مع الهلال.. أو ضده!

هيا الغامدي

TT

بعد انتهاء موسم كروي طويل تبدأ الأندية السعودية بنفض آثار التعب والإرهاق والاستعداد لموسم جديد تحاول من خلاله ما تستطيع لتعزيز الثوابت الإيجابية - إن وجدت - ليس تشاؤما بقدر ما هو واقعية! - والتقليل من السلبيات (ويااا كثرها خلينا واقعيين).

الهلال أكثر الأندية السعودية حصولا على الألقاب - دوريا وكأسا - الموسم الماضي ولولا «تخبيص» كالديرون وتوابعه لمضى بخطوات أكثر ثباتا ورسوخا باقي الاستحقاقات.. ولكن! عموما الموسم انقضى والكلام في الفائت ليس نقصانا بالعقل كل مرة، بل هو قمة العقل والتفكير السليم، ودائما من الحصافة أن نتعلم من أخطائنا ونقزمها لنمحوها شيئا فشيئا، الإدارة الهلالية أبعدت «كالديرون» ربما في توقيت متأخر نوعا ما، مما أفقدها لقبا كان يمكن أن تكمل به ثلاثية الموسم.. ولكن!

ومنصب البديل المؤقت كان من نصيب الإداري الناجح في نظر الأغلبية «سامي الجابر» في الوقت الذي انقسمت فيه الآراء وتفاوتت من حوله بخصوص نجاحه من فشله كمدرب، والمنطق والعقل يقولان بأنه من الصعوبة أن تحكم على تجربة بالنجاح والفشل، السلب/الإيجاب ما لم تأخذ تلك التجربة نصيبها من الاستقرار والاستمرارية، ولعل الوقت أكثر متطلبات أي جهاز فني في العالم قبل أن نحكم عليه حكما نهائيا وقاطعا!

وبصراحة لا ألوم اختلاف وجهات النظر سواء كانت «مع.. أو ضد» قرار بقاء أو نجاح الجابر في مهمته الفنية مع ناديه، فذلك ليس سوى تتمة لما حدث ويحدث تجاه «شخص لا تتفق وجهتا نظر عليه»، فإما «مع.. أو ضد»، وهذه حقيقة، وبالتالي كان من الطبيعي أن يأتي الاختلاف والثنائية في الآراء! وأجدني في الطريق المعاكس إن كانت هناك نية لاستمرار الجابر في الحقل الفني، بل أجد أن الطريق لذلك وكما قلت سابقا بأنه لا بد أن يتجه كعمل للولوج من الباب لا النافذة حتى يكون على أصوله عملا احترافيا وبمعنى الكلمة!

الإدارة الهلالية من أكثر الإدارات حرفية ومهنية ووعيا لمتطلبات العمل السليم، التجربة وحدها بدون «تأطير» علمي تخصصي وأكاديمي تدرجي وتسلسلي، ليست عملا احترافيا بل هي أشبه بـ«لخبطة» وعشوائية، وأنا على قناعة بأن إدارة الهلال تعي تماما أبعاد ذلك وستختار بالعقل لا بالعواطف، و«أرجوكم» لا تقحموا «السعودة» ولا «الوطنية» في ذلك، فالعمل عمل، وغير ذلك فليبق في محله! والجابر دعامة إدارية وذهنية مميزة وربما استشارية وخبراتية، بالتعاون والتشاور مع قامة فنية صاحبة تجربة ميدانية وحصيلة نتائجية تدريبية مستحقة.

العنصر الأجنبي لا يزال هو الآخر مبهما ومجهول الهوى والهوية مع أننا كنا قد رأينا الموسم الماضي مدى فعاليته ونجاحه في سد الفراغ، والإدارة الزرقاء عودت جماهيرها على الأفضل والأكثر إنتاجية وجماهيرية من المسميات، وبالنسبة إلى النجوم الكبار الذين تتردد الأنباء بين بقائهم من عدمه، فأعتقد بأنه من الخطأ أن ينزلق القرار عند هوة انخفاض مستوى «فلان» بسبب صيحات نشاز تمارس «الخطيئة» كلاما في المدرجات أو خارجها، أو عند إقدام انغماس لا محسوب ووهمي كمسلسلات العروض الخارجية التي نسمع عنها ولا نراها واقعا، إلا إذا وجد ما يمكن الوثوق به عندها ستختلف المسألة وستنتفي الاختلافات! تساؤلات ونقاط عدة لا تزال تطرح وتحتاج إلى من ينقحها ويعي أبعادها تفعل المنطق وتنتصر للاحتراف.. فقط!