«سراج».. طفل الرابعة الذي أقلق أسرته بانزوائه.. فتحول إلى «رسام»

مدير تعليم جدة لـ: منسق لكل مدرسة لاكتشاف الموهوبين

الطفل سراج متعب يرسم إحدى لوحاته ( تصوير: عبد الله بازهير)
TT

عندما كان سراج بن متعب بن سعود، في سن الرابعة من عمره، كان ينزوي في مكان قصي بمنزل أسرته، وكان والده ووالدته يستغربان من هذا الأمر، ومن الأسباب والدوافع التي تجعله يتخذ مكانا قصيا، ليُفاجأ والداه أن سراج يلجأ إلى هذه الطريقة ليرسم بأنامله الغضة ما يقع تحت عينيه من مشاهد، خصوصا الشخصيات الكرتونية حينها.

ولم يفطن وقتها والد سراج ولا حتى والدته لموهبة ابنهما، وكان كل همهما هو الاطمئنان عليه فيما يفعله عندما يبتعد عنهما ويبقى وحيدا في غرفته، أو في أي مكان داخل المنزل. ومع مرور الأيام وعندما وصل لسن السادسة، وانتظم في إحدى المدارس الخاصة، بدأ سراج يطلب من أسرته أدوات الرسم، ليلتفت إليه والده وكذلك والدته، خصوصا أنه ظل يلح عليهما من أجل تلبية طلباته الخاصة بالرسم.

وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهتها أسرة الطالب سراج، فإنها حاولت بكل ما تستطيع من وقت ودعم مالي، تلبية احتياجاته وتشجيعه لتنمية موهبته، التي أشاد بها عبد الله حماس عسيري، رئيس بيت الفنانين التشكيليين سابقا، وكذلك الفنان التشكيلي عبد الله نواوي، وذلك من خلال توقيعهما على إحدى رسوماته.

وتبحث أسرة سراج، الذي يبلغ من العمر حاليا 9 سنوات ويدرس في الصف الرابع الابتدائي، عن معهد متخصص كي يصقل موهبة ابنها وتنميتها.

ولم يخف متعب بن سعود، والد الطفل سراج، الدعم والتشجيع اللذين وجدهما ابنه من قبل معلمي التربية الفنية في مدرسته، حيث أقام سراج كثيرا من المعارض بمدرسته، وشارك في كثير من النشاطات الفنية في إدارة التربية والتعليم بمحافظة جدة.

جدير بالذكر أن الطفل سراج يجيد اللغة الإنجليزية والتعامل مع برامج الكومبيوتر، خاصة البرامج التي لها علاقة بالرسم أو التصميم، وحضر الكثير من المعارض في «أتيليه»، كما أنه يجيد لعبة الكاراتيه، وحاصل على الحزام الأخضر، كما يمارس لعبة كرة السلة وأيضا السباحة، وله صفحة على «فيس بوك» باسمه.

لكن مدارس جدة والسعودية تحتضن مئات من الطلاب والطالبات مثل سراج، الذين ضاعت وذبلت هواياتهم وإبداعاتهم بسبب عدم اكتشافها وتنميتها، وهنا يعلق عبد الله الثقفي، مدير عام التربية والتعليم في محافظة جدة خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» حول الآلية التي تتخذها إدارته بخصوص الموهوبين؛ سواء في الرسم أو أي موهبة أخرى، بقوله: «هناك منسق للموهوبين في كل مدرسة من المدارس سواء كانت المدرسة حكومية أو أهلية»، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن مهمة المنسق تنحصر في اكتشاف الموهوبين وترشيحهم للمركز الرئيسي للموهوبين في إدارة التربية والتعليم.

وأوضح عبد الله الثقفي أنه بعد تحويل الموهوب إلى المركز الرئيسي للموهوبين يخضع الطالب لاختبار قياس، مؤكدا أن «هناك اختبارات عدة، من بينها سرعة الرسم، وكذلك دقة الرسم، بالإضافة إلى مزج مشهدين، وغيرها من الاختبارات»، مبينا في نفس الوقت أنه في حال التأكد من موهبة الطفل فإنه يجد رعاية خاصة في مدرسته إذا كان في المرحلة الابتدائية، بينما يتم تسجيله في متوسطة الفيصلية للموهوبين إذا انتهى من المرحلة الابتدائية.