السعودية تقدم 3 ملايين برميل من النفط هبة لليمن

لدعم الاقتصاد الوطني والإسهام في توفير احتياجات المواطنين وتخفيف معاناتهم

TT

قدمت السعودية، التي تعد أكبر بلد مصدر للنفط في العالم، ثلاثة ملايين برميل من النفط الخام، بمثابة هبة لليمن، الذي يعاني من أزمة محروقات، حسبما ذكرت وكالة «سبأ» للأنباء اليمنية الرسمية أمس.

وقال أمير سالم العيدروس وزير النفط اليمني: «إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وجّه بتقديم ثلاثة ملايين برميل من النفط الخام هبة لليمن».

وكان تفجير في أنبوب نفط رئيسي في مارس (آذار) الماضي قد تسبب في توقف تدفق النفط الخام إلى مصفاة عدن، أكبر مصفاة في اليمن، مما أدى إلى نقص في الوقود على مستوى البلاد. وزاد اليمن من وارداته من المنتجات النفطية.

وقال العيدروس: «إن مشكلة نقص السيولة النقدية أدت إلى وقف هذه الشحنات»، حسبما نقلت عنه وكالة «رويترز» للأنباء أمس. وأوضح العيدروس أن «هذه الكمية من النفط السعودي تأتي لدعم الاقتصاد الوطني اليمني والإسهام في توفير احتياجات المواطنين وتخفيف معاناتهم من جراء النقص الحاد من المشتقات النفطية الذي تواجهه البلاد في ظل الوضع الاستثنائي الذي يعيشه اليمن حاليا».

وأضاف العيدروس: «إن عملية الشراء المباشر للمشتقات النفطية توقفت بسب رفض الشركات التي تبيع المشتقات البيع بالأجل نظرا لعدم تمكن وزارة المالية والبنك المركزي من دفع قيمة الكميات المطلوبة من هذه المواد».

ويذكر أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح قد أصيب بجروح يوم الجمعة الماضي في هجوم صاروخي على القصر الرئاسي في صنعاء، في ما وصفه مسؤولون بأنه محاولة اغتيال. وبسبب احتدام القتال في اليمن خلال الأسبوعين الماضيين قُتل ما يزيد عن 200 شخص وهرب الآلاف من اليمنيين في صنعاء وبعض المدن اليمنية. ويطالب متظاهرون غاضبون الرئيس صالح بالرحيل منذ خمسة أشهر.

وقال العيدروس إنه يتوقع وصول أول شحنة من الخام إلى ميناء عدن الذي توجد فيه مصفاة طاقتها 130 ألف برميل يوميا تنقلها سفينة يمنية ستأخذ الشحنة من ميناء ينبع السعودي على ساحل البحر الأحمر.

وأضاف العيدروس أن النفط سيتم تكريره في مصافي اليمن. وكانت مصادر قد ذكرت في مايو (أيار) الماضي أن اليمن يجري محادثات مع السعودية لشراء ما يصل إلى مليوني برميل من النفط الخام. وقال مصدر نفطي طلب عدم الكشف عن هويته لـ«رويترز»: «إن النفط الذي ستتبرع به المملكة العربية السعودية من الخام العربي الخفيف، ويمكن أن يتم تسليمه بين هذا الشهر ويوليو (تموز) المقبل».

ويشار إلى أن اليمن، وهو منتج مستقل، كان ينتج نحو 260 ألف برميل يوميا من النفط الخام في عام 2010، من بينها 110 آلاف برميل يوميا من الخام الخفيف الذي تعاني السوق العالمية من نقص إمداداته بعد توقف الإنتاج الليبي فعليا بسبب الصراع الدائر حاليا في ليبيا.