الإعلان عن إغلاق صحيفة «نيوز أوف ذا وورلد» يثير جدلا في الصحافة البريطانية

الإعلام البريطاني يعكس آراء الساسة والجنود الذين اهتزت ثقتهم فيها

قضية نيوز أوف ذي وورلد احتلت صدارة الصفحات الأولى للصحف البريطانية (إ.ب.أ)
TT

أثار إعلان جيمس ميردوخ عن إغلاق «نيوز أوف ذا وورلد»، في أعقاب فضيحة التنصت على الهواتف، جدلا بين الرأي العام البريطاني وفي الصحافة أيضا، حيث شككت صحيفة «الغارديان» في مدى دعم «نيوز أوف ذا وورلد» للجنود البريطانيين في أفغانستان والعراق، حيث كانوا يعتبرونها سندا لهم، فقد كانت تصلهم طيلة الوقت وتحمل في محتواها الكثير من الدعم، مما خلق علاقة ودية بين الصحيفة والجنود على امتداد سنوات. لكن تورط الصحيفة في هذه المشكلة جعل الثقة فيها تهتز، وهذا ما عكسته «الغارديان» من خلال موقف جنود سابقين، واستعرضت موقف واحد منهم عبر عن حزنه الذي تعدى حدود الصدمة عند علمه بتورط الصحيفة في قضية التنصت.

أما صحيفة «الديلي ميل» البريطانية فقد نقلت عن ميردوخ أنه لم يكن له أي خيار إلا إنهاء عمل الصحيفة بعد فضيحة التنصت. وحسب ما جاء في الصحيفة فإن الفضيحة الكبرى انفجرت عندما أعلنت أجهزة الـ«سكوتلانديارد» عن تورط الصحيفة في 4000 عملية تنصت محتملة بعد تسليم «نيوز أوف إنترناشيونال» لدليل، وأن الشرطة ستقوم بالاتصال بلائحة الأسماء وإعلامهم.

أما صحيفة «الديلي ميرور» فقد أثارت الجانب السياسي من الموضوع، حيث نقلت كيف أن زعيم حزب العمال إيدي ميليباند أحرج رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بطرح تساؤلات حول الموضوع، وقد أجابه رئيس الوزراء بأنه ستتم متابعة الموضوع في قضية التنصت وتصرف الشرطة أيضا.

كما تحدثت الـ«بي بي سي» عن موقف إيد ميليباند الذي أكد أنه لا يكترث بإغلاق الصحيفة بقدر ما يهمه أن تتحمل مسؤولية خطئها، وأن يحاسب المسؤولون عن قضية التنصت ويقدموا للعدالة. كما نقلت موقف جون بريسكوت، وهو نائب رئيس وزراء سابق، والذي عبر عن استيائه من تصرف ميردوخ واعتبره هروبا من المشكلة ذهب ضحيته موظفو الصحيفة من دون ذنب اقترفوه. كما بينت الصحيفة أنه سيكون من حق مؤسسة «أوفكوم»، وهي مؤسسة رقابة تنظم قوانين الإعلام في بريطانيا، التدخل في هذه القضية إذا لم يتدخل ديفيد كاميرون، وبينت الصحيفة أنه لا يجب التخوف من التحرك من أجل الصالح العام.

وفي الوقت نفسه، اعتبرت الـ«بي بي سي نيوز» أن ميردوخ نادم بالفعل، حيث قال بخصوص الاتهامات بالتنصت في تصريح لموظفيه «أعترف بأننا قمنا بأخطاء، وأتمنى أن يعترف الجميع داخل وخارج المؤسسة بأننا نفعل ما في وسعنا لتصحيح ما وقع». وجاء في الـ«بي بي سي» أيضا إعلان الحكومة البريطانية أنها لم يكن لها أي دخل في اتخاذ هذا القرار.

وجاء في الـ«بي بي سي» أيضا أن «نيوز أوف ذا وورلد» هي الصحيفة الأكثر رواجا في المملكة المتحدة منذ 168 عاما، وأن مؤسسة «نيوز إنترناشيونال» قد رفضت التعليق على الشائعات التي تقول إن صحيفة «الصن» البريطانية ستصدر لسبعة أيام عوضا عن ستة، كتعويض عن «نيوز أوف ذا وورلد». كما نقلت رفض متحدث باسم المؤسسة أن يصرح بمصير العاملين في الجريدة، وهل سيتم التخلي عن خدماتهم أم لا، واكتفى بالقول إنه بإمكان موظفي الصحيفة أن يتقدموا بطلبات عمل في المؤسسة. وحسب ما جاء في «بي بي سي نيوز» فإن المحرر السياسي للجريدة ديفيد وودنغ، الذي كان قد التحق بها منذ سنة ونصف السنة، صرح بأنها كانت صحيفة رائعة «تخلصت من كل الأشخاص السيئين، وانتدبت كولين ميلر ونائبته فيكتوريا نيوتن، اللذين لا علاقة لهما بما حدث في الماضي، ولم يتأثرا به. كل من في الصحيفة أناس شرفاء، لا علاقة لنا بالنظام القديم. الصحافيون محترفون وموهوبون، ولا علاقة لنا بالنظام الذي كان يمسك الصحيفة من قبل، لكننا جميعا ندفع ثمن ما حدث منذ ست سنوات».