وزراء دفاع «الناتو» يعتبرون رحيل القذافي حتميا.. ويدعون إلى الإعداد لمرحلة ما بعد العقيد

راسموسن دعاهم إلى تحمل مزيد من الأعباء.. وألمانيا وإسبانيا تتمسكان بعدم المشاركة العسكرية

أندرس فوغ راسموسن (إ.ب.أ)
TT

أكد وزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي (الناتو)، في اجتماعهم أمس في بروكسل، تصميمهم على مواصلة العملية العسكرية في ليبيا حتى تحقيق أهدافها، ودعوا إلى الإعداد لما بعد العقيد معمر القذافي، معتبرين أن رحيله حتمي على الرغم من إعلانه عزمه على المقاومة حتى النهاية، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال وزراء دول الحلف الـ28 في بيان «كثفنا تحركاتنا على الأخص عبر نشر طائرات ومروحيات مقاتلة إضافية، ونحن مصممون على مواصلة عملياتنا لحماية الشعب الليبي ما لزم الأمر». وكان الوزراء عقدوا أمس غداء عمل مع نظرائهم في دول من خارج الحلف تشارك في العملية العسكرية التي انطلقت في مارس (آذار) الماضي، وهي الإمارات، والأردن، وقطر، والسويد. وتابعوا «إننا مصممون على استخدام كل ما يلزم وإبداء المرونة العملانية القصوى من ضمن حدود تفويضنا لدعم هذه الجهود بشكل دائم».

وشن الحلف الأطلسي أعنف غاراته على طرابلس الليلة قبل الماضية، لكن القذافي أكد في تسجيل صوتي بثه التلفزيون الرسمي أنه لن يستسلم. واعتبر الوزراء أن «الوقت ليس في مصلحة معمر القذافي الذي خسر بوضوح أي شرعية وبات عليه مغادرة السلطة». وأكد أمين عام الحلف الأطلسي أندرس فوغ راسموسن أن أيام القذافي على رأس البلاد معدودة، وأنه بات من المناسب الاستعداد لما بعد الأزمة. وقال «حان وقت التخطيط ليوم توقف النزاع. القذافي بات من التاريخ»، معتبرا أن للحلف الأطلسي «دورا مهما» في ليبيا بعد وقف إطلاق النار. وزاد قائلا «المسألة ليست معرفة إن كان سيرحل (القذافي) بل متى. قد يستغرق الأمر أسابيع لكنه قد يحدث غدا، وإن رحل فعلى المجتمع الدولي أن يكون مستعدا».

وبينما طلب الناتو زيادة الدعم لحملة القصف في ليبيا، قال بعض الحلفاء الذين رفضوا المشاركة في القصف إنهم لن يغيروا موقفهم. وقالت السويد وهي مشارك غير عضو في الحلف إنها ستقلص دورها في المهمة، حسبما قالت «رويترز». وتنفذ ثماني دول فقط تقودها فرنسا وبريطانيا من بين أعضاء الحلف وعددهم 28، ضربات جوية على قوات القذافي. وقال راسموسن إنه سيدعو الوزراء إلى تحمل مزيد من الأعباء. وقال وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس، إنه سيطالب الحلفاء ببذل جهود أكبر.

وقال فوكس للصحافيين في بروكسل «نريد أن نرى إحساسا أكبر بالإلحاح في بعض الدوائر في ما يتعلق بليبيا». وقال بيان لدول الحلف بعد الاجتماع إنها «ملتزمة بتوفير جميع السبل اللازمة والحد الأقصى من المرونة الخاصة بالعمليات» لمواصلة الجهود بشأن ليبيا «ونرحب بالإسهامات الإضافية لجهودنا المشتركة». غير أنه لم تظهر إشارة فورية على أن دول الحلف ستكون مستعدة لفعل المزيد، بل إن بعضها يخطط لخفض التزاماته الحالية.

وقال نائب وزير الدفاع الألماني، كريستيان شميت للصحافيين «ألمانيا متمسكة بموقفها وهو عدم المشاركة العسكرية».

وأعلنت وزيرة الدفاع الإسبانية، كارمي تشاكون، أن إسبانيا ستستمر في دورها الخاص بالمساعدة في تطبيق منطقة الحظر الجوي، وحظر الأسلحة، لكنها لن تشارك في الضربات الجوية. وأضافت «ستكون نفس المساهمة ونفس الصيغة».

وكانت النرويج قد أعلنت الشهر الماضي أنها ستقلص دورها في الضربات الجوية بعد انتهاء التزامها ومدته ثلاثة أشهر في 24 يونيو( حزيران) الحالي. وقالت السويد أمس إنها ستمدد مشاركتها في التحالف العسكري ضد القذافي، لكنها ستخفض عدد المقاتلات التي تنشرها من ثماني إلى خمس، وستغير دورها من مراقبة منطقة الحظر الجوي إلى عمليات استطلاع.

وفي غضون ذلك، اعتبرت فرنسا عشية اجتماع مجموعة الاتصال حول ليبيا في أبوظبي، والذي يشارك فيه وزير خارجيتها آلان جوبيه، أن عددا متزايدا من الدول يعتبر أنه يجب «التحضير لمستقبل ليبيا من دون القذافي». وقال برنار فاليرو، المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية خلال مؤتمر صحافي، إن «عددا متزايدا من الدول يعتبر أن سقوط النظام بات حتميا، ويجب من الآن التحضير لمستقبل ليبيا من دون القذافي، وهذا ما تجلى بوضوح خصوصا في موقف الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز».

وكان ولد عبد العزيز، الذي يترأس لجنة القادة الأفارقة المكلفين بإيجاد حل سياسي تفاوضي للنزاع الليبي، قال في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية إنه «على كل حال لم يعد بإمكان القذافي أن يحكم ليبيا». وأضاف المتحدث الفرنسي أن «نظام القذافي فقد كل قدرة على المبادرة، وعزلته تتزايد أكثر فأكثر. والانشقاقات تتوالى داخل النظام وفي صفوف كبار ضباط الجيش. وآلته الحربية ضعفت بشكل كبير، لكنها لا تزال قادرة على ممارسة العنف ضد السكان المدنيين».

وبحسب المتحدث الفرنسي فإن اجتماع أبوظبي الثالث لمجموعة الاتصال حول ليبيا، والذي تشارك فيه أيضا وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، سيكون «مناسبة لإعادة تأكيد وحدة المجتمع الدولي في إطار قراري مجلس الأمن 1970 و1973». وأضاف أن هذا الاجتماع سيسمح أيضا «بتأكيد دعمنا للمجلس الوطني الانتقالي، الذي بات المحاور السياسي الذي لا يمكن للمجتمع الدولي التغاضي عنه، وبالتقدم في اتجاه تطبيق عملية سياسية واسعة وشاملة» ترسي استقرار هذا البلد على المدى البعيد.

وتأسست مجموعة الاتصال حول ليبيا خلال اجتماع في لندن في 29 مارس الماضي، وهي تضم كل الدول التي تشارك في الحملة العسكرية التي يقودها حلف شمال الأطلسي ضد نظام القذافي. وكانت المجموعة عقدت في قطر أول اجتماع رسمي لها بعد تأسيسها.