ألمانيا تطمئن مواطنيها بشأن البكتيريا المميتة: الأسوأ صار وراءنا

اجتماع ألماني ـ أوروبي لبحث الأزمة.. وأوروبا تنتظر إسهاما أميركيا يابانيا في الأبحاث

فحص عينات خضار في مختبر بمدينة كريفلد غرب ألمانيا أمس (أ.ف.ب)
TT

أعلن وزير الصحة الألماني أمس تراجعا في حالات الإصابة ببكتيريا «إي–كولاي» التي أدت إلى وفاة 25 شخصا وأقر في الوقت نفسه بأخطاء السلطات الصحية التي عقدت أمس اجتماع أزمة في برلين بحضور المفوض الأوروبي جون دالي. وقال دانيال بار لشبكة «آي آر دي» التلفزيونية «لا يمكنني رفع التحذير بعد لكن عدد الإصابات الجديدة يتراجع بشكل مستمر»، مضيفا أن «الأسوأ أصبح الآن وراءنا على المستوى الوطني». وأوضح أنه «بعد تحليل المعطيات والأرقام التي قدمها معهد روبرت–كوخ (للرقابة الصحية) لدينا أسباب تدفعنا إلى إبداء قدر معتدل من التفاؤل». وتابع أن «هذا معناه أنه ستكون هناك حالات جديدة وللأسف المزيد من الوفيات لكن عدد الإصابات الجديدة يتراجع بشكل كبير».

وكان مركز روبرت–كوخ أشار أول من أمس للمرة الأولى إلى «تراجع طفيف في عدد الحالات الجديدة» في حين أصيب أكثر من 2600 شخص منهم 75% في شمال البلاد. وقال أمس إنه يجهل ما إذا كان هذا التراجع ناجما عن خفض استهلاك الخضار، خصوصا الخيار والطماطم والسلطة.

وارتفع عدد الوفيات إلى 25 بينهم 24 في ألمانيا بعد إعلان منطقة ساكس السفلى (شمال) عن وفاة جديدة أمس. وعثر خبراء على شكل متحور لبكتيريا «إي كولاي» في ثمار خيار بأحد صناديق القمامة في ولاية سكسونيا آنهالت الألمانية. وقال متحدث باسم وزارة الصحة المحلية في الولاية إن حاوية القمامة خاصة بعائلة أصيبت بالبكتيريا القاتلة. ويبلغ عدد الإصابات في ولاية سكسونيا آنهالت حتى الآن 32 حالة. وكانت إصابة الأب في هذه الأسرة طفيفة فيما تلقت الأم العلاج بالمستشفى ولكنها غادرتها بعد فترة. أما الابنة فهي تعاني من متلازمة تحلل الدم اليوريمي (إتش يو إس). ولم يعرف بعد كيف وصلت البكتيريا إلى صندوق القمامة الذي توجد به بقايا ثمار الخيار منذ نحو أسبوع ونصف على الأقل.

ولا تزال الأبحاث تتواصل لتحديد سبب انتشار نسخة نادرة من بكتيريا «إي–كولاي» تسبب نزيفا في الأمعاء واضطرابات في الكلى. وأكدت الولايات المتحدة أول من أمس حالة إصابة لدى مريض كان في ألمانيا ولديه مشكلات في الكلى. كما يخضع 3 أميركيين آخرين للمراقبة. وتنتظر السلطات الحصول على نتائج تحاليل أجريت على نباتات وخضار تنتجها مزرعة بشمال ألمانيا. وذكر بار أنه «لم يتم تحديد مصدر الإصابة في 80% من الحالات».

وعقد الوزراء الفدراليون والإقليميون المكلفون بالشؤون الصحية وحماية المستهلكين في ألمانيا، أمس، اجتماعا بحضور المفوض الأوروبي لشؤون الصحة جون دالي في أحد فنادق برلين. وصعد دالي لجهته إزاء كيفية إدارة ألمانيا للأزمة، وحث في مقابلة مع صحيفة «دي فيلت» نشرت أمس السلطات على التعاون بشكل أكبر مع الخبراء الأجانب لتحديد مصدر النسخة المميتة من البكتيريا. وكان انتقد ألمانيا أول من أمس على إطلاق «إنذار غير مثبت»، مشيرا إلى «حالة هستيريا». وأقر بار بضرورة «تحسين» قنوات الاتصال في النظام الفدرالي في ألمانيا القائم مع وجود وزراء مختلفين في كل مقاطعة.

واتهمت بعض الدول مثل إسبانيا وبلجيكا ألمانيا بإثارة الهلع مما عكس خسائر بملايين اليوروات على المزارعين الأوروبيين وفي مقدمتهم الإسبان لأن ألمانيا أشارت في البدء إلى أن منتجاتهم الزراعية هي وراء البكتيريا قبل أن تقر بخطئها لاحقا. إلا أن الوزير الألماني رفض فكرة «تشكيل بنية جديدة»، في الوقت الذي دعا فيه مسؤول في معهد «ماكس بلانك» إلى استحداث منصب «مكلف فدرالي بشؤون الصحة»، على غرار وزارتي الثقافة أو الاندماج. وتابعت صحيفة «دي فيلت» أن الاتحاد الأوروبي يأمل في أن يساهم خبراء أميركيون ويابانيون في تحديد مصدر البكتيريا. وانتقد دبلوماسيون أوروبيون من جهة أخرى الأسئلة التي تطرحها الهيئات الصحية الألمانية على المصابين، إذ اعتبروها «محدودة» لأنها لا تركز سوى على عدد قليل من أنواع الخضار.

ورفعت المفوضية الأوروبية قيمة المساعدات للمزارعين الأوروبيين من 150 مليونا إلى 210 ملايين. إلا أن نائب رئيس الكتلة النيابية للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل يوهانس سينغهامر اشترط أيضا تقديم مساعدات وطنية للمزارعين الألمان، بحسب صحيفة «راينيتش بوست» الصادرة أمس. ولا تزال السلطات تنصح بعدم تناول الخيار والطماطم والخضار الطازج بالإضافة إلى بعض براعم النباتات.