العثور على جثة ناشط في حماه مذبوحا

بعد أن تحول إلى «بلبل الثورة السورية» بأغانيه الارتجالية

TT

لن تشدو بعد اليوم حنجرة إبراهيم القاشوش الذي ذبح ووجدت جثته مرمية في نهر العاصي أمس، لكن الآلاف من محبيه سيرددون الغناء العفوي لهذا الشاب الذي ألهب قلوب أهالي حماه وسائر المحتجين في سوريا. فقد توعد محبوه، على صفحات «فيس بوك»، أن يرددوا كما سبق ورددوا خلفه يوم «جمعة ارحل»: «يا بشار ومانّك منّا.. خود ماهر وارحل عنّا... شريعتك سقطت عنّا ويلا ارحل يا بشار»، و«يا بشار ويا كذاب.. وتضرب أنت وهالخطاب.. الحريّة صارت عالباب.. ويلا ارحل يا بشار».

يقول محبو قاشوش إنه لا يمتلك حنجرة مطرب عذبة الصوت، وإنما حنجرة شعب أراد الحياة. فكان يخرج إلى الشوارع ليواجه الموت بصوته العالي. ألهب قاشوش بغنائه الجماهير، إذ تحولت الشعارات إلى أهازيج شعبية تعبر عن تطلعات المدينة المكلومة وشعب يعاني الظلم. كانت تلك تهمته التي استحق عليها الذبح من الوريد إلى الوريد، واقتلاع حنجرته وإلقاء الجثة في نهر العاصي يوم الثلاثاء الماضي.

منذ بداية انطلاق الانتفاضة الشعبية في حماه ارتجل إبراهيم قاشوش أغاني ملحنة موزونة، عن عدة مناطق تصل إليها قوات الأمن مثل السليقة ودرعا وحمص وبانياس والبيضا وجسر الشغور ومعرة النعمان ودوما وغيرها.. لم ينسَ منطقة وهو يرتجل مباشرة بأهازيجه الحماسية. وخلفه كانت تردد الحشود «ياللا ارحل عنا يا بشار». فكان لخبر مقتله أمس وقع مدوٍّ، ليصبح رمزا جديدا يضاف إلى رموز الثورة السورية. وأطلق عليه الناشطون السوريون لقب «بلبل الثورة السورية»، ونعاه كتاب وشعراء شباب وناشطون على صفحات «فيس بوك».

وكتبت خولة دنيا على صفحتها في موقع «فيس بوك»: «هل يكون ثمن الكلمة الذبح على قارعة وطنٍ يولد من رحم الدماء والكلمات؟ بئس الحوار منكَ وأنت تتلو حواركَ منتصبا شامخا أو مقتولا. لا صوت يعلو فوق صوت دمكَ يا إبراهيم، فعلّمنا قليلا من درسكَ الذي أتقنته حتى فجّرته غضبا، في صدور مئات الآلاف من أبناء مدينتك...»، بينما كتب محمد حيان السمان: «قتلوا مغني ساحة العاصي بحماه... الذي صدح بكلمات كان يرتجلها من أجل الحرية ومستقبل سوريا في جمعة الرحيل.. ذبحوه من الوريد إلى الوريد وألقوا بجثته في نهر العاصي.. إبراهيم قاشوش يطفو على مياه النهر، وغدا النواعير ستملأ الكون بصوته الرجولي الحر». وأكد أحد الناشطين على فيس بوك أن قتل قاشوش لن يمنع ملايين السوريين من الغناء والهتاف، بينما نشر آخر أغنية تحاكي الأغاني التي كان يرددها القاشوش.