رحيل الكاتب الإسباني جورج سمبران.. «رجل كل المعارك»

لم يدخل الأكاديمية الفرنسية ليحتفظ بجنسيته

سمبران
TT

غيب الموت في العاصمة الفرنسية باريس، أول من أمس، عن 87 عاما، الكاتب والسياسي الإسباني جورج (خورخي) سمبران، الذي كان مثالا للمثقف الملتزم طيلة مراحل حياته، منذ أن هرب إلى فرنسا وهو طفل، أثناء الحرب الأهلية في بلاده، وحتى عاد إليها لفترة مؤقتة، ليصبح وزيرا للثقافة في إسبانيا بين عامي 1988 و1991.

شارك سمبران في المقاومة الفرنسية ضد الاحتلال النازي، ووقع في أسر الألمان واقتيد الى معسكر «بوخنوالد». وانتمى إلى الحزب الشيوعي الإسباني، أواسط القرن الماضي، ثم طرد من لجنته التنفيذية بسبب خلاف مع زعيم الحزب، فتفرغ للكتابة بلغته الأُم وبالفرنسية. ومن ثم انتخب عضوا في «أكاديمية غونكور» في باريس، كما فاز عام 1969 بجائزة «فيمينا» عن روايته «الموت الثاني لرامون ميركادير». وفي العام نفسه حقق سمبران إنجازا مهما ثانيا عندما قام بتحويل رواية «زِد» للسينما وكتب حوارات الفيلم الشهير الذي أخرجه صديقه اليوناني الأصل كوستا غافراس واضطلع ببطولته الممثل إيف مونتان.

لم يدخل سمبران «الأكاديمية الفرنسية» - أو ما يسمى بـ«مجمع الخالدين» - لأنه حافظ على جنسيته الإسبانية ولم يطلب الجنسية الفرنسية، رغم إقامته الدائمة في فرنسا. ولقد وصفته صحيفة «إل باييس» المدريدية بأنه «ذاكرة القرن العشرين»، فقد خصّص جانبا من سنواته الأخيرة للطواف في المدارس الثانوية ورواية تفاصيل التاريخ الذي عاشه لطلابها. وعنه أيضا، قالت مارتين أُوبري، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الفرنسي، أمس، إن سمبران «رجل لا يُنسى كمناضل من أجل الحرية والعدالة».