جماهير الإنتر تشعر بالقلق من المدرب بيلسا لسوابقه غير الناجحة مع الأندية

ألفاريز مرشح لقيادة الفريق الإيطالي في حالة رحيل شنايدر إلى الدوري الإنجليزي

TT

انتظارا لموافقة البرازيلي ليوناردو على عرض نادي باريس سان جيرمان لإدارته وأيضا انتظارا لموافقة الأرجنتيني مارسيلو بيلسا على تدريب الإنتر، سنحاول هنا إلقاء الضوء على الأفكار وطريقة اللعب واللاعبين الذين قد يطالب بهم بيلسا الملقب بـ«لوكو» (المجنون) في سوق الانتقالات القادمة إذا تولى تدريب بطل كأس إيطاليا.

إذا أصر بيلسا على اللعب بـ3 مدافعين فإنه بذلك سيحل المشكلة بشأن من يبقى من بين لوسيو ورانوكيا وصمويل الذي عاد بعد شفائه من قطع في الرباط الصليبي والذي يعتبر درة ثمينة بالنسبة للمدرب الأرجنتيني. وكان الشك الذي يحيط بهذا الثلاثي يتمثل في عدم وجود لاعب قادر على مراقبة المهاجمين الذين يتميزون بالسرعة الشديدة. ورغم وجود كوردوبا وكييفو ضمن صفوف الإنتر (في ظل الأنباء عن احتمال رحيل ماتيرازي وإنهاء عقده بشكل مبكر مع النادي)، ليس من المستبعد أن يطلب بيلسا بضم غاري ميديل مدافع نادي أشبيلية التشيلي ذي الـ23 عاما. ويعتبر ميديل أحد اللاعبين المفضلين لدى بيلسا، حيث لعب معه 30 مباراة وأحرز 23 هدفا مع منتخب تشيلي، ويتميز بالسرعة والمرونة الخططية لدرجة أنه يدفع به في كثير من الأحيان في وسط الملعب.

يعتبر التدخل في خط وسط الملعب أكثر حساسية وصعوبة. ويحتاج هذا الخط إلى تدعيم كبير بلاعبين شباب يرغب بيلسا في أن يكونوا من أصحاب الانطلاقات أكثر من كونهم من مجيدي تبادل الكرة دون تحرك. ويعمل مسؤولو الإنتر في الوقت الحالي على صفقة اللاعب البرازيلي الشاب كازيميرو الذي يعتبر خليفة كامبياسو. وعلى الجانبين قد يشرك بيلسا كلا من زانيتي وستانكوفيتش كأساسيين، ويرغب في ضم أرتورو فيدال (24 عاما)، لاعب الجبهة اليسرى لنادي باير ليفركوزن الألماني الذي يتوقع له بيلسا مستقبلا باهرا. وكان فيدال أيضا أحد الأعمدة الأساسية لمنتخب تشيلي تحت قيادة بيلسا وأحرز 10 أهداف في الدوري الألماني هذا الموسم. لكن الإنتر قد يجد صعوبة في شرائه نظرا لاهتمام نادي بايرن ميونيخ به. إن لاعب الوسط المهاجم يحظى بأهمية كبيرة في الإطار الخططي الذي يلعب به بيلسا. ولا شك أن شنايدر لاعب مثالي للقيام بهذا الدور، لكن الإنتر سيضطر للبحث عن بديل له إذا صحت الأنباء التي تؤكد قرب رحيل اللاعب الهولندي الفذ إلى نادي تشيلسي أو مانشستر سيتي الإنجليزيين. وفي حالة رحيل شنايدر هناك بديلان محتملان للعب هذا الدور أمام نادي الإنتر. الأول هو الفرنسي سمير نصري (24 عاما)، لاعب نادي آرسنال الذي ينتهي عقده مع ناديه خلال عام ونصف العام. لكن آلان ميلياتشو وكيل أعمال اللاعب صرح يوم الأربعاء الماضي قائلا: «هناك بعض الفرق التي تسعى لضم سمير، لكنني لن أذكرها في الوقت الحالي. يجب أن تلتقي مع فينغر ونادي آرسنال من أجل سماع عروضهما». والبديل الثاني لشنايدر الذي يتردد اسمه في نادي الإنتر حاليا هو الأرجنتيني ريكاردو ألفاريز (23 عاما). وقد تواردت أنباء خلال الفترة الماضية عن سعي نادي روما لشراء اللاعب من نادي فيليز سارسفيلد الأرجنتيني (بطل الدوري هذا الموسم)، لكنه يحظى بإعجاب شديد من جانب بيلسا وأيضا من جانب مسؤولي الإنتر بسبب ألقه في الفترة الأخيرة وأيضا لأن ثمنه يقل كثيرا عن أمثاله من اللاعبين وعلى رأسهم مواطنه باستوري رعب نادي باليرمو. إن أليكس سانشيز هو القيمة الإضافية التي يحتاجها فريق الإنتر في خط الهجوم. ويعتبر الطفل المعجزة مثاليا لطريقة لعب بيلسا الذي اعتمد عليه بشدة في مونديال 2010 عندما دفع به سواء كأحد أضلاع المثلث الهجومي لمنتخب تشيلي أو كرأس حربة ثان في طريقة 2/1/3/4. وفي حالة انضمام سانشيز للإنتر سيلعب إلى جانبه باتسيني وإيتو الذي يؤدي هذا الدور بشكل رائع منذ موسمين.

ولا يدخل مايكون ضمن مشروع فريق الإنتر تحت قيادة بيلسا. وقد سرت أنباء يوم الأربعاء الماضي بأن نادي مانشستر سيتي مستعد لدفع 18 مليون يورو من أجل شرائه، لكن نادي الإنتر يطالب بمبلغ أكبر ويترقب نادي ريال مدريد الصفقة استعدادا تقديم عرض لشراء اللاعب البرازيلي. وبعيدا عن عرض الطريقة المحتملة لبيلسا، هناك حالة من الشك بين جماهير نادي الإنتر وخوف من المجهول إذا تولى الأرجنتيني تدريب الفريق. ورغم أن بيلسا يتمتع بسمعة طيبة للغاية كمدرب حاذق في كرة القدم ورغم فوزه بلقب الدوري الأرجنتيني 3 مرات وتحقيق ذهبية الأولمبياد مع منتخب الأرجنتين ورغم الأداء الرائع لمنتخب تشيلي في كأس العالم الأخيرة تحت قيادته، تبقى بعض الشكوك لدى جماهير الإنتر لأن آخر ناد قام بيلسا بتدريبه كان نادي إسبانيول الإسباني عام 1998، ولم يستمر معه سوى فترة قصيرة للغاية، هو التجربة الوحيدة لبيلسا في أوروبا. كما تعتبر إيطاليا عالما جديدا تماما بالنسبة لبيلسا، مثلما كانت بالنسبة لمواطنه لويس مينوتي، الفائز بلقب كأس العالم عام 1978، والذي تولى تدريب نادي سمبدوريا عام 1997 موضحا أنه يشعر «بأنني بافاروتي ونابليون»، ثم تم إقصاؤه من تدريب الفريق بعد 8 جولات فقط من بطولة الدوري لسوء النتائج. وهناك مثال سلبي آخر وهو كارلوس بيانكي الذي لم يبق على مقعد تدريب فريق روما سوى بضعة أشهر، من بداية الموسم (1996/1997) حتى شهر أبريل (نيسان)، لأنه لم يتمكن من فهم كرة القدم الإيطالية لدرجة أنه كان يرغب في الاستغناء عن توتي من أجل ليتمانن، وتسبب ذلك في إقالته من منصبه. ولعل هذه الحالات تسبب أيضا بعض القلق لجماهير الإنتر. فقد كان مينوتي وبيانكي يمتلكان تاريخا طويلا في قيادة الأندية، وبعضها أندية أوروبية، بينما لا يدرب بيلسا بشكل يومي منذ 13 عاما لأنه ظل طوال هذه السنوات يدرب منتخبات من أميركا الجنوبية. ويصل بيلسا، المعروف بعشقه لطريقة 3/1/3/3 والذي يوصف بأنه الطباخ الخططي، إلى إيطاليا محاطا بالكثير من الغموض والقصص الأسطورية وكأنه بالفعل أحد أبطال أفلام الخيال العلمي. إن بيلسا مدرب يتمتع بشخصية قوية، لكن التعامل مع لاعبي منتخب تشيلي المتواضعين يختلف دون شك عن لاعبي الإنتر الذين حققوا الثلاثية التاريخية مع مورينهو ثم رفضوا بعد ذلك طريقة التعامل الخشنة لرافائيل بينيتيز. السؤال الذي تطرحه الجماهير هو: «كم من الوقت سيحتاج بيلسا لاستعادة إيقاع تدريب الأندية والتأقلم مع كرة القدم الإيطالية الغريبة عليه تماما؟ هذه هي الأمور التي تثير بعض القلق لدى جماهير الإنتر».