بيورن بورغ يتوقع معركة ملحمية حول لقب بطولة «ويمبلدون 2011»

أسطورة التنس السويدي تنازل عن كؤوسه وباع مضاربه.. ويرى فيدرر الأفضل

TT

اعترف السويدي بيورن بورغ، أسطورة التنس السابق، أنه لم ير بطولة تماثل ويمبلدون الإنجليزية في القوة والإثارة، وتوقع أن تكون منافسات هذا العام الذي يتوافق مع الذكرى الـ125 لإطلاق البطولة، الأفضل على الإطلاق.

وتحدث نجم كرة التنس السابق البالغ من العمر حاليا 55 عاما وتخضب شعره باللون الفضي، بحماس، قائلا: «لا أرى بين المنافسين من هو قادر على الفوز ببطولة ويمبلدون سوى رافائيل نادال وآندي موراي ونوفاك ديوكوفيتش وروجر فيدرر». وبدا معجبا بشدة بقوة وموهبة المتنافسين الرجال المشاركين في بطولة ويمبلدون هذا العام. وقال: «فيما مضى، كان التنافس على اللقب ينحصر بين اثنين أو ثلاثة. الآن، أصبح لدينا أربعة، وهو أمر يصعب تصديقه، هناك تقدم رائع للتنس. الآن، أصبح بإمكان الجميع المنافسة على اللقب، لذا فسنشهد هذا العام منافسة مثيرة للغاية. هل يمكنك توقع نهاية الأسبوع الثاني إذا تبقى هؤلاء اللاعبون الأربعة في دور قبل النهائي؟ ربما ستكون هذه البطولة أكثر بطولات ويمبلدون إثارة لسنوات مقبلة».

يذكر أن أشهر المباريات التي خاضها بورغ كانت نهائي بطولة ويمبلدون عام 1980 أمام الأميركي جون ماكنرو، وهي مباراة بلغت مستوى من الروعة جعلها معيارا لتقييم جميع المباريات الأخرى. وتزين صورة كبيرة لهذه المباراة الممر الذي يقطعه اللاعبون في طريقهم من غرف الملابس إلى الملعب، ويظهر فيها النجم السويدي العالمي بورغ وهو يتقلد كأس بطولة ويمبلدون للمرة الخامسة بعد فوزه في مباراة تاريخية استمرت 5 جولات.

لسنوات طويلة، ظلت مباراة بورغ وماكنرو محتفظة بلقب أفضل مباراة في تاريخ البطولة. خلال المباراة، فاز ماكنرو بأول مجموعة باكتساح، 6/1، قبل أن يقتنص بورغ جولتين تاليتين ليفوز بعد ذلك ماكنرو بالرابعة. إلا أن بورغ أعلن استعداده التنازل عن شرف وصف المباراة بأنها الأفضل في تاريخ البطولة لاثنين من كبار لاعبي التنس الحاليين خلال لقاء تاريخي لهما في نهائي بطولة ويمبلدون عام 2008. وعن ذلك، قال بورغ: «كان شعورا رائعا مشاهدة فيدرر ونادال في لقائهما المعجزة (عام 2008)». كان بورغ بين الحضور في الملعب وأكد أنها «كانت مباراة استثنائية، أعتقد أنها تأتي على رأس أفضل المباريات التي شاهدتها، وأفضل مباراة في تاريخ بطولة ويمبلدون. لقد كانت المباراة بيني وبين ماكنرو عام 1980 جيدة، وهي تحتل مكانة متقدمة بين أفضل مباريات البطولة، لكن الآن أعتقد أنها من بين أفضل 3 مباريات في تاريخ ويمبلدون بعد مباراة فيدرر ونادال. لقد كانت تلك مباراة فريدة من نوعها».

خلال حديثه، تدفقت الذكريات على ذهن بورغ قوية وسريعة، وقال: «أسعد لحظة في حياتي كانت الفوز ببطولة ويمبلدون للمرة الخامسة أمام ماكنرو، تحديدا لحظة الفوز بالنقطة الأخيرة في البطولة الكبرى - ربما تأتي هذه اللحظة على نفس مستوى روعة لحظات إنجاب زوجتي أول أولادي»، ثم أطلق ضحكة عالية واستطرد قائلا: «لا أدري كيف سيكون شعورها حول هذا الأمر!».

دار حلم بورغ منذ أن كان في الثامنة من عمره حول اللعب داخل الملعب الرئيسي لويمبلدون. ولا يزال يتذكر كيف كانت بدايته هناك عام 1971 عندما شارك في أول مباراة له في بطولة ويمبلدون للناشئين. وفي هذا الصدد، قال: «كان شعورا مهيبا مجرد المرور عبر البوابات. لم أكد أصدق أنني بالفعل داخل ويمبلدون!»، ثم توقف قليلا وأضاف: «ثم لعبت أول مباراة وخسرت».

في العام التالي، عاد بورغ للبطولة كلاعب قوي وفاز ببطولة الناشئين لسن الـ16، لكنه تحدث عن ذكريات أخرى لا تزال حية بشدة في ذهنه عن ذلك اليوم، وقال: «قبل مباراة النهائي عصر ذلك اليوم، أمام بوستر موترام، واتتني الفرصة للعب أمام إيلي ناستاز. كان يلعب في المباراة النهائية للرجال أمام ستان سميث واحتاج شخص كي يتدرب معه، وحينها لمحني وقال لي: تعال معي فأنا في حاجة إلى التدريب أمام شخص. حينئذ شعرت بتوتر بالغ وقلت لنفسي ليس علي سوى رد الكرة بالمضرب، وذلك لأن اللعب أمام ناستاز كان أمرا عظيما بالنسبة إلي، فقد كان بمثابة تجربة في حد ذاته. وبالفعل، لعبنا معا لنحو 20 دقيقة، ثم مضى كل منا في طريقه. بعد أن انتهيت من مباراتي بالفوز، هرعت نحو الملعب الرئيسي وشاهدت الجولات الخمس الكاملة لمباراة إيلي، لكن للأسف خسر إيلي في ذلك اليوم. لكن بعد مشاهدتي لهؤلاء اللاعبين الكبار، قلت لنفسي: في يوم من الأيام سألعب في الملعب الرئيسي».

واستطرد بورغ: «لا أزال أحمل جميع الذكريات في رأسي»، بينما كان يشارك في التصويت الذي يرعاه مصرف «إتش إس بي سي» حول أهم الذكريات المرتبطة بويمبلدون، وأضاف: «أفضل الأمر على هذا النحو، لو دخلتم بيتي لن تجدوا فيه أبدا ما يوحي بأنه منزل لاعب تنس، فليس به ما يربطني بالتنس. لست من النوع الذي يخصص في منزله غرفة للكؤوس أو المضارب أو الأشياء الخاصة المرتبطة بالرياضة».

وبالفعل، باع بورغ منذ خمس سنوات الكؤوس التي ربحها في ويمبلدون واثنين من المضارب التي فاز بها ببطولات في إحدى دور المزادات في لندن. إلا أنه عندما علم أصدقاؤه بهذا الأمر، بمن فيهم ماكنرو، انهالت عليه مكالمات هاتفية غاضبة من شتى أرجاء العالم.

وقال: «لم أقدم على ذلك بدافع المال، كل الأمر أن هذه الكؤوس لم تكن تعني أي شيء بالنسبة إلي. وكنت بالفعل قد تنازلت عن معظم كؤوسي والمضارب الخاصة بي لمنظمات خيرية ومسابقات للأطفال، لذا بدا من المنطقي أن أتخلص في النهاية من كؤوس ويمبلدون. لكن بعدما فكرت لبعض الوقت، وبعد المكالمات الغاضبة التي تلقيتها، قررت شراء الكؤوس مجددا - وهو أمر كان مكلفا للغاية! لكنني سعيد بما فعلته. والآن، أحرص على وضع الكؤوس في خزينة - ومع ذلك لا تزال هذه الكؤوس غير معروضة داخل منزلي».

هذا العام، سيعود بورغ مجددا بين الجماهير داخل الملعب الرئيسي على أمل أن يشاهد أعظم بطولة صيفية للتنس كواحد من الجماهير. وسأل بابتسامة: «أتريد أن تعلم من سيفوز في اعتقادي؟ كل هؤلاء الأربعة لديهم الفرصة متاحة الآن، وبمقدور أي منهم الفوز ببطولة ويمبلدون. لكن إذا كنت مضطرا إلى اختيار واحد منهم فقط، فسأختار فيدرر الذي لعب أفضل مبارياته في باريس هذا العام - لقد قدم أداء باهرا - لكنه للأسف خسر. ومع ذلك، كانت تلك أفضل مرة أشاهده يلعب التنس فيها. والآن، تبرز صورته يوما بعد آخر، وإذا قدم نفس الأداء في البطولة فسيكون من العسير للغاية هزيمته».

يذكر أنه احتفالا بعيد ميلاد بطولة ويمبلدون الـ125، يتيح «إتش إس بي سي» لعشاق البطولة فرصة التصويت على أفضل اللحظات التي مرت في تاريخها عبر موقع ويمبلدون الرسمي، مما يتيح فرصة الفوز بتذاكر لبطولة عام 2012.