منصور اليامي: لجنة الاحتراف الخارجي بوابتنا لابتعاث اللاعب السعودي إلى أوروبا

نفى ما تردد بأنه «يسمسر» في صفقات الاتحاد.. وأكد أن الاحتراف الحقيقي مطبق بنسبة 60%

TT

طالب مسؤول الاحتراف بنادي الاتحاد، الدكتور منصور اليامي، الاتحاد السعودي لكرة القدم بالشروع في تكوين لجنة فرعية منبثقة عن لجنة الاحتراف السعودية، تكون معنية باحتراف اللاعب السعودي خارجيا، على أن يتم من خلالها استقبال مراسلات الأندية الخارجية للاستفادة من النجوم السعوديين لاحترافهم خارجيا، والسعي لتفعيل دور اللجنة إذا ما ارتأت الفائدة المنشودة من احتراف اللاعب بالمساهمة في عقد اللاعب، ومنح ناديه بعض الامتيازات الخاصة نظير تفريطه في أحد نجومه.

وأكد اليامي خلال حواره الخاص لـ«الشرق الأوسط» على ضرورة إلزام الأندية السعودية بالإبقاء على لاعبيها داخل أسوار النادي لمدة 8 ساعات يوميا، كون اللاعب يعتبر موظفا من خلال العائد المادي الذي يتسلمه، مشيرا إلى الفائدة التي ستعود على الكرة السعودية بشكل عام والأندية بشكل خاص، من خلال تفعيل الاحتراف الخارجي.

ونفى مسؤول الاحتراف بنادي الاتحاد الأقاويل التي أشارت إلى وجود سمسرة «عمولات» أو تلاعب منه في عقود اللاعبين، كونها أمانة يتحملها هو شخصيا، مؤكدا سعيه الدائم للتوفير على النادي، مستشهدا بعقدي محترفي فريقه هشام بوشروان وأمين الشرميطي، اللذين سعى معهما للتنازل عن 400 ألف ريال من مستحقاتهما لمصلحة خزينة النادي، موضحا في الوقت نفسه أن اختيار قيمة التعاقد بين اللاعب والاتحاد يكون وفق آلية منهجية معتمدة بالنادي تحدد مدى الاستفادة من اللاعب عن طريق مشاركاته في المباريات وعدد الدقائق والتزامه بالتدريبات، كاشفا خلال حديثه عن الكثير من الأمور التي تهم الشارع الرياضي بشكل عام والاتحاد بشكل خاص.. فإلى تفاصيل الحوار..

* حدثنا عن انضمامك لنادي الاتحاد، ومن أسهم في تحملك المسؤولية الاحترافية بالنادي..

- بداية دخولي للوسط الرياضي كانت عبر رسالة الماجستير التي أعددتها عن الرئيس العام لرعاية الشباب سابقا الأمير سلطان بن فهد، إذ لاقت ردود فعل واسعة، ومن ثم بدأت في تحضير رسالة الدكتوراه التي خصصتها عن الأمير فيصل بن فهد رحمه الله، وتمت متابعتها بشكل كبير، وكانت ذات أصداء كبيرة لدى الجماهير السعودية كافة، وكان حينها المهندس جمال أبو عمارة رئيسا للاتحاد فطلب مقابلتي وعرض علي منصب مدير الاحتراف بالنادي، وكانت تلك الفترة إبان إشراف حامد البلوي على جهاز الكرة، وهو الذي رحب بي وحرص على انضمامي للنادي، وأنا أتشرف بخدمة النادي الذي أحببته، وأي إدارة ترحب بوجودي سيسعدني ذلك، لأنني لا أجد نفسي خارج نادي الاتحاد.

* لماذا لا تجد نفسك خارج أسوار الاتحاد، هل هو بسبب العائد المادي الذي تتسلمه، أم أن هناك أمر آخر؟

- إطلاقا، أنا لا أنظر للأمور بهذا الشكل، فأنا أحد جماهير نادي الاتحاد ومحبيه، كما أنني كنت لاعبا سابقا في براعم النادي مع اثنين من إخوتي، قاسم وإبراهيم، ولعبت لخمسة أعوام في النادي، لكننا لم نستمر لرغبة والدنا الكبيرة في إتمامنا للدراسة.

* معنى حديثك أنك قبلت بالمنصب فور عرضه عليك؟

- أصدقك القول إنني جلست مع نفسي قبيل قبول المنصب، لأن هناك سؤالا حيرني مضمونه ماذا يمكنني أن أقدم للاتحاد من خلال هذا المنصب؟.. وأدركت حينها أنني باستطاعتي إضافة أمور كثيرة وخدمة النادي بعد اطلاعي على اللائحة الداخلية التي كانت مختصرة في تلك الفترة، وسعيت منذ تسلمي مهام عملي للإعداد للائحة موسعة تم وضعها في كتيب وتوزيعها على اللاعبين.

* يقول البعض إن إدارة الاتحاد لا تحاسب نجوم الفريق على التأخر والغياب، كيف لا تتم محاسبتهم؟

- هذا القول جانبه الصواب، كون إدارة النادي متابعة للاعبين ومواعيد حضورهم، وتتم محاسبة اللاعب المتأخر عن الوقت المحدد له وفق كشف الحضور، كما يتم الخصم عليه وفق اللائحة، كذلك المتغيب بطبيعة الحال، لكننا حرصنا من خلال ذلك أن تتم العقوبة بسرية تامة وداخل مظلة النادي.

* يتهمك البعض بأنك تستفيد من بعض الثغرات الموجودة في لائحة الاحتراف لصالح ناديك بحكم خبرتك في المجال، ما ردك؟

- قراءة اللائحة وإدراكها جيدا ثم تطبيقها هي الأسباب التي تجعلنا ننجح في الاتحاد بعد توفيق الله، وليست هناك ثغرات أو خلاف ذلك، بل هناك بعض البنود التي ربما تكون غائبة عن الآخرين، فنعمل من خلالها للاستفادة منها.. والسعي لخدمة فريقي أمر طبيعي.

* يشير البعض إلى أن هناك «عمولات» تمت في عقود بعض لاعبي الاتحاد سواء المحليون أو الأجانب، ما تعليقك؟

- أقسم بالله أن هذا الأمر غير صحيح إطلاقا، فهي أمانة أتحملها، ولست بحاجة لأن أبحث عن عمولة للتوقيع مع لاعب بعينه، فمثلا أمين الشرميطي وهشام بوشروان تنازلا عما يقرب من 400 ألف ريال للنادي من قيمة حقوقهما المتبقية ولم أنل منها ريالا واحدا، حيث ذكر بوسائل الإعلام المختلفة أن تنازلهما نبع عن الاحترافية التي تعاملت بها معهما، فأنا أسعى بقدر استطاعتي للتوفير للنادي وليس الاستفادة منه.

* تعصف بناديك الاتحاد بعض الإشكاليات، من بينها اختلاف أعضاء شرف الاتحاد حول تنصيب رئيس للنادي، ألا ترى أن هذه الخلافات تؤثر على عطاء اللاعبين داخل المستطيل الأخضر؟

- أؤكد لك أن هذه الأمور لا علاقة لها بالفريق الكروي، واللاعبون بعيدون عنها تماما، فنحن كفريق ليس علينا أي تأثير، كونها إشكاليات إدارية ولا تعني اللاعبين بشيء.

* ما هي المعايير المنصوص عليها للتجديد مع لاعب بالفريق.. وهل هناك آلية معينة في تحديد سقف قيمة العقد؟

- عملت على تقسيم اللاعبين إلى خمس فئات، وكل فئة لها معايير معينة، ويترتب عليها تسلم كل فئة مبلغا معينا كل عام يختلف عن الفئة الأخرى، ويصنف اللاعب وفق التقرير الفني في نهاية الموسم، حيث توجد إحصائيات شاملة لكل لاعب مشتملة على عدد المشاركات لكل لاعب على حدة، بالإضافة إلى التقرير الفني الخاص بكل لاعب.

* من يحدد قيمة العقد المالية بين أي لاعب والاتحاد، وهل هناك آلية معينة للتجديد مع كل لاعب؟

- القيمة لا أحددها أنا، هناك لجنة مكونة بالنادي تضم رئيس النادي والمشرف على الفريق لبحث القيمة المالية التي ستقدم، بينما يترك لي أمر التفاوض مع اللاعب، وأجد أنه أمر ممتع كون علاقتي باللاعبين مميزة.

* ماذا عن تسلم اللاعبين لمستحقاتهم، هل هناك تأخر في صرف مستحقاتهم؟

- سعينا خلال الفترة الماضية إلى وضع آلية لصرف رواتب اللاعبين أولا بأول من دون تأخير، وأنا متأكد من المعلومة أنه لا يوجد تأخير في رواتب اللاعبين حاليا، كون الجميع تسلموا رواتبهم، ولم يتبقى لهم سوى راتب الشهر الذي نحن بصدده.

* ماذا ينقص الاحتراف في السعودية كون الكثير من النقاد يرون أن الاحتراف غير مكتمل، وأننا نعاني من مشكلة احترافية؟

- هناك بعض الأمور لا بد أن توضع وتفعل من قبل لجنة الاحتراف للحد من الاختلاف لدى الأندية، منها عدم انضباطية بعض اللاعبين، فأنا قدمت للجنة الاحتراف مقترح أن يكون جزء من مقدم عقد اللاعب لا يسلم له، بل يحتفظ به النادي إلى انتهاء مدة العقد الخاص باللاعب، ويسلم له وفق المشاركة الرسمية مع الفريق وعدد المباريات والدقائق التي لعبها مع الفريق طيلة مدة عقده، كون بعض اللاعبين بعد تسلمه لمقدم عقده والمتبقي من مقدم عقده يكون النادي ملزما بتسليمه له، حينها سواء قدم مستوى جيدا أم لا فليس بالضرورة أن يطور مستواه كون مقدم عقده تسلمه والباقي هو أمر ملزم على النادي تسليمه، لكن عندما يكون هناك جزء من مقدم العقد لدى النادي فسيحرص اللاعب على المشاركة وتطوير مستواه من أجل تسلم جميع المبلغ المتفق عليه.

* بعض الأندية تتمسك بنجوم فريقها لخدمة ناديها وترفض التفريط فيهم كونها بحاجة لخدماتهم.. فما هو الحل؟

- عند مغادرة اللاعب للاحتراف خارجيا سيتغير بالكامل على مستوى ثقافته العلمية والرياضية والاجتماعية، فنحن حتى الآن ليست لدينا قواعد واضحة تساعد اللاعب السعودي على الاحتراف في الخارج، وعبر منبر الـ«الشرق الأوسط» أطالب بضرورة إيجاد لجنة تسمى لجنة الاحتراف الخارجي تتبع للجنة الاحتراف الرئيسية، وتتبنى اللجنة الاحتراف الخارجي للاعب السعودي، فأي ناد خارجي يرغب في ضم لاعب سعودي تتم مخاطبة لجنة الاحتراف الخارجي بالاتحاد السعودي مباشرة، على خلاف ما هو معمول به بأن تخاطب إدارة النادي التابع لها اللاعب، واللجنة بدورها هي التي تخاطب ناديه بناء على المعطيات التي لديها إذا ما رأت أن احترافه واحتكاكه بالنجوم سيصقل موهبته.

* ماذا ينقص اللاعب السعودي للاحتراف خارجيا؟

- بكل أمانة اللاعب السعودي أفضل بمراحل كثيرة من المحترفين العرب الموجودين في الخارج، لكن للأسف الاحتراف الخارجي لم يفعل بالطريقة الصحيحة مما يعود بالنفع على الأندية والكرة السعودية بشكل عام، كما أن ترك مصير احتراف اللاعب السعودي خارجيا لرؤساء الأندية للموافقة من عدمها لا يجدي نفعا، بل سيكون الاحتراف الخارجي لدينا «صفرا».

* إلى أي حد تجد أن الاحتراف طبق بالأندية السعودية؟

- الاحتراف مطبق في أنديتنا بنسبة 60%، والنسبة الباقية في يد لجنة الاحتراف التي لا بد أن تنوه الأندية بضرورة بقاء اللاعب لثماني ساعات كأقل تقدير بناديه يوميا، فاللاعب محترف ويعتبر موظفا لدى ناديه وملزما بتمضية دوامه كاملا بالنادي، وبعض الأصوات ربما تقول لم لا يطالب بتفعيلها بناديه الاتحاد أولا؟.. أقول لهم: إذا كان النظام مطبقا على جميع الأندية سيكون من صالح الكرة السعودية، كون لاعب النادي الذي طبق هذه الآلية ربما يكون له صديق في ناد آخر لا يطبق عليه هذا النظام فيتأثر، لأن زميله في النادي الآخر لا يطبق عليه هذا القانون، مع أنهما يتسلمان الراتب الشهري نفسه مثلا.

* نجد أن مسؤولي الاحتراف في الأندية متعاونون مقارنة بالأندية الأوروبية الذي يكون فيها مختصون ومتفرغون للعمل بالأندية، ما رأيك؟

- الكوادر المختصة موجودة في سدة مسؤولية الاحتراف بالسعودية، ولديهم الكثير ليقدموه عن ضرورة تفرغ مسؤول الاحتراف بالعمل للنادي، فأتفق معك حول أنه لا يزال أمامنا الكثير لتتبلور فكرة الاحتراف في المجتمع، ولا ننسى أنه حتى وقت قريب كان العمل بالأندية تحصيليا، لكن بالوعي ونتيجة للبرامج التي وضعتها الرئاسة العامة لرعاية الشباب بدأت تتحول هذه النظرة السلبية إلى إيجابية، وبدأت تتجه الكفاءات الوطنية للعمل في الأندية للتفرغ، بعد أن تم وضع الضوابط اللازمة، وأنا واثق أن المستقبل القريب سيشهد مزيدا من التفرغ في الأندية مما يسهم في تطور الرياضة السعودية.