ساركوزي يستجيب لنداء فرنسية توفيت بالسرطان ويشمل ولدها المشلول برعايته

كتبت له من سرير المرض وأعادت رسالتها الجدل حول «الموت الرؤوف» إلى الواجهة

TT

وجدت الجهات الفرنسية المعنية حلا جذريا لمشكلة شاب مصاب بشلل كامل، بعدما توفيت، قبل أيام، والدته التي كانت تعتني به. فقد أعلن قصر «الإليزيه» الرئاسي أمس عن قرار بنقل الشاب إلى مصح علاجي متخصص يقع إلى الشمال الغربي من باريس.

قضية الابن المقعد إيدي، البالغ من العمر 33 سنة، أثارت تعاطف الفرنسيين طوال الأسبوع الماضي، بعدما نشرت الصحف نص الرسالة التي وجهتها أمه ميشيل دو سومير (57 سنة)، إلى الرئيس نيكولا ساركوزي، وهي راقدة على سرير المرض في المستشفى، قبل وفاتها نهار الجمعة الماضي، بسرطان الرئة.

وفي الرسالة المؤثرة التي أملتها الأم المريضة على إحدى الممرضات، استعطفت الأم الرئيس أن يشمل ابنها برعايته لأنه «فقد طعم الحياة وشجاعة العيش» ولن يكون له أحد في الدنيا بعدها. وكانت الأمنية الأخيرة للأم هي أن يتدخل ساركوزي لإيجاد مكان لابنها في مؤسسة متخصصة بتأهيل المعاقين.

ومن ناحية أخرى أعادت معاناة ميشيل دو سومير قضية ما يسمى بـ«الموت الرؤوف» إلى واجهة الجدل العام. فقد عادت إلى أذهان الفرنسيين قضية فانسان هامبير، الشاب المصاب بشلل كامل والذي طالبت أمه بالحق في وضع حد لحياته ونفذت، بالتعاون مع طبيب، خطوة وقف الأجهزة التي كانت تبقيه على قيد الحياة. إلا أن القانون الفرنسي ما زال يرفض إباحة الموت الرؤوف ويعتبره من أنواع القتل العمد ويلاحق مرتكبيه من الأطباء أو الممرضات أو الأهل.

هذا، وكانت دو سومير قد اضطرت لترك عملها، عام 2001، والتفرغ للاعتناء بابنها الذي أصابه الشلل بعد حادث دراجة نارية. وعام 2004 بدأت تنشط في جمعيات أهالي المرضى التي تطالب بالموت الكريم والرؤوف لمن يعتبرهم الأطباء حالات لا شفاء لها. وهي اعترفت في رسالتها الأخيرة بأن فكرة إنهاء معاناة ابنها، بيدها، قد راودتها مرارا، لا سيما وهي تجده فاقدا للرغبة في الحياة ويرجوها أن تنهي معاناته، لكن المرض أضعف قواها ولم تتمكن من التنفيذ.