هل ستلعب مباريات مونديال قطر من 3 أشواط؟

الفيفا يدرس الفكرة تجنبا لحدوث مخاطر بسبب ارتفاع درجات الحرارة

TT

منذ أن وضع البريطانيون قواعد لكرة القدم في القرن التاسع عشر، تلعب المباريات على شوطين. ولكن الفيفا في خطوة غير تقليدية يدرس إقامة نهائيات كأس العالم 2022 في قطر من 3 أشواط. وبعد أن قررت الفيفا إقامة المونديال في منتصف الصيف بدولة تصل درجات الحرارة داخلها إلى أكثر من 40 درجة مئوية، تواجه الفيفا مشكلة في جعل أفضل اللاعبين في العالم يتكيفون على هذه الظروف الجوية.

وسيساعد على ذلك توفير الاستادات المغطاة والمكيفة، ولكن ربما لا يكون ذلك كافيا لتوفير درجات حرارة آمنة للاعبين، وفقا لما يقوله مايكل بيفون، مدير «آروب أسوشيتس»، الشركة المسؤولة عن تطوير تقنية ستساعد على ترطيب الجو لهم.

وعلى ضوء ذلك تنظر الفيفا في مقترح يدعو لجعل المباريات من 3 أشواط، كل شوط مدته 30 دقيقة، وذلك إذا تجاوزت درجة الحرارة داخل الاستادات 30 درجة مئوية بسبب المخاطر الصحية التي قد تسببها مثل درجات الحرارة هذه.

وقال بيفون، الذي كان يتحدث إلى مندوبين خلال مؤتمر البنية التحتية القطرية الذي عقد بلندن مؤخرا: «توجد إلى حد ما مخاطر بأن يتعرض لاعبون لإصابات بسبب الحرارة عندما تكون ما بين 24 و29 درجة مئوية. ولكن تزداد الاحتمالات بدرجة كبيرة إذا ارتفعت درجات الحرارة عن ذلك. وأضاف: «الشيء الوحيد الذي تقوله الفيفا، على الرغم من أنه على سبيل الاسترشاد، هو أنه في حال وصول درجة الحرارة إلى 32 درجة مئوية، فإنهم سيوقفون المباراة ويجعلونها من 3 أشواط، وكل شوط مدته 30 دقيقة، بدلا من شوطين مدة كل واحد 45 دقيقة. والسبب هو إراحة اللاعبين قبل استئنافهم اللعب، وبالطبع سيسبب ذلك حالة من الفوضى في جداول المباريات المذاعة تلفزيونيا ومثل هذه الأشياء. لقد كان التزام قطر هو توفير ظروف جوية في نطاق معتدل حتى يمكن استمرار المباريات واستكمال اللعب بالصورة المعتادة. ويجب لعب المباريات في درجات حرارة مقبولة وفي نوع من الأمان حتى لا تتدخل الفيفا».

وحاول متحدث باسم الفيفا تهدئة المخاوف بشأن احتمالية حدوث تحول كبير في أعراف اللعبة، وأكد على أنه لم يتخذ قرار بشأن أي شيء في هذه المرحلة. وقال: «لم يناقش هذا الاقتراح. وأرى أن ذلك سيتطلب تغييرا في قوانين اللعبة، وعليه سيتعين قيام مجلس اتحاد كرة القدم الدولية بتحليل ذلك والموافقة عليه بالمقام الأول». وتنص قواعد اللعبة على أن تكون المباراة من شوطين ومدة كل منهما 45 دقيقة، ما لم يتوافق كلا الفريقين والحكم على غير ذلك، على الرغم من أن أي تغيير في الأشواط المعتادة التي مدتها 45 دقيقة كان دائما بتقليل وقت اللعب في مباريات خاصة بفئات عمرية.

ولكن احتمالية الجفاف والشعور بالإجهاد بسبب الحرارة تمثل تهديدا حقيقيا على ضوء درجات الحرارة الكبيرة داخل قطر. وقد طرحت حلول أخرى، بما في ذلك احتمالية لعب البطولة في فصل الشتاء. ولكن قد يتسبب ذلك في مشاكل كبيرة لأنها ستأتي أثناء البطولات الأوروبية المحلية. ويلعب معظم اللاعبين البارزين في العالم في هذه البطولات. وسيؤدي نقل البطولة إلى فصل الشتاء إلى صدام مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، ومعظم الأندية القوية، التي ستعارض أي محاولة لحرمانهم من أفضل لاعبيهم.

وعلى الرغم من أن معظم الدول الأوروبية، باستثناء إنجلترا، بها فترة راحة خلال فصل الشتاء، فإنها ليست طويلة بالقدر الذي يسمح بإقامة بطولة نهائي كأس العالم خلالها، ناهيك بالاستعدادات لها. وهذا ما دفع الفيفا للبحث عن حلول أخرى. وسلطت الأضواء على هذه المخاطر عندما قام فريق تفتيش بزيارة قطر في سبتمبر (أيلول) العام الماضي وكانت درجات الحرارة أعلى من 40 درجة مئوية، بحسب ما قاله بيفون. وأضاف: «داخل هذه البيئة توجد احتمالية بحدوث إصابة عندما تتجاوز درجات الحرارة حدا معينا». وقال: «أعتقد أن الفيفا تقوم بشيء حسن بأخذ الاحتياطات ودراسة الحلول البديلة إذا ارتفعت درجة الحرارة عن 29 درجة مئوية داخل الاستاد. ومن الجيد وضع سلامة اللاعبين في الاعتبار، ولكني مقتنع بأن أنظمة التبريد ستكون فعالة بنسبة 100 في المائة». وقال: «على مدار الأعوام الـ11 المقبلة ستتحسن التقنية. ليست لدينا مخاوف من أن يفشل هذا الأمر».