ربما يشعر بضيق - حتى وإن لم يظهر ذلك - من الطرق التي يسير بها الحدث، فلا يأخذ أدريانو غالياني، نائب رئيس الميلان، في الاعتبار حتى فكرة رحيل تياغو سيلفا عن فريقه من أجل برشلونة، وقال: «بالطبع لن يتزحزح عن هنا»، وذلك لدى وصوله إلى رابطة أندية دوري الدرجة الأولى الإيطالي، أمس.
إذن، التصريحات التي أدلى بها المدافع الفذ، خلال المقابلة الصحافية، أول من أمس، مع قناة «إسبورت إنتراتيفو» البرازيلية لا تقلق غالياني، الذي يقضي لياليه بطريقة مغايرة كي يتقي «همهمة» بعض اللاعبين. ويقول نائب رئيس نادي ميلان الإيطالي: «أنا الذي توقعت كل شيء، وعادة أحاول أن لا أنام، تقريبا منذ بضعة شهور مضت، من دون أن أخبر أحدا، لقد جعلت تياغو سيلفا يوقع عقدا حتى عام 2016».
أذهلت تصريحات المدافع البرازيلي غير الحذرة الجميع في ميلان، مشجعين وإدارة، في البداية أحدثت صدى لأن الاتصالات بين اللاعب ونادي برشلونة قد بدأت منذ أيام كثيرة مضت وتواصلت بغير علم الميلان. ولو أراد، لاستخدم نادي برلسكوني الطريق الصارم مع النادي الكتالوني (لوائح الفيفا تمنع التفاوض مع لاعب نادي آخر من دون إذن) لكن بالنظر للعلاقات الممتازة بينهما، التي دعمتها صفقة إبراهيموفيتش، فإن الحدث آخذ في التلاشي من دون عواقب.
في واقع الأمر لا يستشعر غالياني حرجا حينما يقول: «الكل يتحدث عن الكل، وبالتالي برشلونة لم يقم بشيء محدد. جميع مسؤولي أندية أوروبا يتحدثون مع لاعبين ووكلاء أعمال والخلاصة.. نحن أناس عاديون».
وجاء ختام حديثة ليمثل إضافة لكوكبة النجوم المتاحة للمدرب أليغري، حيث قال: «تياغو هو أقوى مدافع في العالم، ومن الأفضل أن يكون لديك لاعبون بارعون وتحافظ عليهم لا العكس. أدركت أنها كانت مجرد جملة طيبة على لسان رئيس نادي برشلونة، لا أكثر، فهو أمر طبيعي جدا. سيكون الأمر أسوأ لو طمح أي شخص في ضم لاعبينا».
لم يأت أي تعليق رسمي من مقر النادي الكتالوني، لكن المصادر الصحافية المقربة من برشلونة تتحدث عن «مفاجأة» من جانب النادي لدى سماع تصريحات تياغو سيلفا. وبحسب صحيفة «إلموندو ديبورتيفو»، فإن اللاعب كان محط اهتمام النادي منذ فترة، «لكنه لم يعد يثير اهتمام لفترة قصيرة»، بينما ترى صحيفة «سبورت» أن «برشلونة لا يعتزم شراءه، لأن غوارديولا لديه دفاع مغطى جيدا»، إلا أنها تزعم أن الموضوع كله ناجم عن جانب مالي لا يزال الميلان ملتزما به لبرشلونة في إطار صفقة إبراهيموفيتش.
وإذا ما بقينا مع اللاعبين البرازيليين، فقد عاد غالياني للحديث عن كاكا أيضا، بعد لقاءين مع والد ووكيل أعمال اللاعب، اللذين أشعلا فكرة عودته إلى ميلان. ويقول غالياني: «هذا صحيح، فقد تحدثنا مع والده، لكن الموضوع لم يكن كاكا، بل فسخ تعاقد شقيقه ديغاو، وتم التوصل لاتفاق. وبشأن نجم الميلان السابق، يمكنني التأكيد على أنه لن يعود بنسبة 100 في المائة، لأن راتبه مرتفع جدا (10 ملايين يورو خالصة الضرائب في الموسم الواحد، أو بالأحرى إجمالي قدره 20 مليونا). لم تعد هناك الظروف لإبرام صفقات بعينها».
وماذا عن اللاعب المنتظر لمركز لاعب وسط الملعب المهاجم في الجهة اليسرى؟ إلى أين وصلنا؟ لم يضف غالياني المزيد من الإشارات الشكلية، لكن الزمنية منها، «إن جاء فسيكون ذلك في الأيام الأخيرة لسوق الانتقالات، مثلما فعلنا مع روبينهو وإبراهيموفيتش. سيكون هو صفقتنا الوحيدة شريطة أن لا يطالب أحدا من الموجدين بالاستغناء عنه». وفيما يتعلق ببورييللو، فقد أكد نائب رئيس الميلان أنه «واثق جدا من أن نادي روما سيضمه نهائيا».
وفي سياق متصل، وإن لم يتم بعد الكشف عن لاعب الوسط المهاجم، فإن الأمر يتعلق بلاعب شاب، تطابق فنيا وخططيا مع المعايير التي يعشقها برلسكوني، فقد بات الميلان على بعد خطوة واحدة من ستيفان الشعرواي، 18 عاما، ويلعب كصانع ألعاب وكرأس حربة خارجي، وهو مملوك لنادي جنوا، الذي - أي اللاعب - قاد نادي بادوفا؛ حيث كان معارا إليه للصعود إلى دوري الدرجة الأولى. فقد استقبل غالياني، وكيل أعمال اللاعب الموهوب المولود في مدينة سافونا الإيطالية ويحمل الجنسية المصرية أيضا (من أب مصري وأم إيطالية)، وبدأ معه التطرق للجانب المادي، والآن ينتظر الجانبان الضوء الأخضر من إنريكو بريتسيوزي، رئيس نادي جنوا، الذي طلب 48 ساعة للتقرير. لكن التوجه أقرب للموافقة، وربما تأتي الصفقة في إطار تبادل الملكية المشتركة، فبقدوم شعراوي قد يمنح الميلان لجنوا ميركل إضافة إلى قيمة مالية. والتفاصيل: يقدر بريتسيوزي نصف البطاقة الدولية للشعراوي بعشرة ملايين يورو، بينما يقدر غالياني نصف بطاقة ميركل بثلاثة ملايين ونصف مليون يورو، وبالتالي قد يحصل جنوا على 6.5 مليون.
كل شيء بدأ مساء الثلاثاء، خلال العشاء الذي حضره غالياني، بريتسيوزي ودامياني، وكيل أعمال ميركل، وكانت القاعدة الأساسية للانطلاق هي اهتمام جنوا بضم لاعب وسط الميلان، ومعها تم فتح موضوع الشعراوي المهتم الميلان بضمه منذ فترة. بدأت الأطراف في التفاوض، وأمس التقى برايدا مسؤول الانتقالات في الإنتر، على الغداء، وكيل أعمال اللاعب، روبرتو لا فلوريو، بعدها انتقلت الدردشة إلى مقر النادي، حيث وصل الاثنان إلى مكتب غالياني.
عند هذه النقطة، يمكن القول إن هناك اتفاقا بين ناديي الميلان وجنوا، بعلامتي استفهام: إحداهما تتعلق بالموافقة على الصفقة من جانب اللاعبين، والأخرى بتغيير وارد في المسار من جانب بريتسيوزي خلال فترة 48 ساعة التي طلبها للتفكير. ما الذي قد يحمل رئيس جنوا لتغيير فكرته؟ من بين الأندية المهتمة بالشعراوي هناك مانشستر سيتي وعرض محتمل لا يمكن رفضه، وفي الخلفية هناك الإنتر الذي وضع عينيه أولا على اللاعب الشاب، الذي، بعدما تمت تنحيته بعدما دخل الميلان في الصورة، قد ينطلق مجددا في الصفقة. لا بد من تفسير اليومين اللذين طلبهما بريتسيوزي في هذا السياق: في واقع الأمر، رئيس جنوا يريد أن يشعر بالحرية في اتخاذ القرار، لكن في الأفق من المتوقع إنهاء الصفقة المتكررة هذا الموسم بين الميلان وجنوا. من غير المجدي القول إن وجهة الميلان بالنسبة للشعراوي ستكون محبذة أكثر بالنظر لتصريح اللاعب للميلان. وبحلول نهاية الأسبوع سيكون كل شيء أكثر وضوحا.