عشاق «هاري بوتر» يودعون بطلهم في ساحة ترافالغر في أضخم عرض سينمائي في بريطانيا

نصبوا الخيام وناموا في الميدان الشهير على مدى 3 أيام

TT

أكبر عرض أول لفيلم في بريطانيا، هذا ما رآه عشرات الآلاف في لندن أمس ممن نصبوا خيامهم في ساحة ترافالغر سكوير على مدى 3 أيام قاوموا فيها الأمطار ومحاولات البوليس لإخراجهم من الساحة. العرض الأول للفيلم الأخير في سلسلة «هاري بوتر» أثبت أن سحر الروايات لم ينتهِ بعد، وأن الأفلام التي جنت مبالغ طائلة وحققت شهرة مدوية لأبطالها لا تزال هي الحدث الأهم في صيف لندن.

اعتاد هواة «هاري بوتر» على أن يكون موعد طباعة كل جزء من الرواية حدث ضخم يؤرخون بهم عامهم ويبيتون من أجله في العراء بجانب المكتبات الكبرى في لندن ليكونوا أول من يحصل على أول تلك النسخ، بل تبارى بعضهم على الحصول على توقيع المؤلفة جي كي راولينغ، واعتادت المكتبات على فتح أبوباها في منتصف الليل لتلبية رغبات كل هؤلاء المعجبين المخلصين، فكان من المشاهد العجيبة في لندن التي تغلق أبواب محلاتها مبكرا أن ترى الطوابير تمتد لمسافات طويلة أمام دور الكتب الشهيرة فيها بعد منتصف الليل وحتى الساعات الأولى من الصباح.

وأمس تحولت ساحة ترافالغر سكوير إلى دار عرض سينمائي ضخمة، وامتد فيها البساط الأحمر ليمشي عليه الأبطال من عتبات الناشيونال غاليري إلى وسط الميدان حيث نصبت شاشة عرض ضخمة، وعلى الجوانب رفرفت صور أبطال الفيلم علقت على أعمدة طويلة نافست التماثيل التاريخية التي احتلت الساحة الأشهر في بريطانيا.

مع وصول النجوم للعرض تعالت صيحات المعجبين والمعجبات وتدافع الكثيرون ليكونوا في مقدمة الصفوف وليحصلوا على توقيع أبطالهم المفضلين لدى مرورهم على البساط. صيحات الإعجاب أطلقت للكل، للشخصيات الخيرة في الفيلم مثل «هاري بوتر» (دانييل رادكليف) وأصدقائه رون ويزلي (الممثل روبرت غرينت) وهيرمايني غرانجر (إيما واطسون)، وامتدت إلى الأشرار منهم مثل لوسيوي مالفوي (جيسون أيزاك) ودراكو مالفوي (توم فيلتون).

الفيلم الذي يعد نهاية عهد بدأ مع الكتاب الأول للمؤلفة جي كي راولينغ «هاري بوتر وحجر الفيلسوف»، والذي رفضته الكثير من دور النشر حتى وافقت دار «بلومزبيري» على نشره، تحول إلى ظاهرة في عالم كتب الأطفال، وحول المؤلفة التي كانت عاطلة عن العمل وتعيش على معونة البطالة إلى أغنى امرأة في بريطانيا، تخطت الملكة إليزابيث من حيث الثراء. لكن الكتب أيضا خلقت جيلا جديدا من القراء، وأنعشت سوق كتب الأطفال إلى الحد الذي جعل كبار دور النشر تعتني بهذا النوع من الأدب بشكل أكبر وترى فيه فرصا كبيرة لإغناء السوق.

وعلى مر الأعوام وبعد تحول الكتب إلى أفلام أصبح لعشاق الصبي ذي النظارات المستديرة وأصدقائه موعد سنوي مع كتاب جديد أو فيلم جديد يدخلهم عالم بوتر الساحر. وبعد نشر آخر الأجزاء تحولت الأنظار إلى الأفلام التي نسجت قصة بوتر وحولتها إلى واقع.

كثير من الحاضرين في ساحة ترافالغر حضروا لتوديع مرحلة من حياتهم، ارتبطوا بالساحر الصغير وعالمه، إحدى الفتيات إدون اندوك (16 عاما) القادمة من بيرجين بالنرويج قالت لوكالة الأنباء الألمانية: «إنني أحب (هاري بوتر) منذ صدور الكتاب الأول، وهذا يعد نهاية عهد، وإنني أريد أن أكون هنا لمعايشة هذه التجربة لأنها كانت جزءا من طفولتنا». وأضافت ماريا أونز صديقتها: «إنه لأمر محزن، فإنني أتمنى لو يصدروا مزيدا من الكتب وينتجوا مزيدا من الأفلام لـ(هاري بوتر)».

الشعور بنهاية عهد هو شعور أبطال الفيلم أيضا، فكل منهم يبحث عن طريق جديد يبزغ فيه ويثبت أنه يستطيع النجاح، وهو ما قام به دانييل رادكليف الذي قام بالاتجاه إلى المسرح ونجح بالفعل في مسرحية «ايكوس»، والآن يقوم ببطولة مسرحية غنائية على أحد مسارح برودواي بنيويورك. أما إيما واطسون فاتجهت إلى عالم الأزياء لفترة، حيث عملت كوجه لدار أزياء «بيربيري»، ثم أطلقت خط أزياء خاصا بها، والآن تحاول دخول عالم السينما بأدوار مختلفة عن شخصية هيرمايني غرانجر التي اشتهرت بها. أما روبرت غرينت فقد قدم عددا من الأفلام التي أصابت نجاحا متوسطا، ولكنه أثبت أنه يستطيع دخول مجال الكوميديا بسهولة.

* «هاري بوتر» بالأرقام:

- 3,978,517 جنيها إسترلينيا، هي أرباح سلسلة أفلام «هاري بوتر»، وهو ما حولها إلى أكثر السلاسل السينمائية جنيا للأرباح.

- 160 عدد النظارات التي ارتداها الممثل دانييل رادكليف خلال تصوير الأفلام - 9, 3/4 رقم رصيف القطار السحري بمحطة كينغز كروس، والذي يستقل منه أبطال بوتر قطارهم السنوي للاتجاه إلى مدرسة «هوغوارتس». محطة كينغز كروس حافظت على الرقم مكتوبا على أحد الأرصفة، وهو ما حول المحطة إلى مقصد للسياح وعشاق الروايات.

- 600 زي مدرسي لطلبة مدرسة «هوغوارتس» أعد ليلبسه كومبارس الفيلم الأخير.

- 530 مليون جنيه إسترليني ثروة مؤلفة «هاري بوتر» جي كي راولينغ.

- 5800 عدد المرات التي قام فيها خبراء الماكياج برسم الندبة الشهيرة على جبين الممثل دانييل رادكليف خلال تصوير السلسلة.

- 450 مليونا، عدد النسخ التي بيعت من روايات «هاري بوتر»، وتمت ترجمة الكتب إلى 67 لغة عالمية.