضم كريشيتو، لكن الأمر يتوقف أولا على صفقات البيع التي سيقوم بها».

الاتصالات: في هذه الأثناء قام نادي الإنتر بإجراء بعض الحسابات الخاصة بفكرة مبادلة كاكا ومايكون، فراتب لاعب الريال، الذي يقدر بنحو 10 ملايين، لا يتماشى مع سياسة الإنتر في تخفيض جبل الرواتب في النادي؛ لذلك فحتى يتمكن الطرفان من مواصلة الحوار الذي تم فتحه عبر مكالمة هاتفية ينبغي على النادي الإسباني أن يساعد في تيسير عملية خروج كاكا من مدريد، ربما من خلال مساهمة مادية. ويتعين الآن على الإنتر دراسة مطالب النادي الإسباني بهذا الصدد. وهنا سيلعب مورينهو دورا حاسما، فبالنسبة لريال مدريد بقاء كاكا على مقاعد البدلاء وفي المدرجات يعتبر ضررا كبيرا.

عناق حار: ويعلم نادي الإنتر جيدا أن من المهم بالنسبة إليه في هذه الصفقة الحفاظ على ثباته؛ لأن الريال في حاجة أكبر إلى هذه العملية. ومن المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة اتصالات جديدة بين الطرفين، غير مباشرة حتى الآن. في انتظار احتمالية الوصول إلى قمة رسمية تجمع بين الناديين.

في سياق متصل، يسعى نادي الإنتر إلى ضم الإيطالي الدولي إيمليانو فيفيانو، حارس مرمى بولونيا، الذي يخضع لصفقة ملكية مشتركة بين الناديين. كانت الكثير من الشائعات قد انتشرت خلال الأسبوع الماضي بصدد هذه الصفقة، مما تسبب في إزعاج نادي بولونيا ذاته، غير أن اللاعب خرج عن صمته وتمرد قائلا: «أشعر بالفخر ولا يمكنني إلا أن أسير وأنا مرفوع الرأس في كل ما أفعله». لكن إزاء الحديث عن سوق الانتقالات والموقف الحائر الذي يوجد فيه اللاعب في ظل عدم تأكد وجهته المقبلة بعدُ، صرح اللاعب مازحا: «حسنا.. أين ستقذفونني اليوم؟ في الإنتر أم روما أم جنوا؟». إن النادي المقبل الذي سيلعب لصالحه فيفيانو سيكون من اختياره، لكن هناك مقدمات تجعل الأمر يبدو أكثر وضوحا ولا يمكن تجاهلها، فالإنتر يحاول الوصول، بالفعل، إلى اتفاق مع نظيره بولونيا من أجل حل مسألة الملكية المشتركة بين الناديين لبطاقة حارس مرمى المنتخب الإيطالي، وربما يحدث ذلك خلال الأسبوع الحالي. وإلى هذا الحد ليس من المستبعد أن يتم شراء كامل بطاقة اللاعب لصالح الإنتر ثم بعدها يتم تقييم التطورات اللاحقة. أو في حالة وصول عرض مغرٍ لجوليو سيزار، حارس المرمى الأول في الإنتر (الذي أكد مرارا أنه يود البقاء في الإنتر حتى نهاية عقده) ستكون هناك فرصة جيدة لمشاركة فيفيانو مع الإنتر. وإلا حينها ستبزغ من جديد الترشيحات التي لم تغب عن اللاعب: حراسة مرمى نادي روما أو جنوا، وربما أيضا يكون هناك نصيب لأودينيزي في هذه الصفقة.