إرسال تعزيزات عسكرية وأمنية إلى الزبداني وحمص وجسر الشغور

مظاهرات ليلية تضامنا مع أهالي جسر الشغور.. ودعوات للمشاركة في «جمعة العشائر»

TT

شهدت عدة مدن ومناطق سورية مظاهرات ليلية أول من أمس الثلاثاء الذي سمي «ثلاثاء النهضة» لمناصرة جسر الشغور، في وقت تداعى فيه الناشطون على صفحة الثورة السورية على موقع «فيس بوك»، إلى مظاهرات غدا الجمعة وأطلقوا عليه اسم «جمعة العشاير».

وكتب الناشطون على الصفحة أن «العشائر السورية عشائر ذات هوية وطنية ومدنية، ولا ينكر أحد وقوفها بشتى أطيافها سنية أو علوية أو درزية، عربية أو كردية، في وجه المحتل منذ قديم الزمن وهي تجمع ولا تفرق». وأضافوا أن «العشائر مكون أساسي في الدولة المدنية بأفرادها، فهدفنا من الثورة هو إقامة دولة مدنية يحكمها القانون وتعمها الحريات، وتحفظ كرامة وعزة المواطن».

جاء ذلك في وقت قال فيه أحد سكان حمص في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» في لندن، إن أكثر من 8 دبابات توجهت إلى مدينة حمص صباح يوم أمس، وإن عددا منها احتل الساحة في حي بابا عمرو، معبرا عن مخاوفه من عملية عسكرية هناك. وعبر المتصل عن استيائه من «الإعلام السوري الذي مهد لإرسال الدبابات بتقارير مفبركة بثها مساء الثلاثاء لمتظاهرين في دمشق مؤيدين للنظام يناشدون الرئيس السوري إدخال الجيش إلى حمص وحماه وجسر الشغور وكل المناطق الساخنة لقمع المتظاهرين الذين وصفوهم بـ(الحثالة)، وأنه لا توجد مظاهرات سلمية». وأضاف أن «أحدهم قال إنه من مدينة حمص وناشد الرئيس بإرسال الجيش إلى حمص، وظهرت أكثر من سيدة تطالب الجيش بالضرب بيد من حديد». وقال المتصل من حمص: «إنها لعبة مكشوفة ولم تعد تنطلي على أحد وتعني أن النظام قرر سحق الشعب السوري».

وفي ريف دمشق، قال شهود عيان إنهم رأوا أمس عربات عسكرية محملة بالجنود تخرج من مقر الفرقة الرابعة وتتجه صوب مدينة دمشق في الطريق إلى المحافظات، فيما قالت مصادر محلية في الزبداني إن أكثر من ثلاثين سيارة تقل عناصر أمن مدججين بالسلاح دخلت مدينة الزبداني بعد ظهر أمس. كما شاهد أهالي من محافظة حماه أرتالا من السيارات العسكرية المحملة بالجنود تعبر إلى منطقة الغاب في طريقها إلى جسر الشغور بعد ظهر أمس.

وليلة أول من أمس، خرجت مظاهرة مسائية في حرستا (ريف دمشق)، رغم الانتشار الأمني في الشوارع التي تخرج فيها المظاهرات، تضامنا مع جسر الشغور ونادت بإسقاط النظام، وحملت لافتات مكتوبا عليها: «مظاهرتنا سلمية رغم القمع.. أهدافنا إسقاط النظام.. أخرجنا الفرنسيين وسنخرجك يا بشار».

كما خرجت مظاهرة مسائية في عربين (ريف دمشق)، ورفعت لافتات مكتوبا عليها: «قتل + تعذيب + إعلام كاذب + عصابات مسلحة = النظام السوري.... مجازر رجال الأمن شعارها التسرع لا الإسراع»، في إشارة إلى خطاب الرئيس السوري بشار الأسد لدى حديثه عن الإصلاح وأنه مطلوب الإسراع لا التسرع. وحيت مظاهرة عربين موقف الملازم أول عبد الرزاق طلاس الذي أعلن انشقاقه عن الجيش قبل يومين. كما خرجت مظاهرة مسائية في مدينة زملكا لنصرة جسر الشغور ونادت بإسقاط النظام.

وفي الزبداني في ريف دمشق، انطلقت من جامع الجسر الكبير مظاهرة حاشدة أول من أمس، بعد صلاة العشاء، استمرت ساعتين، جاب المتظاهرون خلالها شوارع المدينة، مرددين شعارات الثورة، وهتافات النصرة لحماة وجسر الشغور وشارك فيها شباب من مضايا. وانفضت المظاهرات دون حدوث أي احتكاك مع الأمن. وعند منتصف الليل انطلقت حملة تكبير في الزبداني ومضايا من الأسطح والشرفات.

وفي اللاذقية ليلة أول من أمس، خرجت مظاهرة في حي الصليبة قرب جامع الفتاحي، وهتفت لجسر الشغور وإسقاط النظام. وعند منتصف الليل بدأت التكبيرات في حي الرمل الجنوبي واستمرت لأكثر من ساعتين.

وفي حي الميدان في دمشق تم لأسباب غير معروفة، إلغاء درس الشيخ كريم راجح إمام جامع الحسن الذي تخرج منه مظاهرات الميدان. وقالت مصادر محلية إن عددا كبيرا من الشباب تجمعوا بعد صلاة العشاء قرب المسجد.