حسن العتيبي.. أيوب الكرة السعودية ونجمها في عام 2011

ظل 13 عاما على دكة البدلاء.. وغيريتس فرض واقعه على الجميع

TT

انتصر الحارس حسن العتيبي، حامي مرمى الفريق الكروي الأول بنادي الهلال، لنفسه بفضل الثقة الكبيرة التي يملكها بإمكاناته الفنية كحارس مرمى، رغم بقائه لأكثر من 13 عاما على مقاعد البدلاء، وابتعاده عن أجواء المباريات الرسمية، وذلك بعد أن توج يوم الثلاثاء الماضي بجائزة القناة الرياضية السعودية كأفضل حارس في دوري زين السعودي للمحترفين هذا الموسم، إضافة لتتويجه بجائزة نجم الموسم، وهي الجائزة الأغلى في نظر العتيبي بالتأكيد.

فصول كثيرة وعناوين متعددة كانت مناسبة لوصف مشوار الحارس حسن العتيبي مع فريقه الهلال، فبين بقائه حبيسا لدكة البدلاء لفترة طويلة، واقترابه من التوقيع لفريق النصر قبل 11 عاما، ووضعه على لائحة الانتقال قبل عام، يعود العتيبي من جديد وينتصر لقدراته الفنية الكبيرة، بعد أن منحه البلجيكي غيريتس المدير الفني السابق للفريق الأزرق فرصة كبيرة في الظهور على الخارطة الهلالية أسوة بما يحدث في الدول المتقدمة كرويا، حيث يمنح الحارس الاحتياطي فرصة اللعب كأساسي في البطولات الثانوية، وهو ما حدث مع غيريتس الذي أشرك حسن العتيبي في بطولتي كأس ولي العهد وكأس الملك للأبطال، فخطف الهلال بطولة كأس ولي العهد، كما نجح العتيبي في قيادة فريقه للمباراة النهائية ببطولة كأس الملك للأبطال، قبل أن يخسرها من أمام الاتحاد بركلات الترجيح، وكان العتيبي نجح في تلك المباراة في التصدي لضربة جزاء لقائد الاتحاد محمد نور في اللحظات الأخيرة من عمر المباراة التي امتدت لأشواط إضافية وبعدها ركلات الترجيح.

وبالعودة لسيرة حامي عرين الهلال، نجد أن حسن العتيبي ولد في 6 أغسطس (آب) عام 1976، وبدأ مشواره الرياضي في كرة القدم مع فريق الهلال فتدرج في فئاته السنية (ناشئين وشبابا) حتى وصل للفريق الأول وحماية العرين الأزرق كحارس أساسي في فترة من الفترات، قبل وصول الحارس محمد الدعيع للهلال (1998) قادما من الطائي آنذاك، حيث خفت نجم العتيبي في حراسة المرمى خاصة بعد اعتماد المدربين المتتاليين على محمد الدعيع.

العتيبي الذي يلقب بـ«أيوب الكرة السعودية» نظير صبره الطويل والكبير بعد أن ظل حبيسا لمقاعد البدلاء، كان قاب قوسين أو أدنى من الرحيل عن الهلال قبل عقد من الزمن، والانتقال للغريم التقليدي له (فريق النصر)، وذلك بعد قدوم محمد الدعيع للهلال، حيث شعر العتيبي بتجاهل إداري لتجديد عقده لفترة مقبلة آنذاك، وذلك بحسب وصفه في حوار رياضي سابق، ودخل مسؤولو نادي النصر في مفاوضات معه لخطب وده، واقترب كثيرا من ارتداء القميص الأصفر في تلك الفترة، قبل أن يتدخل الأمير بندر بن محمد (رئيس الهلال وقتها) في اللحظات الأخيرة ويجدد عقد العتيبي لفترة ثانية، ليستمر داخل البيت الأزرق، فيظهر تارة على الساحة ويختفي ويتوارى عن الأنظار كثيرا بسبب ابتعاده عن اللعب كأساسي.

بعد ذلك نفد صبر العتيبي في موسم 2008/2007، فطلب من مسؤولي النادي منحه فرصة اللعب في أي فريق آخر، فانتقل للقادسية بنظام الإعارة موسما كاملا قدم نفسه خلاله بصورة جيدة رغم الظروف الفنية السيئة التي كانت تحيط بأبناء قادس وقتها، ليعود مجددا لفريق الهلال مع حضور المدير الفني البلجيكي غيريتس الذي راهن على مستوى العتيبي ومنحه فرصة المشاركة ببطولتي كأس ولي العهد وكأس الملك، حيث قدم العتيبي نفسه بصورة جيدة فعادت الحياة والآمال له بعد أن كادت تنقطع، إلا أن المشكلات ظلت محاصرة للعتيبي حيث اختلف مع مسؤولي الهلال على القيمة المادية لعقده، وظهر الاختلاف بين العتيبي ومدير الكرة في الفريق سامي الجابر لوسائل الإعلام على تفاصيل العقد، حيث كان العتيبي يطالب بتقديره ماديا وزيادة العرض، إلا أن الهلاليين رأوا وقتها أن العرض المقدم للاعب هو المناسب، ووصل المطاف بالطرفين لطريق مسدود، ليلجأ الهلاليون لوضعه على قائمة الانتقال من دون أن يتقدم له أحد، ليتم بعدها التجديد له بعد إصرار البلجيكي غيريتس على بقائه.

وتحصل العتيبي على فرصة المشاركة كلاعب أساسي في كل مشاركات الفريق هذا الموسم بعد اعتزال الحارس محمد الدعيع، وقدم نفسه خلال هذا الموسم بشكل لافت للأنظار، ليتوج نجوميته بخطف جائزة أفضل حارس وجائزة نجم الموسم المقدمة له من قبل القناة الرياضية السعودية، إضافة لتتويجه بلقبي كأس دوري زين السعودي للمحترفين ولقب كأس ولي العهد مع فريقه الهلال.

العتيبي يبدو أنه اللاعب الذي ستكون نهاية حياته الرياضية أفضل من بدايتها، فعلى الرغم من تقدمه في العمر فإن إمكاناته العالية التي أظهرها في الفترة الأخيرة ستجعله يعيش في الملاعب فترة أطول مما كان يتوقع، فحارس المرمى قادر على الاستمرار رغم تقدمه في العمر، كونه يبذل مجهودا بدنيا أقل من بقية اللاعبين في المباريات الرسمية.