فلسطينيون يتهمون النظام السوري باستغلال قضيتهم.. ويحملون جبريل مسؤولية أحداث اليرموك

جبهة التحرير الفلسطينية استنكرت أحداث المخيم وطالبت بفتح تحقيق

TT

منذ بداية المظاهرات في سوريا، اتهمت بثينة شعبان، مستشارة الرئيس بشار الأسد، صراحة مجموعات فلسطينية خرجت تحديدا، من مخيم الرمل الفلسطيني في مدينة اللاذقية، بالقيام بأعمال حرق وسلب في الممتلكات العامة. وسارعت في ذلك الوقت، معظم القيادات الفلسطينية من مختلف الفصائل، لنفي هذه التهمة وتأكيد حيادهم كفلسطينيين تجاه ما يحدث في سوريا. وتم ذلك، مع تضارب أنباء حول عزم حركة حماس مغادرة سوريا وتجهيز مكاتب لها في بيروت والدوحة. ويقول ناشطون سوريون إنه بعد وضع رامي مخلوف ابن خال الرئيس الأسد «استقرارنا كنظام يرتبط باستقرار إسرائيل» في حديثه لصحيفة «نيويورك تايمز»، كان لا بد للنظام من ترجمة هذه المعادلة بإشعال جبهة الجولان وإرسال الشباب السوري والفلسطيني للتظاهر في ذكرى النكسة. إلا أن الفلسطينيين كما يؤكد أحد الناشطين وأثناء تشييع قتلاهم الذين سقطوا بالرصاص الإسرائيلي على جبهة الجولان في مخيم اليرموك الواقع على أطراف مدينة دمشق، حولوا التشييع إلى مظاهرات رافضة ومنددة بتوظيف قضاياهم من قبل النظام السوري.

ويصف ناشط ما حدث بقوله: «خرجت يوم الاثنين جنازات تشييع 9 شهداء، سقطوا برصاص الاحتلال الإسرائيلي في الجولان، في ما أطلق عليه مسيرة العودة لإحياء ذكرى النكسة، في مقبرة اليرموك، وقدر عدد المشيعين بـ70 ألفا على الأقل. وكانت الهتافات: يا بشار وينك وينك دبحونا على عينك، وين وين وين الجيش السوري وين».

ويضيف أنه «خلال التشييع حاول أحمد جبريل (القيادة العامة) - بالإضافة إلى آخرين من قيادات الفصائل الفلسطينية - أن يلقي خطابا ناريا، لكن الأهالي لم يسمحوا له، وقاطعوه ورموه، بالحجارة ليخرج، بعد أن طلبوا منه المغادرة بهدوء، لدفن أولادهم بسلام، الذين كانوا يعتبرون هذه (القيادات) المسؤول الأول والأخير في التحريض على مسيرة العودة، التي كانت خاسرة بكل الأحوال، وقدموا لهم، وسلفا، سيارات الإسعاف لنقل الشهداء والجرحى حتى قبل إصابتهم». إلا أن الناشط أكد أن «جبريل حرض شبيحته المسلحين على إطلاق النار على الأهالي»، وقال: «بدأوا فعلا بإطلاق النار وهم ينسحبون من المكان، مما أدى لإصابات بالغة بين صفوف المشيعين، وبدأت الناس تنفعل وتغضب، ولحقتهم إلى مبنى الخالصة، التابع للقيادة العامة، الذي تحصن به مع شركائه طلال ناجي وماهر الطاهر وغيرهم، فيما أغلق (الشبيحة) البناء وتمترسوا على الشرفات والنوافذ تحسبا لأي شيء». وتابع الناشط: «تجمع الأهالي بكثافة كبيرة في شارع الخالصة، وبدأوا يهتفون، وبدأ إطلاق النار». إلا أن جبهة التحرير الفلسطينية استنكرت الأحداث المؤسفة التي جرت في مخيم اليرموك يوم الاثنين الماضي، وطالبت بـ«التحقيق بما جرى». واعتبرت جبهة التحرير في بيان لها ما حدث في مخيم اليرموك «سابقة خطيرة»، ودعت الفلسطينيين في مخيم اليرموك إلى «ضبط النفس» و«عدم حرف بوصلة نضالنا التي تشير إلى القدس». وكان فلسطينيون غاضبون قد هاجموا مجمع الخالصة التعليمي التابع للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة (أحمد جبريل) إثر انتهاء مراسم تشييع 8 شبان من بين 24 سقطوا برصاص الاحتلال الإسرائيلي على مشارف الجولان المحتل يوم الأحد أثناء إحيائهم ذكرى نكسة يونيو (حزيران)، وأحرقوا المجمع وسط تبادل لإطلاق النار بين المهاجمين وحراس المجمع. واتهم المهاجمون قيادات الفصائل الفلسطينية بتحريض الفتية على الذهاب إلى الجولان كي يقتلوا، وذلك لتخفيف الضغط عن النظام السوري الذي يواجه حركة احتجاجات شعبية منذ 3 أشهر، ورددت أثناء تشييع جنازات يوم الاثنين شعارات معادية لزعيم الجبهة أحمد جبريل وبقية قادة الفصائل. وشيع في مخيم اليرموك يوم الثلاثاء قتلى الاشتباك الذي وقع الاثنين، بهدوء دون حضور ممثلين عن الفصائل الفلسطينية في سوريا. وكان من المقرر أن تعقد الفصائل الفلسطينية الـ10 الموجودة في دمشق اجتماعا في مقر الجبهة الشعبية القيادة العامة اجتماعا للبحث فيه ملابسات الحادث الذي سقط فيه 11 قتيلا، وسبل تطويق ذيوله.