الرئيس اليمني يوجه كلمة مسجلة تلفزيونيا مرحبا فيها باقتسام السلطة في إطار الدستور

يظهر للمرة الأولى مصابا بحروق بالغة.. ويدعو إلى الحوار والمشاركة

الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أثناء توجيهه كلمة متلفزة إلى الشعب اليمني، أمس (أ.ف.ب)
TT

وجه الرئيس اليمني علي عبد الله صالح كلمة مسجلة تلفزيونيا إلى الشعب اليمني أمس، حيث دعا فيها إلى الحوار والمشاركة. كما رحب من خلالها باقتسام السلطة، ما دامت تتم في إطار الدستور اليمني.

وظهرت على الرئيس صالح في المقابلة المسجلة مع التلفزيون اليمني علامات على إصابته بحروق في وجهه، وكان ذراعاه ويداه مضمدة، ولم يكن قد ظهر من قبل في العلن منذ تعرضه لمحاولة اغتيال، إثر الهجوم على القصر الرئاسي في الثالث من يونيو (حزيران) الماضي.

وقال الرئيس صالح «نحن نرحب بالشراكة في إطار الدستور والقانون». وما زال الرئيس صالح يعالج في أحد مستشفيات السعودية من إصابات تعرض لها بتفجير في مجمع القصر الرئاسي. واستبعد بعض الدبلوماسيين فرص عودته إلى اليمن، واعتبروها ضئيلة. وأعلن الرئيس صالح أنه خضع لثماني عمليات جراحية ناجحة، مؤكدا دعمه للجهود السياسية التي يبذلها نائبه الفريق عبد ربه منصور هادي، القائم بأعمال الرئيس في صنعاء. وأعرب عن شكره إلى المملكة العربية السعودية.

وفور ظهوره، أطلقت الأعيرة النارية والألعاب النارية بكثافة في صنعاء وباقي المدن اليمنية الكبرى، ابتهاجا بظهور الرئيس الذي أتى بعد أكثر من شهر من الصمت في ظل سيل من التكهنات والمعلومات المتضاربة حول مدى خطورة وضعه الصحي وعودته المفترضة إلى اليمن. لكن صالح لم يعلن موعدا لعودته إلى صنعاء، علما بأنه غادر بلاده إلى السعودية في الثالث من يونيو الماضي، غداة إصابته في هجوم استهدفه في مسجد القصر الرئاسي بالعاصمة اليمنية صنعاء.

وقال الرئيس صالح في الكلمة التي بثها التلفزيون الرسمي اليمني إن «شعبنا اليمني صامد وسيظل صامدا متحديا كل أنواع التحديات التي تستهدف أمنه واستقراره وتستهدف الحرية والديمقراطية والأمن والاستقرار».

وأضاف الرئيس صالح «لقد فهم البعض الديمقراطية فهما خاطئا من خلال ممارسات خاطئة (مثل..) قطع الطريق، وقطع البترول والمازوت والديزل والغاز، وإقلاق الحالة الأمنية، حيث يطالبون بها من أجل الشراكة».

وقال «نرحب بالشراكة في إطار الدستور والقانون. نرحب بالشراكة على أسس ديمقراطية، دستور الجمهورية اليمنية الذي قام على التعددية السياسية والحزبية وحرية الرأي والرأي الآخر.. لكن هذا هو الرأي والرأي الآخر هو الذي يقومون به من قطع الطرقات لإخافة.. وإقلاق عامة الناس».

وبدا الرئيس صالح محروق الوجه تماما، وكان يرتدي جلبابا أبيض بدت يداه من تحته مضمدة بشكل كامل، كما اعتمر كوفية حمراء لفت على رأسه لإخفاء حروق فروة الرأس.

واعتبر الرئيس صالح في كلمته أنه «لا بد من إعادة نظر من قبل كل القوى السياسية وبشكل مسؤول دون تعاطف أو مجاملة».

وتساءل «أين الرجال الواعون، الرجال الثاقبون؟ أين الرجال المؤمنون؟ أين الرجال الذين يخافون الله؟ لماذا لا يقفون مع الحوار ومع الوصول إلى حلول مرضية؟».

وأكد الرئيس صالح «نحن مع المشاركة، مع مشاركة كل القوى السياسية سواء كانت معارضة أو حاكمة، لكن على ضوء برنامج يتفق الناس عليه.. برنامج يكون قاسما مشتركا لكل الشعب اليمني، ليس كل واحد يفرض رأيه ولا حاجة ليلوي كل واحد ذراع الآخر.. هذا موقف متخلف وجاهل».

وقال صالح: «لا بد من إعادة النظر من قبل جميع القوى السياسية دون تعاطف أو مجاملة، لأن هذا النظام قام على أنقاض نظامين نقيضين، في الجنوب والشمال، وكان كل منهما يريد أن يفرض الدستور، ويعتقد أنه الكاسب».

وتساءل صالح: «أين الرجال الصادقون الذين يخافون الله؟ لماذا لا يقفون مع الحوار، والوصول إلى حلول مرضية؟ نحن مع المشاركة بين جميع القوى السياسية سواء كانت معارضة أو حاكمة، ولكن في ضوء برنامج وقاسم مشترك يتم الاتفاق عليه، وليس كل واحد يفرض رؤيته، وكل واحد يريد أن يلوي يد الآخر، هذا فهم خاطئ للديمقراطية».

وقال الرئيس صالح: «أكرر التحية إلى الشعب اليمني الصامد، في الداخل والخارج، وأتوجه بالشكر والتحية والتقدير إلى خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده، وقيادة المملكة، على الرعاية الكريمة والضيافة منذ أن وصلنا إلى الرياض، وقد حصلنا على رعاية كاملة، وهذا ليس غريبا على دولة شقيقة، تربطنا بها روابط مهمة واستراتيجية».

واستطرد الرئيس صالح: «لقد أجريت أكثر من 8 عمليات ناجحة، وهي لحروق نتيجة الحادث، وقد أجريت العديد من العمليات لرئيس الوزراء ونائبه ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الشورى، وأكثر من 87 شخصا أصيبوا في الحادث، الجلل، ومنهم من استشهد ومنهم من جرح، ولكن إيمانهم وصبرهم كان من أجل الوطن، ومستعدون لأن يقدموا مئات الشهداء».

وقال الرئيس صالح: «تحية للذين واجهوا التحدي بالتحدي، وسنواجه التحدي بالتحدي، ونتوجه بالشكر للمؤسسة العسكرية الوطنية ومعها كل الشرفاء، وأتوجه بالشكر لنائب رئيس الجمهورية لجهوده من أجل رأب الصدع، وأدعو له بالتوفيق».

ويتولى الفريق عبد ربه منصور هادي بموجب الدستور مهام الرئيس في غيابه، إلا أن المعارضة تتهم أبناء وأقرباء صالح الذين يتولون المناصب الرفيعة في المنظومة العسكرية الأمنية بأنهم الحكام الفعليون لليمن.

يذكر أن المعارضة تطالب بأن يتم نقل السلطة مباشرة إلى نائب الرئيس اليمني الفريق عبد ربه منصور هادي بموجب المبادرة الخليجية في ظل غياب الرئيس صالح.