متعافون من الإدمان يواجهون خيار الإبعاد.. من بيوت الشباب

يرونها المكان الأنسب لاستمرارية صلاحهم.. ومسؤول يرد: نحن نطبق سياسة الدولة

أحد بيوت الشباب في السعودية
TT

يواجه مجموعة من المتعافين من الإدمان في السعودية، إمكانية إبعادهم من بيوت الشباب، وذلك بعد تجاوزهم لمشكلة الإدمان، وهو الأمر الذي يرفضه المتعافون، بحجة أن تلك البيوت هي المكان الأنسب لمتابعة تعافيهم وعدم رجوعهم لعالم المخدرات.

مصدر مسؤول بمديرية مكافحة المخدرات، يرى أن إبعاد المتعافين من الإدمان عن الانخراط في بيوت الشباب، ما هو إلا تطبيق لسياسة الدولة.

وأوضح عبد الإله الشريف مساعد مدير عام مكافحة المخدرات للشؤون الوقائية لـ«الشرق الأوسط» بأن منع المدمنين المتعافين من التجمع في بيوت الشباب ليس فيه أي طرد بل هو تطبيق لسياسة الدولة، وعلى الرغم من ذلك فلن نتخلى عنهم وسوف نقف بجانبهم إلى أن يجدوا مكانا آخر في حال رفضوا الذهاب إلى بيوت منتصف الطريق التابعة لمستشفيات الأمل.

وأكد أن بيوت الشباب لم تقصر على مدى 15 عاما، وذلك في الوقت الذي لم تكن هناك بيوت منتصف الطريق، فحينها كان المدمنون المتعافون يستخدمون بيوت الشباب، لافتا إلى أن الجهة المسؤولة والتي لها الحق في تبني ورعاية المتعافين بحسب القرار الصادر من مجلس الوزراء رقم 160 عام 1427هـ، هي أمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات.

ونفى في أن يكون قد تم إبعادهم وإغلاق بيوت الشباب دون إخطارهم، وأكد أنه تم إخطارهم قبلها بفترة كافية من خلال ممثلهم خالد المشاري بضرورة تواصلهم مع أمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات ليتم إيجاد مكان لهم بدل بيوت الشباب التي يجتمعون فيها أو يذهبون لبيوت منتصف الطريق التابعة لمستشفى الأمل.

وذكر أن المديرية العامة لمكافحة المخدرات تقوم بمهمتين أساسيتين بعد انفصالها وارتباطها بمساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية وهي ضبط مرتكبي جرائم المخدرات من تهريب وترويج وغسيل أموال، والجانب الآخر تنفيذ البرامج الوقائية التي ترسمها الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات واللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات.

وزاد بأن رفض المدمنين المتعافين الانضمام إلى زملائهم في بيت منتصف الطريق بحجة الاستقلالية كما يقولون غير صحيح، لا سيما أن بيوت منتصف الطريق هي مهيأة تماما لذلك وتوفر جميع ما يحتاجونه بما تكفل خصوصيتهم، لكن تحت إشراف مستشفى الأمل.

من جهته بين خالد المشاري ممثل المدمنين المتعافين والمتحدث باسمهم لـ«الشرق الأوسط» بأن كل ما يفعله المدمنون هو الاجتماع مع بعضهم البعض لتطبيق برنامج زمالة المدمنين المجهولين وذلك منذ 15 عاما.

وقال: «فبعد أن كنا نجتمع في الشوارع، وكنا أشخاصا يعدون على الأصابع أصبحنا الآن بالمئات، نحو 700 شخص، بمتوسط حضور 50 شخصا يوميا خلال أيام الأسبوع»، مؤكدا أن المئات استفاد من هذا المكان بما يفوق 50 ألف شخص.

ورجح المشاري أن سبب إبعاد المتعافين من بيوت الشباب هو رفضهم طلب مدير بيوت الشباب بالمشاركة في الانضمام للأنشطة الرياضية التي تقام ببيوت الشباب، مما جعله يستاء منهم، لافتا إلى أن مشاركة المتعافين في تلك الأنشطة تعتبر حرية شخصية.

وأكد أنه في أكثر من مرة تم إغلاق المكان لأيام ومن ثم فتحه من جديد، إلا أنهم فوجئوا من فترة بخطاب معلق على الباب يمنعهم من دخول البيت وتحويلهم لبيت منتصف الطريق التابع لمستشفى الأمل، مشيرا إلى أن مثل هذه القرارات فيها إجحاف بحقوقهم.

وشدد على أن مثل هذه القرارات من طرد المدمنين المتعافين من بيوت الشباب لا بد ألا تؤخذ بسهولة، خاصة أن هناك أشخاصا منذ 15 عاما لم تسجل أي مخالفة ضد أي أحد منهم، مؤكدا ضرورة مناقشة مثل هذه الأمور معهم قبل اتخاذها.

وحول اعتراضهم على انضمامهم لبيت منتصف الطريق قال: «إن بيت منتصف الطريق هو بيت ينام فيه الأشخاص الذين أنهوا مدة علاجهم في مستشفى الأمل، كما أن مساحات القاعات لا تتسع لأكثر من عشرين شخصا).

أحد المتعافين أكد لـ«الشرق الأوسط» أنه إذا تم طردهم من بيوت الشباب مثل آخر مرة فسوف يجتمعون بالشوارع مثل ما حدث معهم قبل شهرين، لافتا إلى أن بيوت منتصف الطريق التابعة لمستشفى الأمل لا تخدم حالتهم ولا تساعدهم على الانخراط بشكل صحيح.

وذكر في حديثه أن من أمر بتخصيص بيوت الشباب كمقار معروفة للمتعافين من الإدمان ليجتعموا فيها ويمارسوا هواياتهم هو الأمير فيصل بن فهد رحمه الله، ومن يملك قرار إغلاق هذه المقار هو الرئيس الحالي لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل.

وقال: «في المرة الأولى التي تم إغلاق بيت الشباب في وجهنا لم يتم تحويلنا أو إخطارنا به، بل تم بطريقة ملتوية - على حد وصفه - على خلفية خلاف أحد المتعافين مع أحد مسؤولي بيوت الشباب سابقا»، ليؤكد أن مجمل ما يطلبونه هو ألا يتم طردهم من بيوت الشباب وتأمين قاعات لهم، وأن ترجع الأرض التي خصصها الأمير فيصل بن فهد لهم حتى يستطيعوا أن يتابعوا حياتهم بشكل طبيعي.